,و م أ - افتتح الدكتور مولاي ولد محمد لغظف الوزيرالأول صباح اليم بقصر المؤتمرات المنتديات العامة للتربية والتكوين التي تنعقد تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في الفترة مابين الثالث والسادس فبراير 2013.
.
وتميز حفل الافتتاح بخطاب ألقاه الوزيرالأول ركز فيه على أهمية هذه المنتديات التي قال إنها تعتبر تتويجا لمسار تشاوري واسع النطاق، وفرصة لتقديم حصاد المراحل السابقة أمام النخب والفاعلين الرئيسيين في البلاد.
وأعرب عن أمله في أن تثري العروض والنقاشات التي سيتضمنها هذا اللقاء أعمال المشاركين وتسهل الوصول إلى نتائج علمية وفنية بحتة، يمكن أن تؤسس لاستراتيجيات متكاملة، وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
وأضاف أن المعطيات المتوفرة تؤكد بأن بلادنا تتوفر على فرص شغل كبيرة، وهي فرص مرشحة لأن تزداد باضطراد، بفعل ما شرعنا في تنفيذه من ورشات في مختلف المجالات.
إلا أن منظومتنا التربوية، يضيف الوزير الأول، ونتيجة لتراكم الاختلالات عبر الخمسين سنة الماضية، ما تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لمواكبة أبسط المتطلبات التي نحتاجها. مما يجعلنا نركز على التكوين العلمي والفني والمهني باعتباره أنجع وسيلة للاستجابة في آن واحد لتلبية الحاجة الملحة لفئاتنا الشابة إلى التوظيف ومواكبة الطلب المتنوع والمتنامي لسوق العمل والاقتصاد الوطني.
وفيما يلي نص الخطاب:
"لم يعد الناس يختلفون في أن المنظومة التربوية هي التي يقع عن طريقها التفاضل بين الأمم، بناء وإنتاجا، واستيعابا وتنمية، وتطورا وإبداعا، واستقرارا ورفاها.
فكثرة الأرصدة المالية، وضخامة الموارد الطبيعية، وكثافة السكان البشرية، ليست ذات شأن، ما لم تنتج المنظومة التربوية مصادر بشرية، عميقة الإيمان، عالية الكفاءة، قوية التكوين والتدريب. لقد عرف النظام التربوي الوطني عدة إصلاحات، وأنجز فيه الكثير من الاستراتيجيات بهدف تطويره والرفع من مستواه.
وبرغم كل المحاولات، لا يزال تعليمنا فاقدا لمصداقيته، يتميز بتراجع المستويات وعدم الملاءة مع حاجيات السوق المهنية. إضافة إلى ضعف القيادة التربوية وسوء التخطيط ونقص التدريب والتكوين.
وإدراكا منا جميعا للتعثرات الكبيرة، التي شهدها نظامنا التربوي، إلى حد العجز عن تلبية المتطلبات العادية للتنمية، فضلا عن آمال وطموحات الأمة؛ فقد كلفت الحكومة - بناء على تعليمات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز - لجنة مستقلة، من أصحاب الاختصاص، بالإشراف على تنظيم منتديات وطنية للتربية والتكوين. وسخرت لها الوسائل المناسبة وأعطيت الوقت الكافي لتقوم، حسب صيغ مرجعية محددة، بتصور إطار ناجع، وجامع لمنظومتنا التعليمية، يشارك كافة أطياف المجتمع وفعالياته في تصور وبلورة ملامحه العامة.
أيهاالسادةوالسيدات
إن المعطيات المتوفرة تؤكد بأن بلادنا تتوفر على فرص شغل كبيرة، وهي فرص مرشحة لأن تزداد باطراد، بفعل ما شرعنا في تنفيذه من ورشات في مختلف المجالات. إلا أن منظومتنا التربوية - نتيجة لتراكم الاختلالات عبر الخمسين سنة الماضية - ما تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لمواكبة أبسط المتطلبات التي نحتاجها.
ففي الوقت الذي نلاحظ فيه نقصا كبيرا في المهارات والكفاءات العلمية والتقنية على كافة المستويات، كالطب والهندسة وغيرهما، يعاني الكثير من خريجي نظامنا التربوي من البطالة لعدم ملاءمة التكوين مع احتياجات سوق العمل.
