د. إشيب ولد اباتي
لن يستطيع الحلف المتصهين تغيير نتائج انتصار لطوفان الأقصى، ما لم يستطع استعادته للأمة العربية، روح سيد المقاومة حسن نصر الله قبيل تشييع جنازته اليوم …!
كان السؤال الذي طرحه سابقا متنئو الأمة من الشعراء، والمفكرين، هو: " متى سترحلون"؟
وذلك تعبيرا عن واقع التردي الذي كان العلامة الخاصة، والواقع الفاقع، والظرفية الاستثنائية للنظام السياسي العربي، بكل مظاهره المأسوية جراء التبعية المقيتة لرموزه، ومؤازرته للاحتلالات، ونهب المقدرات العربية في الوقت الذي يعاني كل مجتمع من التخلف السياسي، والاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي. والترهل عن الدفاع عن الوجود البشري، للانظمة الأجتماعية، والمجتمعات العربية، وعن المنجزات في التطور العمراني، والمراكز الحضارية القائمة منذ آلاف السنوات…!
ولما وصل حال الأمة العربية إلى حافة هذا المستقنع الذي يراوح على" رجل ونص" من الأوضاع فاقدة التوازن خلال فترة تاريخية استثنائية بعوامل سببت هزات ارتدادية، والانجرار خلف المتغيرات الطارئة، دون مواكبتها للتطور العام الذي، كان سيفرض حتما - لو حصل التفاعل الإيجابي - كنس الأنظمة السياسية القروسطوية في الوطن العربي، لأنها مشوهة لظواهر التحديث، والحداثة، واستحالة اقتباسهما بدون تركينهما على حجر الزوايا الركينة، كوعي الفرد، والوعي الجمعي، والطموح العام من أجل التغيير القائم على التحرير، وليس التغيير الهلامي بالدعاية للديمقراطيةالمستجلبة، كما استجلبت المعلبات..
فاين هذا من الانظمة السابقة المستندة إلى السيادة الوطنية والقومية، ومواجهة المحتلين، ولو برفض الاستسلام، والخيانات العظمى،على غرار ما يحصل اليوم..؟!
وذلك، بدعاية واهية، بأن لها مردودية البقاء البيولوجي للأمة، كما تحيا السائمة بانواعها، واجناسها، و تشرذمها، وتقزمها بهذا الجسم السياسي العربي المهترئ، سواء أكان ذلك في الأقطار المركزية، أم الأقطار الطرفية، وكلها اليوم على هامش الهوامش، رغم الانفعال المتكلف، المفارق للتفاعل ضرورة مع مقتبسات الحداثة…!
وقد يسأل القارئ، متى سيبقى هذا الوضع الآيل للتغيير السياسي سلبيا، لأنه في حالة من التقهقر، والتراجع عن المنجزات السابقة، هنا وهناك التي كانت تؤشر في لحظات العمر على الرغم من قصرها في تاريخ الأمة العربية، إلى النظام السياسي الواحد،، لا إلى اللانظام،، وإلى مظاهر الدولة الحديثة،، لا إلى المجتمعا القبلية، والعشائرية والفئوية، والحروب الأهلية،، ومن الوطنيين بالأمس الموصوفين اليوم بالاستبداديين، كمبرر لا يقبل الدحض لاستجلاب " النتن إياه"، وليحل نيابة عنه تجار الحروب، والمستاجرون لغاية خسيسة، هي ما اجتمع عليها حلف الفضول العربي المتصهين، لتفكيك الوحدات الاجتماعية..وبدلا من مواجهة المحتلين، نراهم، يستأسدون، بالميليشيات الداعشية على الحدود السورية للأنقضاض على المقاومة العربية اللبنانية تلقاء الأعتراف الأوروبي بالدواعش، وتعليق "قانون قيصر" ؟!
