في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى المجيد،،صارت غزة هي: الأمٌ، والأبٌ معا، الحاضر والمستقبل..

2025-10-07 17:46:26

د. إشيب ولد أباتي 

              في مقاله بالأمس، كتب  الدكتور فائز أبو شمالة  " بعد سنتين صار لغزة أب ، وأم "، على أساس أن الإنسانية، هي الأم الحنون لغزة، كما صار لها أب، وهو " تيوس" العرب، كما قصدتم بالتحديد، حكام تابعين...!!

والسؤال الذي لا جواب له، لتأكيد هذه الفرضية، هو أين دور كل من الأم ، والأب  كعاطفتي الأمومة، والأبوة في الحماية، والرعاية، و القوامة،  أو حتى المساعدة كأضعف الإيمان، ولا تحدث عن عدم الحيادية في الوساطة السلبية التي صارت قيمة مضافة لإظهار التبعية، وتصهين الذين يبحثون عن دور مفقود، اللهم، " شاهد ملك"، وما هو أسوأ منه ..!!

     لعل رؤية الدكتور فائز أبو شمالة من زاوية ضيقة من  الداخل في منزله المهدم ، حيث هو  في غزة المحاصرة التي تحترق في ساحات الإبادة الجماعية... 

وأمام  هول هذه الوضعية،، يكون من المفارقة  استناد الى التقييم لما هو مطلوب، لا لما هو واقعي،  وبالاستعطاف الاخوي الذي لن يستولد العاطفة الميتة فبدي أجسام بلا أرواح مهما حاولنا التحفيز بالتفاؤل ..للأسف.

ومن قبيل هذا التقييم  المرتجى، والتحفيزي،  لذلك فليرفع عنا الغضب الحياء، لنخبر سعادة الدكتور، بما قيل قبلنا، وكأنه لم يكن له حظ من المصداقية قبل مطابقه لسياسة  حكام العرب،  وفي تلونهم الحربائي، وفي اللاموقف مع غزة، ومن هنا لزاما علينا التذكير بالقولة التقريرية  النادبة بكل مرارة: " لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تناد"

إن الانبطاحيين، هم طحالب بشرية من فصيلة" الفقريات " القابلة للتمدد تحت أقدام النتن إياه، وترامب، وليس الوقوف على ارجل، كالرجال، والقادة، والزعماء، أو لرفع التحدي بسواعد المقاومين الشرفاء..

بينما هم، كمثل فرعون، إذ   قال عنه سبحانه، وتعالى" إن فرعون علا في الأرض"، ولم يقل عنه علا في الأفق... 

 ونحن نحترم للدكتور، ونرحب  بحضوره  معنا من غزة، لكن واجب القراء علينا، تقديم وجهة نظرة موازاة  لهذا التقييم الذي" اعطى لمن لا يستحق " لأن للدكتور قلمه المبدع، وحضوره المحترم منذ حصار غزة قبل طوفان الأقصى، ولا زال، ونحن من قرائه، ولولا تثمين ما يكتب، لما كان موضوع مقال الأسبوع..

