شيخي جميل منصور لم أستطع إقالة عثرتكم
ظللت سحابة أمس وبت ليلة البارحة -يعلم الله- أقلب الفكر في كتابة هذه التدوينة، وكم كتبت ومحوت، ليس محاباة وإنما صفحا عن زلة مغمورة في بحر الخلال الحميدة، ووالله إنك عندي -وعند كل المنصفين- لجدير بأن تغفر عثرتك، وأيم الله إنها لعثرة، وقد أمرنا حديث أبي داود بأن "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم"، وأنت في صدراة ذوي الهيئات علما ووعيا ومكانة وسابقة، ثم عزمت على أن أكتب لك لسببين؛ أما الأول فهو أنك رجل منظور إليك أو شخصية عامة بلغة اليوم، والشخصيات العامة لا يغتفر لها ما يتعلق بالشأن العام، وأما الثاني فهو أنك تمثل –أردتَ أم لم ترد- مشروعا يعلي قيم الحق والعدل والمحاسبة، ولا أرضى أن أكون من الذين يرون القذى في عيون غيرهم جذوعا، ولا يرون الجذوع في أعينهم، لم أرد إذن أن يحترق لساني عن نقد فساد الأنظمة ورجالها بالسكوت عن عثرتك، وإن كان يحز في نفسي أن أكتب لمثلكم في موضوع كهذا، ولكن "حق الحق مقدم على حقوق الخلق" كما قال شيخنا آدَّ رحمه الله