ما اتفه مبتغاكم، يا ولاة العلوج على أرض سورية الحبيبة، قلب الوطن العربي النابض يوم كانت الآمال، تنعش وعي الأمة بانسام الصباحات التي يعلن فيها عن اشراقات التحرر العربي...!
وكان ذلك قبل اربعين عاما حين تمأسست الثقافة السياسية على الأسئلة المطروحة موضوعيا، ومنها "متى ترحلون، يا سادتي الحكام"؟!
ولو أنه سؤال طرح قبل زمانه، وعبر عن احتجاج، واستنكار أولي، مساء النكسة في حزيران سنة ٦٧، حيث قال الراحل نزار : " انهار المسرح - السياسي العربي - ولم يمت بعد الممثلون"..فماذا قال بعد عشرين عاما
مستنجدا بالأطفال من النظام العربي في انتفاضة الحجارة سنة ١٩٨٧ " يا أطفال غزة علمونا"..!
و بتوالي الهزائم، إلى الأسوأ من النكسة، أو قل - كما يحلو لبعض الشامتين - هزيمة عسكرية، لم يكن الحبل على الجرار، كما اليوم، والسقوط من الأعلى إلى الأسفل، كما اليوم، إذ أن الخيانات العربية، وصلت مرحلة من القبح، أقل ما يمكن أن توصف به ، أنها تجاوزت كل مقاييس التقييم السابقة من السيء إلى الأسوأ، فازداد التأثر، والتأثير الذي استوجب طرح الإشكال غير الاستنكاري، أو الطفولي، والمفاجئ السابقين، بينما الأشكالات التالية كشفت عن هزالة الأمة التي تسام مجتمعاتها بانظمة سياسية خارج التاريخ، وتبعاتها على الواقع المهين للمواطن العربي الذي قال - نيابة عنه - الراحل نزار قباني " أظل على باب بلادي محطما، كالقدح المكسور"!
نعم، كان ذلك بمثابة باب اقتلع من الجدار ليفتح على الجحيم في النفق المظلم في زمن الاستسلام، والسقوط منذ " كامب ديفيد"، و"عاصفة الصحراء" التي عصفت بالاستقرار، ولا زالت، وقربت حد السكين من رقبة الأمة في وجودها الحضاري، والبشري،بمنأى عن أي سوء قد يمس النظام السياسي العربي في حلف الفضول المتصهين، وبالنتيجة التضحية بابرياء الأمة، بالإبادة الجماعية في غزة وجنوب لبنان، كمؤشرات أولية للأخطار التي ستصب جحيم الصناعة العسكرية علر حاضر ومستقبل الاجيال العربية، طالما النظام السياسي العربي، بمثابة المشجب الذي يعلق عليه أرواح اربعمائة وأربعين مليون عربيا،، باريحية الساديين، واتباع الامبريالية الأمريكية، وربيبتها الصهيونية اللتين كسرتا المتاريس الواهية التي طالما تخفى خلفها الجبناء من حكام الأمة، لكنهم، ويا للجهل، والغباء استسلموا، فسلموا إرادة القوة، بتكسير إطار الوحدة السياسية، السور الواقي معنويا للأنظمة السياسية، وليس لها سلاح - منذئذ إلى حد الآن - إلا هي..!
وقبل طوفان الأقصى في ال٧ من اكتوبر٢٠٢٣م
انتهى العمر الافتراضي لمجموع الأنظمة التي شاخت، وهرمت، وكالقطط أكلت ابناءها، وأماتت كل انسجتها الجسمية لمقاومة عوامل الفناء فيها التي، استمدتها من الطوابير الخماسية في النخب العربية التي مارست السدانة، والعمالة للأجنبي معا،، غير انها فترة آن لها ان تنتهي، ويرحل ناسها إلى غير رجعة، كما ارتحلت معها اعمار جيلين عربيين..
