من أعلام مقاومي التطبيع :الزائد ابن الخطاط أبي الصفعات المقلقة و الصفحات المشرقة

2013-01-25 05:13:00
إن الكتابة عن الزائد ومآثر الزائد هي تناول لمآثر كل أهل وأرض موريتا نيا الحبيبة ، فقد كانت تلك الصفعات التي تلقى بها قائد تلك العصابة اليهودية اختصارا لرفض كل الشناقطة لأي وجود لحفدة القردة والخنازير . على أرض المحظرة والمقاومة" شنقيط "وهي صورة ناصعة ونزعة ظاهرة ، وسمة بارزة يلمسها المتتبع فيما كتب عن هذا العلم ــــ وإن كان بعض رفقاء دربه يصر على أنه غيض من فيض ــــــ وله العذر في ذلك فأهل هذه الأرض لايدونون تاريخهم تأثرامنهم بالأندلسيين ــــ كما تبه عليه غير واحد ـــــ مما سيجلب بعضه في هذه المقال ـــ إن شاء الله تعالى ـــ فموضوع الكلام عن الزائد إذا موضوع يتسم بالأهمية والشمول، ويجانف الترف والفضول .

وتمثل هذه الإطلالة انسجاما مع ما سبق لهذه العبد الضعيف أن سطره وقرره من قوله :" إن أي مداد سفك في غير فلسطين وفي غير قضية فلسطين وفي غير خدمة قضية فلسطين فهو مما أهل به لغير الله من الشعر ،والشعور والحبر ، و في سياق سلسلة تلك الأعلام التي حاولت الكتابة عنها أوتجميع بعض ماقيل فيها فقد سبق وأن من الله سبحانه وتعالى على بالتكلم عن بعض ذلك ومن أحبه إلي وأقربه إلى قلبي بحث طبع في السنة الماضية تحت عنوان "الترويح والدعابة في حياة الخليفة الراشد سيدنا عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه ــــ "وقد تناول موضوعا لما تنله أيدي الباحثين بتعمق وتوسع ـــ حسب ما أسعف به الاطلاع على المتاح من ما ألف أو صنف في هذا الباب حين تطفل قلمي الصغير على جناب سيدنا عمر بن الخطاب بالكتابة عن موضوع الدعابة في حياة ثاني الخلفاء الراشدين.

وفي هذا الصدد ياتي المقال الذي تحدث عن بعض أهم أعلام البقاع "دمشق "ونشر على موقعي الأخبار و"صحفي" تحت عنوان "دمشق الشام دار ابن عامر" وكان للإمام النووي والثورة السورية فيه لقاء .

ومن ذلك مقال كتب في موضوع أعلام الزمان إذ تكلم عن يوم الجمعة نشر في الموقع الأخير تحت عنوان "من نفحات يوم الجمعة "وقد ركز هذا المقال على أهم الأحداث التي عرفها يوم الجمعة أو التي يمكن أن تتكرر فيه وأهم الأحداث التي يعرفها في هذا العصر