 أما رؤيته، فلا نهدف لمناقشتها، لكوننا  ننظر من خارج إلى مسرح الأحداث، ولم نر الا قوى المقاومة في  وحدة الساحات التي لم يتطرق لها الدكتور،، ولعله، كان  على صواب، أن يفرد لها حديثا خاصا، لا يتداخل مع الحديث بالأمس عن اصحاب النياشين من قادة جيوشنا  المتكرشة التى خنى بهم،  على هذه  الأمة،  زمانهم، كوصمة في تاريخ الامة، وعنوانها المذلة، والانبطاح، بدلا من المواجهة، لذلك لا  يهزأن أحد   بعقول قراء موقعنا " رأي اليوم"  ممن  لازال ينتظر من حثالات " ترامب"  القيام بدور مشرف، أو تذهب به الظنون في الشك العدمي - في تقديرنا -  في امكان رفع حملة الكواكب: سيوفا كانوا،  أم صواريخ، أم طائرات،  أم مدافع من أرض " مينا" -  موحد الوجهين: البحري، والقبلي -   في معركة طوفان الأقصى الممتدة في الزمان، وهي ما برحت في مجالاتها المحدودة المحاصرة ، باعتبارها مواقع للمقاومين العرب، والمسلمين  في فلسطين، و لبنان،  واليمن، وإيران، لأن قادة العرب، صاروا "قوادا"، يعني " اشباه الرجال، ولا رجال"، وهم واقعيا -  لا تعييرا -   يتبارون في مستنقع الخيانات العظمى،، وهم يجاهرون بهذا الكفر  أمام المشاهدين على مختلف القنوات،،،فهل اقتنعت، يا عزيزنا الدكتور  ابوشمالة حفظكم الله ورعاكم، أو لم تسمع في نشرة الاخبار في مخيم في جنوب غزة، قول السيدة الصادقة، إن " الدول العربية ، و الأجنبية سواء"

 لذلك ماذا ننتظر، ونتوقع  من حكام جعلوا العرب جميعا  لا فرق بينهم وبين الغير في قضية العرب، وفي دفاع غزة  بدماء اطفالها عن جيوش تتفرج على" مسافة صفر " مع غزة ،  نعم هذه الرؤية تفقأ العيون، وتجعلنا ننظر في  عدمية اللاشيء  حين نتصور  دورا  للقيادة في أمة بني يعرب..!!

ولذلك فمن باب التصحيح، كواجب علينا،  ولتجنب الوعي ، والدعاية  الهابطة،  ولمواجهة التزييف، ورفض التضليل، لمن  يؤرخ للأحداث اليوم لأجيال الغد العربي بعد مائة سنة، أو حتى  الف سنة..

 فقد سجل الحاضر  لمدينة غزة، بشهدائها، وجرحاها، وترحيل ابنائها  من مكان لآخر، ولابطالها المقاومين ،،أنها هي: الأم الرءوم للإنسانية،  ونستدل على ذلك بالتساؤل المقارن للدور  الذي قام به  اهل المدينة الذين كتبت لهم الشهادة، وكذلك الذين بقوا منهم ،،، وفي مقابل ذلك غياب أية فاعلية للطرف الآخر..!

 ولعل هذا يقتضي طرح السؤال التالي :  أيهما أيقظت الأخرى  من نومها العميق -  غزة، أو الإنسانية -   للمجتمعات العربية،  والسبات الشتوي في المجتمعات المعاصرة التي طالما تغنت بالقيم الإنسانية، ومع ذلك، لم تبك  حتى حال غزة، لا في الحصار طيلة ثمانية عشرة سنة، أوأثناء الحروب الأربعة من ٢٠٠٨ إلى ٢٠٢١م. ؟!

وأيهما سهرت الليالي الطوال في الفترة المذكورة، وتكيفت مع المعاناة اللامحدودة، وكان لسانها يستجدي القيم الرحيمة بالتنبيه  لابنتها " الإنسانية"  وهي توجهها نحو  القيم الأخلاقية الواجب القيام بها نحو اهل غزة مليونين وربع المليون نسمة..؟!

بينما الإنسانية تصد بوجهها العبوس يمينا وشمالا، وخلف، وتحت درجة الصفر في الإنسانية، ناكرة، ومستنكرة، رافضة، ومتواطئة،، ولسان حالها يستعيد على مسامع غزة، لتيأس، ويقنط اهلها من رحمة الإنسانية، " وكذلك حالنا نحن  العرب  لا زلنا محشورين كريش عالق في سلافة ذبابة بين رأسها وكتفها"...

فكيف تستدر المجتمعات عاطفتها الانسانية،  وأن تنحني  لترفع جراحنا، إذا كنا لا  نبالي ببني بجدتنا..؟!!

