أحفاد ''الأقدام السوداء'' للأحتلال العسكري الفرنسي الأمبريالي، لموريتانيا...الاستقلال المشروط، تحت خيمة للدلالة على إقصاء مفهوم الاحتلال من أجل التحضر..!!
محمد**المغربDecember 22, 2025 (5 days ago) at 7:28 am
المعطيات:
(( تفتخر بعض الكتابات الموريطانية ان المرابطين من أصول هدا البلد وتاريخيا المرابطون أمازيغ.
في بداية الاستقلال صرح ولد داداه لصحيفة فرنسية ان موريطانيا ليست عربية وإنما إفريقية.التصريح موثق.
الكاتب ينتقذ فرنسا بحدة وعنف لفظي : لولا فرنسا لكانت موريطانيا تسمى الان الامارات الموريطانية المتحدة ولكانت البوليزاريو تحكمها الى الان.
خلاف موريطانيا السنغال اصله الاقلية الزنجية في موريطانيا وهل موريطانيا كانت تؤازر اقليتها من ظلم السنغال ام العكس ؟ .
الكاتب لم يشر الى عبودية طرف من مواطنيه .هل لانهم ليسوا عرب ؟ ))
الدفاع:
هذا الحوار المقتضب مع صاحب التعليق اعلاه، لا يهدف إلى افحام حججه، أو تقديم أدلة على الأخطاء فيما ذكر، وهي تتجاوز اخطاءه الإملائية، والنحوية، والتركيب الركيك،،
و ليس الهدف، أن يراجع مواقفه، فربما هو عبر عن مرجعية استند اليها، وتأثر بما فيها من رؤية تدافع عن الاحتلالين الفرنسيين لبلادنا، وما عانته من الأول متمثلا في النهب للثروات من خلال الاتفاقات المبرمة مع قادة الإمارات الأربع، التي بدأ التصديق على بعضها منذ العشرية الأولى من القرن التاسع عشر،، وافضت إلى الثاني: الاحتلال المباشر في ثمانينيات القرن، حيث شنت القوات الفرنسية عدوانا ظالما، وجبانا على مجتمع مسالم، أعزل من السلاح، وقد دافع عن نفسه من خلال مقاومته الوطنية التي تصدرتها قيادات من الامراء الأمراء، والقوى الحية في مجتمعنا تحت تحالف - وليس حكم سياسي - لتلك الإمارات، ولم تكن المقاومة جبانة، ولا عاجزة عن تكبيد المحتل الفرنسي خسائر بشرية في معاركة مشهودة في التاريخ الوطني، وذلك تأكيدا للدور الأصيل لمجتمعنا في المرابطة في هذا الثغر المدافع عن نفسه من جهة، وعن الجزء الغالي من الوطن العربي..
وفي ذلك تذكير لمن لا يعرف، بأن اهل البلاد دافعوا عنها، ولكن ميزان القوة، كان راجحا لكفة القوات العسكرية للأمبريالية الفرنسية..
أما الافتراض الذي ذكر صاحب التعليق، زاعما أن المهاجمين، لو كانوا من ذوي القوة النسبية الإقليمية فيما ذكرهم، باسمائهم، لكان مجتمع الإمارات الأربع تحت سيطرة الجهات التي افترض عدم تاريخيته، لأن المذكورين بالأسماء لم يكن لهم كيانا سياسيا، ولا عسكريا،، وحتى لو حصل ذلك، فكما قال" ابن عباد" : "خير لي رعي الإبل من أن أرعى الخنازير"، وهذا موقف كان صحيحا، لابن عباد قبل أن يتراجع عنه، بفعلته الخسيسة، حين خطب ود الفونسو الخامس، الأمر الذي أدى للاستناد للفتوى الشرعية ، لاسقاط حكمه من طرف نظام حكم ( المرابطون)،،
ولعل التراث السياسي للقائد يوسف بن تاشفين، لازال مصدر إلهام في اتخاذ المواقف المنسجمة مع مواقفه المؤيدة للدفاع عن مجتمعات الأمة، ومن ذلك حرصه على الوحدة السياسية العربية بين مشرق ومغرب الوطن العربي، التي تشبث بها بإعلان عن التبعية لنظام الحكم في بغداد على عهد الخلافة العباسية،،
وقد عبر عن هذا الموقف في وقت كان اهل الأندس، وحواضر المغرب العربي تدين له بالقيادة..