ولا يبعد من هذا ما سمح الحال به من كتابتي إبان تخرجي من المعهد العالي 2007 م عن علمين جليلين بلديين لي بل إن أحدهما عم والد الوالد حين حققت "القصيد المهذب "الذي تحدث فيه العلامة محمد الخضر بن حبيب عن حياة شيخه أحمد يعقوب بن محمد بن ابن عمر من خلال رثائه له في كل بحر ومن ذلك مقالان تكلمت فيهما عن جوانب من أمالي شيخي العلامة محمد سالم ابن عبد الودود"عدود" النحوية مما لم يفرد قبل بالكتابة حسب المعلومات المتوفرة ونشرت بعضها في حلقتين وتفضل أخي وزميلي الأديب الكبير محمد محمود بن أحمد الشيخ بنشر ذلك في مجموعته الـ "مهمة" وأرجو من الله أن يجود بإكمال ذلك.وبالإخلاص فيه كله لوجهه سبحانه وتعالى
واليوم أتحدث عن رجل وقف حياته للوقوف مع المظلومين، وإغاثة المحرومين ولابد هنا قبل الشروع في هذا الموضوع من تذكر لغة شيخي محمد سالم بن عبد الودود "عدود" والوقوف مع هذه الكلمة من العنوان" التطبيع" فقد كان شيخنا يتحفظ عليها ويرى أن التطبيع إذا كان مشتقا من طبيعتنا معاشر المسلمين مع هؤلاء فينبغي أن تكون الحالة الطبيعية بيننا وبينهم هي العداء. وإنني إذ أكتب اليوم عن هذا العلم إنما يكون كلامي هنا من باب التذكير وإلا فالكلام عن هذا العلم يحتاج ندوة خاصة به يشارك فيها منهم أكبر مني وأعرف بنضال هذا العلم وصموده ومقاومته وقد كان تذكر بعض رفقاء درب الزائد له ينكي تلك الجراح الغائرة من ذكراه مثل ما تفضل به الشاعر الكبير ناجي محمد الإمام مشكورا في برنامج "الفضاء الثقافي "الذي أجري معه فيه لقاء مؤخرا .كما أخبرني بذلك الثقة وقد فاتني ذلك البرنامج ولم أك خبيرا بصناعة الإنترنت حتى أستخرجه منها وتحول مشاغل إعداد أطروحة بحث الدكتوراه دون المبالغة في البحث عنه الآن ، وقد قام حزب "" التكتل"في هذا الصدد عام أربع وألفين للزائد ـــ رحمه الله ــــ بتنظيم اجتماع تابيني لمترجمنا الزائد ـــ رحمه الله ــــ ألقيت فيه بعض الكلمات وأنشدت فيه بعض الأشعار نعم إن صاحبنا اليوم هو المجاهد الزايد بن الخطاط االذي ولد سنة 1962م وتوفي: رحمه الله يوم 2004م 07، 10،والذي تتشرف ولاية إينشيري قبل اليوم بانتمائه إليها كما ازدانت حديثا بتقديم أحد أفلاذ كبدها ألا وهو ولد المشظوفي ــــ رحمه الله ــــ

بل إن هذا النوع من الرجال الذين تنهض الأمم على أكتافهم ليسوا حكرا على حزب معين ولالعرق ولالجهة، أ وهكذا ينبغي أن يكونوا كذلك لو صدق الكلام ، أوليس تاريخهم تراث لكل أمة الإسلام ،

وينتسب الزايد إلى أسرة علمية فوالده سيد احمد درس العلم على شيوخ منهم العلامة اشبيه بن ابوه والأديب الكبير الشيخ محمد المصطفى ابن الشيخ محمد عبد الله ابن تكرور الموسوي، وقد كان مثالا في الورع والزهد في الدنيا والبكاء من خشية الله، وقد كان شيخي العلامة يابه ابن محمادي ــ حفطه الله ـــ إبان دراستي عليه القرآن في بداية تسعينات القرن الماضي يبعثني معه فأختم عليه القرآن العظيم ـــــ جعله الله ربيع القلب ـــــ حفظا وسيد احمد هذاــــ ولا أزكي على الله أحدا ــــ ممن كانوا يدرسون الكتاب ويتلونه حق تلاوته. وقد كان جده محمد آفلواط عالما يصدر الأحكام ويحررها وتوجد بحوزتنا وثيقة تشهد لذلك يحول خوف الإطالة وخشية الخروج عن الموضوع من نشرها هنا

ومترجمنا اليوم الزايد من الأقارب الذين يتشرف الإنسان بذكرهم فكم أنا فخور بصلات الدين والنسب والصحبة التي ربطتني بالزائد وقد عرفني أناس لا لشيء قدمته سوى أن لي قرابة بالزائد لقد كان الزائد شجاعا مقداما، فقد عرفته مساجد المقاطعة الأولى بانواكشوط متألما لفلسطين، صادعا بإنكار خذلانها، شادا على أيدي خلانها. وإذا كان الزائد ممن أنشأ الرباط الوطني لا ممن نشأ في الحلية فإنه "فوق ذلك صعد على منابر المساجد فكانت هي "رباط"ـه ، فذلكم الرباط ...."راجع مكتوب الشيخ المرابط عن الزائد، في جريدة الشراع الموريتانية بتاريخ 16 أغسطس 2004م .