  متى تأملنا، وفكرنا  في  غير  افعال التعويض، عن النقود عندنا  بغير التلهي في التافه من الحياة، كالألعاب الأولمبية السنوية، وتلك الموسمية، فنبني لها القصور، والملاعب، ونستزرع البحيرات الاصطناعية، وذلك للتنافس في البنيان في بلاد رعاة الشاة الجاهلين،،وهم يقيمون الحفلات للرقص، وأخرى للمهرجانات السينمائية، والمسابقاة للكلاب ،،،؟!

  وقد يقول متابع بمرارة، حق للإنسانية ان تلوذ بإنسانيتها، و توجه دورها ما لم تتحرك الدوافع الداخلية للعرب، قبل استجابة البواعث الخارجية لنداء غزة، وما تعانيه فلسطين بقيادة غزة:  معلمة القيم  الرفيعة، والأم الرءوم التي سئمت من نداء الاستغاثة:

 واعرباه  من حصار قاتل في أكبر سجن في حاضر البشرية، وقد  استهلت به الأخيرة الألفية الثالثة في تاريخها بهدف  تغليب  القوى الظالمة على المستضعفة، فكأن لكل منهما  عالما مفارقا للآخر، وقيما خاصة.

  فكانت غزة  تنشد الرحمة، والعطف، وتوزع العفة، والإباء، والكبرياء، والرجولة، والقوامة على الإنسانية جمعاء.

 بينما لامجتمعات  قيمها الغريزية في القوة، والجبروت، ومؤازرة  الصهاينة النازيين في مجتمعات الدنيا من القطب الشمالي إلى الجنوبي، وبين القطبين وصلت المجتمعات في  تعدادها إلى ثمان مليارات نسمة على خط الطول والعرض في اللاقيم في مواجهة  ٢،٤ مليونا في غزة،  يواجهون  بالنظرة الاستعلائية، والتفوق العرقي الصهيوني النازي الغربي الامبريالي، وجزاؤهم اللعين، هو اسقاط حقوق الحيوان عنهم بناء على  تبني  النظرة الصهيونية لهم بالدونية،  وسلب  الحقوق في الملكية الخاصة، و العقارية في أرضهم، وحقهم في الحياة في هذا  الوجود الشاسع ، كما سلب الوعي، وجرد من  فسوخه الشكلية  في التقييم الإنساني، كمعايير مشتركة في الاجتماع البشري العام..!

 لذلك لم تجد" غزة " غير  مقاوميها لحمايتها في خمسة  حروب اجرامية واجهوها بصدور عارية، ولكن بقوة الإرادة التي لا تهزم، فانتصروا فيها على مجرمي الحروب، وذلك بفضل الله، ثم  برصيدهم التاريخي في المقاومة التي لا تعرف الانكسار، وبضرورة مجابهة الامبريالية الامريكية، والتصميم على مقاومة العدو الصهيوني النازي.. وبفضل الرؤية الاستشرافية  للمستقبل الذي وجهوا  بوصلته  ب"طوفان الأقصى" في السابع من اكتوبر المجيد الذي  اعطى للانتصار في ٦ اكتوبر حقه الذي تضاءل أمام عظمة طوفان الأقصى رغم تباين المعطيات. والظروف، والإمكانات، والقوى البشرية، والمواقع، والتأثير الدولي، لكن السؤال الذي سيطرح في المستقبل أكثر من الآن، هو : هل كان  في مقدور المنتصرين في ٧ اكتوبر مواجهة العدو لمدة سنتين، ويبقون محافظين على نتائج انتصاراتهم في أربع ساعات الأولى من مطوفان الأقصى .؟!

.....