لقد كانت الديانة الوثنية الثالثة" الابراهامية"، بمثابة جائحة " كورونا / كوفيد ١٩". ولم يكن هناك معقم انقاذي للأمة من النظام السياسي العربي، وسوء تدبيره، إلا "طوفان الأقصى" الذي يتفاعل تأثيره حتما - وهذا قدره المحتوم - لاجتثاث أسقام الأنظمة ، بعد الموت السريري للدولة القطرية، والأمن القومي العام،،كما سقطت تلك التراتبية - من حيث الدرجة - بين الأنظمة السياسية، فهي في الخيانة العظمى سواء التي، فقد سقط كل المعايير، والتحديدات الوهمية، والاسمية، والقيمية من السيء، إلى الأسوأ، فهي على رمزيتها الشيئية، لا تعدو ان تكون نقاطا على منحنى انحداري محايث لخط قاعدة المثلث..!
فبعد انتصار حركات المقاومة العربية الإسلامية، فى الحرب الصهيونية بالوكالة، واستشهاد، وجرح أكثر من مائتي الف العربيا في فلسطين، ولبنان، واليمن..
وإن توقيف حرب الإبادة من الإدارة الأمريكية، كان علان صريح غير قابل للتراجع عن الانتصار للمقاوم العربي، ونهاية للمهزوم في التحالف الدولي للغرب الامبريالي، والانظمة التابعة له من المتصهينة العرب...
والآن يتم تأجيل الإعلان عن النتائج قبل العمل بمقتضاها، وهي مسالة وقت ليس إلا، وخلال فترة التربص هاته، يلاحظ العالم أجمع استماتة الفريق المتصهين لفرضه نتائج يمتنع عن الاعلان عن الاستسلام الذي، لا مفر منه، وهو يصم آذانه عن الاستماع،لصوت بذلك، كما يغطي عيونه عن مشاهدته للتراجيدية التي ستذهب بالانظمة، ومستقبل الكيان الصهيوني، والاحتلال الامريكي،،!
فهل ستبقى الأنظامة المتحالفة مع الصهاينة وامريكا، متعلقة بخيوط الأمل" الأوهن من بيت العنكبوت"، لتأجيلها لتوقيت انهاء حرب الإبادة، حتى تستطيع تغيير النتائج؟!
لعل الأمر من السهولة بمكان لو يستطيع حلف الفضول العربي المتصهين، إحياء الأستشهاديين من القادة، والمقاومين، والشهداء الابرياء،،
فلو استطاع رموز السياسة المتجبرين، الخانعين أمام "ترامب"، وهم يرمقونه بعيون رامية وجلا... أستعادة الروح لجسم سيد المقاومة، الاستشهادي حسن نصر الله غدا، وقت تشييع جنازته التي ينتظرها الملايين في الأمتين العربية، والإسلامية، وأحرار العالم..
دون ذلك لن يقبل احرار الأمة، ومقاوموها، أن يغيروا نتائج المنهزمين المتصهينين العرب،،لأن الخلاف بين الأمة، وبين هذه الانظمة السياسية، هو من المفارقات بين الكليات المتنافية..
كما لم يستطع المنهزمون في الحروب منع الأنظمة من النهاية الحتمية بعيد الحروب الكونية، في الحرب العالمية الأولى، والثانية..
وقد استعمل سلاح لم يستعمل في الحروب الكونية سابقا، ضد مجتمعات المدن العربية، والقرى، والمقاومين في اربعة اقطار فلسطين، ولبنان، واليمن، والجمهورية الإسلامية الإيرانية…
إن وهم بقاء رموز النظام السياسي العربي المتصهين، كطمع ابليس بالجنة،،،
يا جهلاء الأنظمة العربية الحقيرة، أما قرأتهم نهاية النظم السابقة بعيد النكبة الأولى سنة ١٩٤٨م،،
فحتى م الأمة تكرر دروسها على اغبيائها من الحكام: أمراء، و ملوك، ورؤساء جمهوريات موز .. أن " ارفعوا امتعتكم وارحلوا " مع الهجرات الصهيونة الى امريكا، وأوروبا..؟!