عندما يَسْتَبِدُّ بك الشجن ... (من حكايات زمن الظرفاء)../ د. ناجى محمد الإمام
كان الوقت ليلاَ ، ذات مصيف ساخن تعرف العاصمة سرَّهُ ، من سنة 1983 عندما توقفتْ سيارة "إسوزو قلاّبة" جديدة ،أمام الغرفة الخشبية التي نزلتُ بها بعد خروجي من المعتقل، ظننت أول الأمر أنه وفد من زوار الليل جاء ليعيدني إلى منزلي الأصلي عندهم ، ولكن الرجل الأبيض الطويل ذا الشعر الأسود المنسدل على الكتفين بكثافة ، كان مألوفا لديَّ، دفع السائق الباب ليفسح المجال أمامه لينزل فإذا به الصديق (م م ب) الذي كان مغتربا في شمال القارة الجديدة بابتسامته العريضة وصوته الرزين الأجش المتباطئ : قوم