من مواقف الزائد، وذكرات نضاله الخالد:
حياة الزائد كلها مواقف وشهامة وشجاعة وكرامة
ومنها:

الصفعات المقلقة والصفحات المشرقة

مترجمنا اليوم رجل ارتبط اسمه بمقاومة ما يسمى بالتطبيع بل كان المبدع في ذلك و السباق إلى صفع قائد أول بعثة صهيونية إلى هذا الوطن فلقب بذلك عن جدارة ب"أبرز مقاومي التطبيع" وقد استطاع الزائد بذلك العمل أن يخترق المسافات والأزمان وأن يجعل من أرض السلم والأمن ميدان جهاد وحرب ومقارعة مع المحتل وجها لوجه ـــ إن صح التعبير ــــــ وذكرنا ببلاء السابقين الأولين رغم أنه لم يسافر إلى أرض العدو حسب علمي ومما يؤكد هذا ماورد في جريدة السراج العدد رقم : 138 ، الصادر بتاريخ :12، 07 ، 2006.م .ص: 3.في سياق الكلام عن تاريخ ما يسمى بالتطبيع مع العدو الغاصب لأرض فلسطين "سبق لبعثة صهيونية أن زارت موريتانيا نهاية التسعينات، حيث استقبلت برفض شعبي كبير كما تلقى أحد أعضائها صفعة على الوجه من المهندس الزائد ابن الخطاط أحد أبرز مقاومي التطبيع في موريتانيا الذي توفي ــــ رحمه الله ـــــ منذ حوا لي سنتين .لكن الأستاذ محمد الامين بن حمود ابن الخرشي حدثني ليلة 21 يناير 2013م أن الزائد أخبره أنه صفع قائد تلك البعثة اليهودية صفعات عدة لاصفعة واحدة "لقدكان الزائد "في طليعة مثقفينا الذين أعلنوا رفضهم للعلاقات المشينة التي أقامها النظام الموريتاني مع "أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود "وقاوموا الاختراق الصهيوني للبلاد وهم محقون في ذلك ، ــــ ويكفيه فخرا في هذا الإطار ــــ أنه ضرب بيده الشريفة رئيس أول بعثة صهيونية تطأ أرض شنقيط أرض المنارة والرباط ." راجع مكتوب الأستاذ حبيبا ولد النان في جريدة الشراع عن الزائد العدد الصادر بتاريخ 16 أغسطس 2004 ص:7.

ويروي الطبيب و د. محمد (الراجل) بن امدن أخبار هذه الصفعات وبعض كلام صاحبها يبين فيه مرامه منها في مقال للراجل هذا نشرفي موقع الأخبار بتاريخ : 30.06.2010 .تحت عنوان :"شنقيط... جهود في تحرير التوأم"حيث يقول :"ويشهد الكثيرون على قصة الفتى البطل المرحوم الزايد ولد الخطاط العامل في مخبر المستشفي الوطني بانواكشوط حين صفع علي الوجه الطبيب الصهيوني ابريت روز مبلات الذي دنس البلاد بأقدامه بحجج إنسانية صيف 1999 ليخاطبه المجاهد قائلا :" المرض أحب إلينا من رؤية وجهك."

ومن العجيب أنه مع ضعف جسم الزائد ونحافته تلك فقد كان لأفعاله تأثير كبير على هذا العالم ،فقد رأينا وشاهدنا وسمعنا أنه بنى بهذه الصفعة، وبذلك العمل البسيط أهراما شامخة من الأمجاد لا يبليها الدهر حيث كانت تلك الصفعة "صرخة مدوية في وجه خونة الدين والقضية وانتصارا لقيم الإسلام والعروبة، وتعبيرا عن موقف كل شنقيطي أصيل "راجع الخاطرة والتعزية التي كتبها باب سيداتي والتي نشرت في جريدة الشراع بتاريخ 16 أغسطس 2004

و"قد زاد الزائد من إصرار هذا الشعب على مقاومة التطبيع وأعلن الموت المبكر لمحاولة التطبيع، ليجد بعدها وفد من الكنيست الإسرائيلية في مدينة شنقيط الأبية تصرفا يصب في نفس الاتجاه حين منع الأهالي الوفد من دخول المنازل والمكاتب ورفض السكان فتح المكتبات الأهلية التي لم تغلق يوما."
د. محمد (الراجل) بن امدن في مقاله المشار إليه سابقا و المنشور في موقع الأخبار بتاريخ : 30.06.2010 .تحت عنوان :"شنقيط... جهود في تحرير التوأم"
بل إن هذه الصفعات في نظر الكاتب الحافظ ولد الغابد في مقال له نشر في الإنترنت
:"منتديات أفرا ح "حول التنصير هي :الأنموذج الموريتاني المقاوم الذي لايزال مدويا و لذلك ينبغي اعتماده وتطويره