وهذا ما يجعلنا نركز على التكوين العلمي والفني والمهني باعتباره أنجع وسيلة للاستجابة في آن واحد، لتلبية الحاجة الملحة لفئاتنا الشابة إلى التوظيف ومواكبة الطلب المتنوع والمتنامي لسوق العمل والاقتصاد الوطني.
أيها الحضور الكريم
وتشكل الجلسات الوطنية هذه، تتويجا لهذا المسار التشاوري الموسع، وفرصة لتقديم حصاد المراحل السابقة، أمام النخب، والفاعلين الرئيسيين في البلاد. وأملنا كبير، في أنكم ستناقشون العروض المقدمة وتثرونها، وتتوصلون إلى نتائج علمية وفنية بحتة، يمكن أن تؤسس لاستراتيجيات متكاملة، وبرامج عملية قابلة للتنفيذ. وتنفيذا للوعد الذي تعهد به رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي، فإن الحكومة ملتزمة بتنفيذ ما ستتمخض عنه منتدياتكم هذه في إطار الأولوية الممنوحة للتربية والتكوين.
وعلى بركة الله أعلن افتتاح الجلسات الوطنية للمنتديات العامة للتربية والتكوين".
وكان السيد أحمد ولد باهيه وزير الدولة للتهذيب الوطني والتعليم العالي والبحث العلمي قد ثمن في كلمة ألقاها بنفس المناسبة هذه المنتديات التي تنعقد للمرة الأولى في تاريخ البلاد من أجل غايات سامية تتمثل في البحث عن أفضل السبل للنهوض بالمنظومة التربوية للبلد.
وذكرفي هذاالصدد بالجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز للرفع من مستوى التعليم والتحسين من نوعيته ليستجيب لمتطلبات التنمية ويشجع التميز من خلال إنشاء مؤسسات خاصة بهذا الامتياز وتنظيم المسابقات في العديد من المجالات وتحسين الظروف المادية و المعنوية لمنتسبي القطاع.
وأضاف أن رئيس الجمهورية يعتبرالتعليم حجرالزاوية في تطورالشعوب وتنمية البلدان.
وأشار إلى أن المنظومة التربوية عرفت خلال العقود الماضية تراكمات سلبية من أهم أسبابهاالإهمال والتسيب وكادت تقضي على كل أمل في إصلاحها لولا العناية التي أحيط بها من قبل الحكومة من أجل تطويره ومواءمته مع سوق العمل.
وأكد أن هذا الحدث الوطني الذي يتوج أعمال اللجنة الوطنية للمنتديات يهدف إلى تشخيص واقع منظومتنا التربوية وتحديد مواطن الخلل فيها وبحث عن أفضل السبل للنهوض بها.
وطالب وزير الدولة المشاركين من اقتنام فرصة هذا المنتدي العلمي الهام لتقديم اقتراحاتهم بأنجع السبل لإصلاح منظومتنا التربوية.
ومن جانبه أبرز السيد حمودي ولد حمادي رئيس اللجنة الوطنية للمنتديات العامة للتربية والتكوين أن المنظومة التربوية تعاني اليوم "بشقيها القديم والحديث" من اختلالات جمة نتج عنها تدني مستوى الكفاءة الداخلية والخارجية انطلاقا من المؤشرات والمعطيات الرسمية كتسرب حوالي ثلث التلاميذ قبل إكمال المرحلة الابتدائية وتراجع مستوى التحصيل والكفايات لدى الملتحقين بالمستويات المتوسطة والعليا في الهرم التربوي.
وقال إن التعليم الأصلي في موريتانيا استطاع في الماضي تحقيق ماتصبو إليه الأمة من خدمة للدين والدنيا بفضل منظومة قيم يؤطرها الدين الإسلامي من جهة والعمل الدؤوب لتبوء هذه الأمة مكانتها السامية في فضائها العربي والإفريقي.
وأشار السيد حمودي ولد حمادي إلى أن اللجنة أعدت خطة عمل بعد تنصيبها مباشرة تم بموجبها ضبط عدة محاور بارزة بوصفها مداخل كبرى لتناول المنظومة التربوية كالمصادر البشرية والبرامج والكتب وتدريس العلوم والتكوين التقني والمهني والمتابعة والتقييم والبنى التحتية والإطار المؤسسي والقيادة والبحث العلمي والابتكار.
وحضر افتتاح المنتديات عدد من أعضاء الحكومة والمنتخبين ووالى نواكشوط ورئيس مجموعتها الحضرية.