مدينة الرياح ـ للروائي الموريتاني، موسى ولد ابنو ـ في قراءة سوسيولوجية / إشيب ولد أباتي
تعرف الرواية عموما بأنها " سوسيولوجيا الأدب"، نظرا لما تكشف عنه من مظاهر الحياة الاجتماعية، والثقافية في سلوك الافراد المعروض في العمل الفني، كما في مظاهرهم، وتفكيرهم، وقل الشيء ذاته بالنسبة لمستوى الوعي الذي يستنطق به الراوي ابطاله، باعتبارهم عينات ممثلة لفئات المجتمع، أو اجياله، في الحاضر، أو الماضي فيما يظهر خلال تسلسل الحوادث، وعرض المشاكل الاجتماعية واقعيا، او توقعا، كما تتوالى الصور الفنية عارضة لمظاهر المدنية، في مجاليها القروي، والمديني، ومن المعلوم أن المجالين الجغرافي، والمناخي، يلعبان دورا مبررا في أنسنتهما في العمل الروائي، كما لتوظيف الأزمنة دوره هو الآخر، كمقرب للصور، ومكبرها، فإذا حصل التفاعل، وقدمت القضايا المصيرية للمجتمع عاكسة الأفراح، والآمال العريضة، أو الاتراح، والمعاناة الدامية للقلوب المكلومة، كان الابداع مستنيرا بضياء الاستحقاقات التي يطالب كل صوت وطني في مجتمع الروائي المبدع، وسيواجه الاخيربالتالي آخرين من ذات المجتمع، أو من المدافعين عن سلطة الحقوق الخاصة ، وهذه المستويات تفرض الالتزام، أو عدمه في العمل الابداعي، الأمر الذي سيتحكم في نجاح، أو فشل المنتج الفكري، نظرا لأن الأدب الروائي، أرقى من التأطير في مجال "الفن للفن"، مهما كان للأسلوب طلاوته، وللوصف زخرفه القولي، وللتحليل تشويقه في الأعترافات الوجدانية،، فهي مجتمعة، لا تتقاطع مع المطالب العامة التي تستنير بها العقول المتفكرة، والمدافعة من اجل العدالة الاجتماعية، والمساواة في الحقوق السياسية الأمر الذي يتطلب "معادلا موضوعيا" في التفكير الوطني، والنضال العملي،، وليس بعيدا عن ذلك التطلع الى غايات القارئ العربي في السرد الأدبي الواعد بنهضة أدبية،، غير أن من معيقات ذلك الأبتعاد عن معارك المجتمع في الحاضر، والكتابة الرمادية للنأي بالنفس، ومن ذلك الاستغراق في قراءة التاريخ الاجتماعي، لأن استرجاع الظواهر الاجتماعية المتوارية في احقاب التاريخ، لا تقل استعصاء عن استعادة الحالات النفسية بعد نسيانها، بله الاحداث التاريخية