موقفه من محنة الإسلاميين سنة: ثلاث وألفين :

لقد ندد الزائد بخطاب وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي إذ ذاك."كما ندد بالاعتقالات التي تمت في صفوف الأئمة والدعاة ....فتم توقيفه نتيجة لذلك الموقف في مفوضية الشرطة بتيارت "راجع مكتوب الأستاذ حبيبا ولد النان في جريدة الشراع العدد الصادر بتاريخ 16 أغسطس 2004 ص:7.

من أجل تعريب مدرسة الصحة :

كماكان للزائد الفضل في تعريب مدرسة الصحة التي ناضل من أجل تعريبها والذي اتخذ قرار تعريبها المرحوم محمد محمود بن اديه كماأخبرني بذلك الأستاذ محمد الامين ابن الخرشي ليلة 21 يناير 2013 م . وقدو صفه إبراهيم بن أحمد سالم زميل دراستنا عند أشياخنا آل عدود والذي سجن معه في ثلاث وألفين فيما كتبه لي عنه في مراسلة جرت بيننا عبر الإنترنت ليلة 22يناير 2013 تحدث فيه عن زمان سجنه معه عام ثلاث وألفين بأنه "كان صاحب إصرار على موقفه

وقد قال لنا في آخر الفترة إنه يأسف لنهاية هذه الفترة الجميله التي تربينا فيها..... و قال لي مرة:" أنا لست من الاسلاميين ولكن لأن هذا الشعب لا يضحي أحببت أن أريه تضحية ".وذلك أنه طلب منا أن نوقع على ترك السياسة في المساجد مقابل أن يطلق سراحنا فمكثنا أسبوعين في السجن وكنا اربعة من أصل ثلاثين تقريبا في المفوضية رفضوا التوقيع"."

من ملح شجاعة الزائد :


من نكت شجاعة الزائد التي يتحدث بها عنه أنه كان إبان بعض المظاهرات في الثمانينات في أكجوجت فأثخنته الجراح ، فحمله رفقاء الدرب فقال لهم:"المسيرة تتواصل"

وفي سنة 1987سنة م بالمقاطعة الخامسة" سينكيم "لقي الزائد بعض إخواننا الزنوج فسألهم عن اللكمات التي تقابل الأرز والماء والخبز وأشياء كهذه في لغاتهم فكتب هذه الكلمات وصعد على سيارة خربة والتف حوله كثير من المواطنين وقرأ ذلك عليهم وقاد مسيرة حاشدة
كما أخبرني بذلك أحمد بن محمد بن حبيب الله في مقابلة معه عبر الهاتف يوم :21، يناير 2013م .

ومن ذلك أن الزائد قدم على شيخ يدعى الشيباني ابن أحمد مسكه بعد مشاركته في معركة أخرى أصيب فيها وجهه بأنواكشوط سنة 1981م فقال هذا الشيخ "مخلمك الزويد مانك هارب مجروح من كدام "بكاف معقودة ومعنى ذلك عجبا لأمك ما أنجبها حيث جرحت من أمام وليس من الخلف مما يدل على أنك كنت مقبلا لا مدبرا ويذكر هذا ـــ والحديث شجون بقول الشاعر:

ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا *ولكن على أقدامنا تقطر الدما

زهد الزائد وإيثاره وحبه للعلم:

كما كان الزايد سابقا في شجاعته وغيرها من الصعاب كان أيضا فائقا في صفات السمو التي يستطيع كل منا أن يفعلها لو وفق إذ لا تكلفه شططا فقد ترك لذاته لصالح الضعفاء حيث كان يوثرهم بماله فقد كان خمولا في لباسه لا سيارة له، وحتى جسمه الذي يبدو نحيفا فكأنه يخاف من بسطة جسم على حساب آخرين وقد ظهر ذلك عند وفاته فقد شاهدت في تابينه أرامل يبكينه ويذكرن إحسانه لا تجمعه بهن رابطة نسب وقد حدثت عن أوقاف وأعطيات كانت يمينه تخفيها عن شماله ويمكن أن يراجع للتوسع في هذا المعنى مكتوب الشيخ المرابط في جريدة الشراع م، س، ص: 8. وأفاد رفيق دربه الأستاذ والشاعر أحمد بن محمد بن حبيب الله في مقابلة معه عبر الهاتف يوم :21، يناير 2013م أنه كان معه في مدينة أكجوجت وأن الزائد الطبيب كان لاينام بل يبيت يسأل عن مريض يعالجه