       نعم،  لاحقا،  وبعد سنة، ونصف السنة، جاء دور" الإنسانية " تلك البنت المدللة، فثارت عاطفتها، لتظلل بوارف القول "غزة " ، ذات الجاذبية، كمركز للكونية الإنسانية،  فحصت، هذه الصحوة الضميرية   لدي الشبيبة العالمية، وذلك  في سبيل انقاذها لنفسها - قبل ان تستطيع حتى الآن انقاذ غزة، وأهلها - من الأنظمة  الامبريالية التي طمست منارات العلم، والمعرفة، وشوهت القيم الروحانية، والاخلاقية، والثقافية في المجتمعات المخدوعة التي ظلت مائة سنة  -  منذ احتلال الانجليز الأوغاد لفلسطين سنة ١٩١٧م - مضللة بالأكاذيب، والأساطير، والإسرائليات الخزعبلاتية..!

 

والسؤال الذي ينتظر الإجابة، هو:  هل تستطيع هذه الإنسانية  التموضع، كرافد من روافد طوفان الأقصى الفلسطيني، أو لا تكون إنسانية اطلاقا...؟

لتنال بذلك حقوقها في التبني لها من طرف غزة: سيدة المدائن، وهي " أثينا" الألفية الثالثة بلا منازع التي أحرقها " نيرونا" أمريكا، بساديتهما، ثم انهزما،  فانكسر خاطرهما ، لجثيا كلا منهما  على ركبتيه، يتوسل المقاومة في  غزة مستجديا  -   بسدنته من حكام الخيانات العظمى -  وكما حصل سابقا  مع " نابوليون" في حصاره ل" عكا " في بداية القرن التاسع عشر الذي  بكى. بينما المجرم " ترامب"، يتوجع بآلام  الحرائق في أجساد أطفال العرب، ونسائنا، ومقاومينا..

      إن المجرم " ترامب" يتوسط باتباعه، ويشتكى لأوجاعنا جراء هزيمته في "غزة" رغم الإبادة الجماعية التي يقود محارقها..

و خلال حرب السنتين التي استشهد فيها افضل ما في هذه الأمة من شبيبة، واطفال، ونساء، ورجال، وقيادات  تاريخية، و حصار يطوق الحاضنة الاجتماعية لطوفان الاقصى، وروافده ، واستشهد من ابرياء الامة  اكثر مما قتل في حرب  الثلاثين سنة بين مملكتين  عظيمتين في أوروبا..!

لذلك،  الحذر ثم الحذر،  فالمجرم" ترامب"، هو الآن، يخادع،  ويتذلل، ويوظف الوسطاء " السدينيين" في مستعمراته في الوطن العربي..

.....

  آه  من أوجاعك   يا " غزة"،  يا سيدة المدائن، هل تقبلين حقا لا بأبوة" قوادة " خونة  العرب -  ولا حتى   ببنوتهم  لو صدقتيني -  منذ يعرب، إلى عصر  " غلمان" العلوج  من ملوك، وامراء،  ورؤساء ، بل" تيوس " وكلهم طائفيين، وخونة، نظراء" عبد الله الصغير" الغرناطي، المستبعث بأوزاره،  بتبعيته، وهزيمته النفسية، والعسكرية،  وبسياسة ملوك الحروب الطائفية،  هؤلاء  الذين استباحوا تدمير  مراكز العرب الحضارية، ابتداء من احتلال  بغداد الذي مولوه،  ثم بارسال  الاوباش  الداعشيين بعد ذلك  لغزو العراق وتحويله إلى إمارات، كما هي سورية الآن المحكومة دمشقها بالنصرة، والجولاني، وأردوغان التركي الغدار،، وبثوار الناتو ليعيثوا الفساد في  طرابلس، وبنغازي، وتقاسم غنائم ليبيا العزيزة،، ، وقبيل ذلك  "صوملة الصومال" باحتلال المارنز  الأريكي الذي انهزمت وحداته، في مشاهد تملأ الذاكرة الحية بالجنود الاحتلاليين، وهم يجرجرون في شوارع  " ماقاديشو" العظيمة... 