ذلك أن يوسف بن تاشفين بعد معركة " الزلاقة" التي قادها، وانتصر فيها على جيوش أوروبا التي تجاوز تعدادها ١٢٠ الفا، في حين أن جيش( المربطون)، و القوات العسكرية الرديفة في انظمة ملوك الطوائف، والمتطوعين من المثقفين، ورجال الفكر، والدين في المجتمع المدني الأندلسي،، فالجميع لم يتجاوز عدده أربعة وعشرين (٢٤) الفا مجاهدا.. ولما تحقق الانتصار العظيم بهز يمة الفونسو.
ورجع يوسف بن تاشفين إلى مراكش، قال له بعض مستشاريه، لماذا لم تعلن نفسك خليفة للمسلمين على البلاد..؟
فقال : " ما أنا إلا أمير من امراء خليفة المسلمين في بغداد،،"
ولعل هذا الموقف الوحدوي، نال به التأييد المستحق عبر التاريخ، و لازال، كما أشاد - ويشيد - به أهل الثقافة، والفكر، والدين في كل مناسبة، تشكل أسلوبا مقاوما للأمة العربية على اعدائها ،، وكان في طليعة المؤيدين لمواقف القائد يوسف بن تاشفين، " أبو حامد الغزالي، حجة الإسلام" الذي بعث برسالة محفوظة في سجل التأييد، والمشاركة المقاومة، وقيادتها أينما كانت في الوطن العربي، وهذا الذي رفع من مقام اهل الفكر من جهة، كما أضاف لرصيد الأمة، ثقافة المقاومة التي تشد ازر المقاومين، والمناضلين الشرفاء بالكلمة، كما نشاهد النماذج الحية لذلك في المواقع، ووسائل التواصل الاجتماعي، المساندة للمقاومين في صراع الأمة مع امريكا، والغرب الامبريالي في فلسطين، واليمن، والعراق، والصومال، وليبيا..
نعم، هذا التراث السياسي الوحدوي، نفي أي علاقة تاريخية للنزعة العرقية " الأمازيغية" التي صدر عنها موقف صاحب التعليق اعلاه،،
و بقي لنا في التاريخ الوطني، والقومي، سجل التضحيات الجسيمة، والاستماتة لقيادة ( المرابطون) من أجل العروبة، والإسلام في الاندلس، واقطار المغرب العربي ،،
أما أبعاد ذلك الحضور التاريخي في الذاكرة الحية للمجتمع الموريتاني، فهي حافلة بهذا التراث العروبي، الوحدوي، وتستحثنا في الحاضر للأستجابة المعبرة عن الأنتماء للأمة في كل حدث عظيم في الوطن العربي، تكون الاستجابة معبرة عن الإنتماء العابر فوق النزعة العرقية، والانتماء للقارة الإفريقية.. وهذا الذي لم تستطع الامبريالية الفرنسية التأثير فيه ، لا بالاحتلال الغاشم، ولا باقلام أحفاد جيل " الأقدام السوداء " في اقطار المغرب العربي...
ومن المواقف الوحدوية، المعبرة عن ثوابت الأمة في وحدة المصير المشترك، هذا التفاعل الإيجابي في الحاضر، كما حصل سابقا تحت قيادة يوسف بن تاشفين الذي يمثل حكمه التاريخ المشترك، ولا بديل عن وحدة ألامة، واجزاءها في مدربنا العربي، ولكن شرط الاستجابة لمبدأ يوسف بن تاشفين،، وليس الخضوع للذيول التابعة من قيادات الانظمة المغاربية التي تحكم بالوكالة هن للمحتلين...
والمعلومة التالية، تؤكد حضور الوعي بالتاريخ لدى المقاومة الوطنية في مواجهة الفرنسيين...