ورغم كون الزائد رجل حرب ونضال فقد كان محبا للعلم ساعيا في نشره
وفي مكاتبتي المشار إليها سابقالزميل دراستي المناضل إبراهيم بن أحمد سالم الذي سجن مع الزائد 2003م كتب لي فيما سطرحين سألته عن شهادته عن الزائد " أشهد عليه أنه كان مقبلا على قراءة القرءان "وتلك شنشنة كتبت قبل هذا أنني أعرفها من سيد احمد ابن الخطاط لما شاهدت منه .

وقد كان الزائد ـــ رحمه الله يوصيني في سنة 2003م ــــ وقد أقعده مرض وفاته أن آتيه لأراجع له فقرات أو " كتبات " مختصرالشيخ خليل وقد كنا نناقش بعض ذلك وقد عر فت الزائد وصالا للأرحام مصلحا لا يبغض مسلما فلا تراه حاقدا ولا مهاجما من يجمعه به الدين بل كان البناء همه الأكبر،وكان يعلق علينا معاشر الكسالى آمالا جساما ويشجعنا ولم يك الزائد مع كل هذا يحس أنه قدم شيئا لهذه الأمة بل كان التواضع وكتمان بلائه الحسن سجيته وديدنه ــــ رحمه الله ــوقد كان من اسباب وفاة الزائد وتفاقم مرض القلب الذي كان أصيب به منذ صغره أخبار فشل انقلاب صالح بن حننا وأنباء عن تعذيب شديد تعرض له الطيار ابن سعدبوه كماحدثني بذلك الأستاذ محمد الامين بن حمود ابن الخرشي في المقابلة المشار إليها سابقا وحسبك قول الشاعر المبدع التقي بن الشيخ في رثائه:
يمش شمن الناس أمشيه * كيف امجيه الا ش زايد
يمش واج ما نعلم بيه * بيه ال عنصر محايد
ذاك النوع امن الناس اعليه * إسلم لذاك الزايد *

الزائد ماه سلب كان *ألاه لحلاح ا من البظان
يكذب وامزرب بالفرنان*وامن الشعب ادور الزايد *
يعطيه الرحم والغفران* موجعل ذالفين سايد *
من متن الطوع لكلبان* اليهود الل ماصايد *
فيهم حد اطمع والبهتان *والنفاق ال مزايد *
والشعب ال عاطل بعنان *والظلم ال بين بايد *
والشباب ال بيه الحرمان *عاد الاعن بل لايد ."
وبهذا الختام المسك يطيب تمام هذه العجالة التي هي من باب التذكرة وأداء بعض حقوق الزائد علينا معاشر بلدييه وأقاربه، لا التأليف، ولا الغناء بفتح الغين في التاريخ له ولا التعريف. فمثل هذا العلم ــــ لو وجد ـــــ كما أسلفت يحتاج عدة ندوات ، والكتابة عنه تستنفد آلاف الساعات والصفحات، وهذه العجالة إنما هي قطرة من بحر مآثر الزائد المحيط ، وإن استنفدت كثيرا من حهدي البسيط ولكن كما قيل مالا يدرك كله لا يترك جله ويمكن في النهاية أن أتساءل لماذا لايوجد في وطننا الحبيب أي شارع يحمل اسم المناضل الزائد ابن الخطاط ــــ رحمه الله تعالى ــــــ ليتحقق افتخارنا بقطع العلاقات مع اليهود الغاصبين ، أو ليس هذا العلم أول من أسهم بشكل مباشر في ذلك إن كنا مع أنفسنا من الصادقين ، رحم الله الزائد وتقبل مسعانا ومسعاه ، ورزقنا وإياه الفردوس الأعلى من الجنة وخلف شعب شنقيط ورجال المقاومة فيه بخير والله الموفق.

 

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122