ولذلك اضطرت امريكا  لأن تجند حلف الفضول  بقيادة " مسيلمة" نجد" و" الحجاز"، سمو" أمير السياحة اليهودية في الرياض، وسعيه غير الحميد لتدمير اليمن العظيم... وبعد الهزائم  في اليمن استجلبوا المرتزقة من أجل اسقاط حكام دمشق، وبيروت، ولاحتلال الصهاينة  لجنوبي سورية، ولبنان...؟!

........

و انصافا للحق، وصونا لحقوق "غزة"، فهي:  سيدة المدائن، ولا غرو،  لأن تتبوأ مكانة  "أثينا"  التاريخية، في الألفية الثالثة نظرا لهذه المحرقة السادية الامريكية - الصهيونية خلال سنتين...!

  إن " العرب"، لا  كاسم لجنس، بل اسم جمع لقادة خونة،،،  ليسوا  ابناء لغزة،  وإن كانوا فعاقين، يجب التبرؤ منهم لأنهم بالمقارنة الموضوعية، كابن نوح عليه السلام الذي انبأ الله تعالى عنه بقوقه:  " ... ليس من أهلك إنه عمل غير  صالح" - صدق الله العظيم - لهذا  كان الأب، يسعى ليصد ابنه عن الطريق الخطأ، المهلك، وهذا هو الموازي لطريق قادة العرب بخياناتهم العظمى...

 ولهذا فمهما أحب  دكتور فائز  ابوشمالة '  الحكام العرب، فقد انتهى زمن عرب الردة،  وجاء عليهم " طوفان الأقصى" فقتلهم،  رغم محاولاتهم البائسة، اليائسة لإنقاذ انفسهم، بهذا التسويف، والتزلف لسيدهم من أجل انقاذ الزمن الصهيوني الآفل ، والآيل للأنقراض،، بعد  طوفان الأقصى، وامتداداته الفرعية في رفض الشبيبة العالمية في المجتمعات المعاصرة التي  ثارت ، ولن تتراجع حتى كسر الحصار، وارسال اساطيل الحرية بالسفن الشراعية التي احرقت ، وستحرق كل شرعية، ليس لنظم التبعية، فحسب، بل  للوجود الخياني المتحكم في رقاب مجتمعاتنا  من المحيط إلى الخليج... !

...

 ولعل التقييم  الموضوعي، هو ذلك  الذي  ينطلق من  المفارقة بين قوى المقاومة التي  نحييها، ونعلن انتماءنا لها من منطلق قومي في الذكرى  الثانية  لطوفان الأقصى، وامتداداته في المعركة التي لازالت تدور في  مراكزها  حيث قوى المقاومة العربية الإسلامية ، وفي المركز منها  " غزة"، وهي اليوم  أعظم مدائن العرب حضورا أبديا في ذاكرة التاريخ، وفي الوعي الثقافي، وقد تبوأت دور ا رياديا  لتكون عاصمة الوطن العربي  من وجهة استشراف المستقبل، لأنها جعلت  مدائن العرب حواليها، ليست  أكثر من تعداد كمي للقرى، واهلها الرعاة، والمزارعين، والصيادين في تجمعات طرفية، هامشية، مهما كان موقعها على خريطة الوطن العربي،، كما في نظر المجتمعات المعاصرة التي لا تساوي من حيث  وزنها السياسي،  أو  دورها المؤثر، أكثر من الدور القاتل للزائدة  الدودية التي يجب، أن تبتر من الجسم، كذلك حال " تيوس"  الأنظمة العربية، وهي رموز صورية ل" هيولا"، سديمية،، تشكل متلازمات الإعاقات  المزمنة التي يجب اقصاؤها لتنظيف الجسم الاجتماعي العام، وليتهيأ،  استعدادا  للتفاعل مع روح المقاومة،  ولتكن ردات الفعل الاولية  على غرار ما حصل بعد نكبة ١٩٤٨، فيما  قام به القادة، والأبطال، والمقاومون الذين قادوا  التغيير الذي حصل في " بلاد العرب اوطاني" منذ ثورة  الثالث والعشرين  من يوليو ١٩٥٢م  في مصر العروبة، مصر جمال عبد الناصر،  ومحمود رياض، وسعد الدين الشاذلي، والشهيد سليمان خاطر،، هذه مصر الإقليم القاعدة للأمة العربية، ولمشروعها التحرري، والنهضوي..