لقد كتب المؤرخ العربي الفلسطيني" أغسطينوس"، وكان مترجما، في مكاتب المخابرات الانجليزية، وبعد تقاعده جمع وثائق عن الثورة العربية الكبرى سنة 1916م. في كتابه " يقظة العرب"، و أشار فيه إلى أن القائد الفرنسي" غورو"، جاء لشمال موريتانيا " مدينة أطار "، كما أسماها المؤرخ "، واستجمع كبراء المجتمع، وذلك لبث الخوف في قلوبهم، والرعب منه، بالتعبير عن قوته، وجبروته،، وأنه هو من غزى دمشق سنة 1921م، وحين احتلها، ذهب الى قبر صلاح الدين الأيوبي، ورفسه برجله.
فما كان من الثوار ، الا أن اغتالوه، وذلك ثأرا للقائد العظيم في تاريخ الأمة العربية،،،
وكانت عملية الاغتيال، تمثل فضيحة عسكرية للإمبراطورية الفرنسية، كما أشار الى ذلك الكاتب في كتابه ..
ولذلك تكتمت على الحادثة الامبرطورية الفرنسية طيلة عشرين سنة، لتكشف عنها المخابرات الانجليزية...
كذلك كان التفاعل إيجابيا مع ثوراتنا العربية في القرن الماضي في الزمن العربي الجميل الذي قادرته حركات التحرير سواء في الجزائر، أو مصر، أو لدى مواجهة أمريكا في العراق..
ومن الأمثلة على ذلك الشهادة التالية لوزير التعليم على عهد المختار ولد داداه رحمه الله، حيث ذكر في برنامج " الصفحة الاخيرة" - ويمكن الرجوع إليه من خلال هذا الرابط - أنه كان طالبا في فرنسا حين قامت الثورة في الجزائر ضد المحتلين الفرنسيين، فجمع زملاؤه منحهم المالية، وارسلوه بها إلى تونس، بحثا عن قيادة تمثل الثورة الجزائرية في العاصمة التونسية، ليعطيها المبلغ الذي لم يحدده - للأسف - وذلك للقيام بالواجب المجتمعي، والديني، والقومي..
أما المثال الثالث، فكان مباشرا بعيد " النكسة " سنة ١٩٦٧م، فواجه مجتمعنا العربي الموريتاني تلك الهزيمة العسكرية، كما قابلتها جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بالتمسك بالقيادة في مصر، حتى تحقيق النصر الذي كان تاليا في سنة 1973م.
لذلك قام مجتمعنا ونظامه السياسي حينئذ، بالاعلان عن التبرع بالمال، والثروة الحيوانية في حملة تطوعية،، وتنافس المتنافسون فيها للتبرع بما يستطيعون اسنادا للمجهود الحربي في مصر...
ومن المعروف أنه منذ العدوان الثلاثي سنة 1956م على مصر، أصبح جمال عبد الناصر قائدا موحدا لمجتمعات الأمة العربية بما فيها مجتمعنا العربي في موريتانيا ..
أما المثال التالي ، فهو الموقف التاريخي الذي عبر عن تأييد العراق حين حصل العدوان الامريكي فيما سمي مغالطة ب" تحرير " الكويت، لذلك لم يتردد المجتمع الموريتاني في الوقوف إلى جانب العراق قيادة، وشعبا، وعلى الرغم مما للكويت وشعبها العربي العزيز علينا، بجزيل عطائه السخي،، لكن المواقف المبدئية لمجتمعنا، فوق المصلحة الضيقة..
وأما الموقف الرابع، فهو الذي عبر نفسه بالمظاهرات الاحتجاجية، مساندة لغزة منذ "طوفان الاقصى" العظيم، وذلك حين تصدرت المقاومة العربية الإسلامية في غزة، قيادة الأمة في هذه المعركة الحاسمة، والأطول في التاريخ العربي الحديث ، واكثرها مأساوية، فكان التجاوب مع فلسطين تلقائا، وكان التأييد غير مشروط، وفوق الحسابات السياسية، والحزبية الضيقة، لأن هذا التأييد، جسد القناعة المشتركة، والموقف الوحدوي في الثوابت المشتركة، في وحدة المصير لمجتمعاتنا العربية من المحيط إلى الخليج..