لنبعد أقلام السوء عن شرف العسكر.. المختار ولد امبيريك

2025-11-11 22:41:26

بسم الله الرحمن الرحيم  

تابعت ما كتبته بعض الأقلام المأجورة عن حادثة الخلاف بين ضابطين شريفين مهنيين مشهود لهما بالإحترافية والشهامة والوطنية، و أحدهما حائز على عدة أوسمة من أنظمة مختلفة كان آخرها قلده إياه السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة اكجوجت بمناسبة عيد الاستقلال المجيد، وهو أول ضابط خريج المدرسة العسكرية في أطار يتلقى تكوينات عدة في اختصاص الأمن الشخصي للرؤساء ،وخدم باحترافية مع عدة رؤساء بدءا بمعاوية ولد الطايع ومرورا بالمرحوم أعل ولد محمد فال طيب الله ثراه، وسيدي ولد الشيخ عبدالله تغمده الله بواسع رحمته، ومحمد ولد عبد العزيز أطال الله في عمره ،و لم تسجل عليه أية ملاحظات طيلة هذه الفترة، و كذلك الضابط الآخر خدم في المؤسسة العسكرية لفترة طويلة بكل احترافية ومهنية واخلاص... 

فلماذا نجعل من  حادثة عابرة، لا دخل للقضايا الشخصية فيها من قريب أو بعيد، و الشخص الذي كان سبب الخلاف لا علاقة لأي منهما به ،لماذا نجعل منها ضجة!! ؟؟ولماذا تلبس لباسا لا يليق بشرف العسكر ،ولماذا إشاعة شجار بالأيدي لم يحصل اطلاقا، و لماذا التشيع لطرف دون طرف ،ولماذا يتداول حديث الأفك في أوساط النخبة و المثقفين كما يتداول في مجالس النسوة والأفاكين ،ألا يدرك هؤلاء أنهم انحدروا إلى قاع "الدف" الذي تتعفف عنه كثيرات من نساء الحي، ألا يدرك هؤلاء أنهم يسيئون على المؤسسة العسكرية وعلى من يتظاهرون بأنهم ينتصرون له زورا وبهتانا... 

إن المؤسسة العسكرية هي آخر معقل ينبغي أن يظل محصنا من التزلف ،ومن نزيف الأقلام التي تعتاش على التملق والتطبيل والتلميع الزائف... لقد آن الأوان لوقفة مع الذات نحاسب فيها أنفسنا الأمارة بالسوء ،ونجلد فيها ذواتنا بسوط الحقيقة الصريحة التي لا تخاف في الله، ولا في الوطن لومة لائم ،لقد آن الأوان لنعود إلى رشدنا ونترك للمؤسسات محاسبة أفرادها وتأديبهم إذا استدعت الضرورة بعيدا عن القيل والقال، وتزوير الوقائع وتضخيم الأخطاء . لقد آن الأوان لندرك أن الصيد في مياه العسكر عواقبه وخيمة على الدولة و المجتمع... فكم دولة انهارت بسبب زرع الخلافات بين قياداتها العسكرية ،وما تجربة السودان منا ببعيدة فاخسؤوا أيها الأفاكون ،وابحثوا لكم عن سوق لبضاعتكم الكاسدة غير سوق العسكر... و سيبقى   أبناء القوات المسلحة الشرفاء متحابين متآلفين ، وستبقى الحشرات على ضفاف نهر الحياة تبحث عن زلة لسان أو عثرة قدم أو كبوة فارس أو هفوة كاتب لكن ذلك لن يغير وجه الحقيقة الناصع و لن يؤثر في تاريخ رجال وهبوا أنفسهم لخدمة وطنهم .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم. 

المختار ولد امبيريك

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122