لا مصر السادات، وما خلف من اتباع، صارت  آفات بشرية على مصر العظيمة،  وقد اجدبت شواطئ النيل الخالد الذي  يواجه تحدي  فئران" النرويج" التي زرعها الصهاينة من  قادة الجيش -  بدلا من  افضل " أجناد الأرض" -  من المقاولين، والسماسرة، واصحاب البازارات، والبقالات، وأسواق التقسيط..

 

إن التقييم الموضوعي ل"طوفان الأقصى" كأعظم معركة، قدم فيها العرب، حوالي ربع مليون عربيا طيلة السنتين الماضيتين، ولا زالت الإبادة الجماعية  قائمة، و تحصد الأرواح في غزة،،،

إنه اكبر حدث تاريخي عظيم على ارض العرب، لا يمكن التأريخ له، إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها.. لأنه  حدث عظيم، وهو  أكبر من التقييم، فهو موضوع للعقل الجمعي الذي هز " الطوفان"  مكنوناته،،

فهل يكفي لفهمه التحليل ومعرفة منطلقاته، واهدافه، ومدى تاثيره على مستوى وعي الفرد، والمجتمع، والأمة، والتفاعل المتعاظم للمجتمعات المعاصرة  معه ، بما  يستحق بجدارة .... 

 أن يكتب عن طوفان الأقصى في ذكراه، فهذا واجب توعوي، تنويري، ليجد  المؤرخون شهادات صادقة، لا مجاملة، ولا محفزة بالتفاؤل، والتوقع الحالم في يقظة، وستكون وثائق طوفان الاقصى في الحاضر تموضعه  منارة  وضاءة في أفق  " أيام العرب" المحدودة  - على حد تعبير المؤرخين-  في التصنيف، كمنطلقات لتحولات كبرى،  ما بعدها، ليس كما كان قبلها، كمعركة " ذي قار"، و " أحد"، و" القادسية" الأولى، و " الزلاقة"، و" جالوت".

إن انصاف المؤرخين العرب، وغيرهم ل " طوفان الاقصى"، سوف يختلف عما يكتبه  هؤلاء  المستعربون، والمتصهينون،  والمستشرقون الأفاكون.. 

لأن تميز " طوفان الاقصى" سيكون  بناء على تصويبه لبوصلة النضال العربي، وليقظة الامتين  العربية، والإسلامية لما احدثه من متغيرات مستجدة، كالاحداث التي هيأتها الظرفية المنتظرة  - لا القائمة -  بالوعي المستولد، وكذلك بهزيمة الأنظمة، وسقوط  قادتها،، لأن الوطن العربي الآن بعد طوفان الأقصى له  مجتمعات بلا انظمة سياسية حديثة، أو قابلة للتحديث،،،

لقد سقطت الانظمة التحديثية منذ سقوط  حكم بغداد سنة ٢٠٠٣م.، وكانت  بعد ذلك في حالة  موت  سريري، حتى جاء طوفان الاقصى، فرماها  بفعل عنيف، استنفر الوعي الجمعي، واستبعث الروح القومية، والجهاد المقدس في العقيدة، لذلك فالحاضر برموزه،  محمول على "آلة الحدباء الى قبره".. كما ترسب الوعي السابق ، والثقافة المحنطة، كلها الآن، كثغاء السيل، بل " حجر حطه السيل من عل" ..

وسيسأنف  النضال العربي بالمقاومين في الاجيال العربية الشابة المجددة  دورة التحرير لكل اقطار الأمة العربية...

ونحن في الأنتظار، وماذلك على الله بعزيز..

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122