الكشف عن رسالة المقدم أحمد سالم ولد سيدى إلى أخيه باب

2023-06-23 08:48:20

بعد 42 سنة، يتم الكشف عن جانب آخر مما تمتع به المقدم أحمد سالم ولد سيدي، رحمه الله، من بسالة ورباطة جأش، وهو يكتب رسالة لأخيه الوزير السابق بابه ولد سيدي، في وقت كان ينتظر فيه الموت المحقق إعدامًا بعد ساعات قليلة.

كان الوقت ليلا، وقد علم قادة المحاولة الانقلابية أن طلب العفو الذي تقدم به لفيف المحامين تم رفضه، وأنّ تنفيذ حكم الإعدام بات مؤكدا، وأنه سيتم خلال فجر نفس الليلة (26 مارس).

دعا المقدم أحمد سالم الشاب العسكري وداد ولد اسويدات ولد وداد (المتوفى، رحمه الله، سنة 1998). وكان المقدم صديقا حميما لوالده اسويدات: الضابط المغوار الجسور المتوفى في حرب الصحراء. طلب منه أن يأتيه بورقة وقلم، فخرج وجاء بما طلب منه. قسم المقدم الورقة إلى نصفين، كتب في أحدهما رسالة إلى زوجته مانه بنت احبيب. وقد كشفتْ الصحافة الوطنية عن تلك الرسالة، قبل سنوات، ونشرَتْ ترجمة لها مع صورة تأكيدية بخط الفقيد وتوقيعه. ثم كتب، في النصف الآخر، رسالة إلى أخيه بابه (المتخرج حينها من الجامعات الأوربية).

طوى العسكري الرسالتين وأخفاهما في جيب بزته. غير أن الحراس ارتابوا في ما كان يتحدث فيه مع المقدم، فأخضعوه للمساءلة دون أن يعترف لهم بأي شيء. وفي الغد، بعد تنفيذ الحكم، تم توقيف وداد ولد اسويدات لمدة 45 يوما، لكنه ظل يحتفظ بالرسالتين في مكان ما باعتبارهما أمانة تستحق منه كل التضحية: فالشهيد كان بمثابة عمّه لأنه كان كالأخ لوالده. بعد إطلاق سراح العسكري ولد اسويدات، النبيل والأمين، اتصل، وَهْنًا من الليل، ملثما ومتسللا ومتخفيا، بزوجة المقدم وسلمها رسالتها، فيما اتصل بأخيه بابه، على حِدَة، وسلمه رسالته التي بقيّت طي الكتمان إلى أن عثر عليها أحد أفراد العائلة وهو يبحث عن بعض الوثائق داخل دولاب.

........................

نص الرسالة بعد تعريبها

عزيزي بابه،

علمتُ للتّو برفض طلب العفو.

إذن، سأغادر هذا العالم دون أن يكون بمقدورنا أن نلتقي.

إني أوكل إليك أمْرَ أبنائي: إذا لم تكن قد أعْدَدْتَ لمشروع نهائي، أطلب منك أن تتزوج بوالدتهم. إنها شجاعة، ومستقيمة، ونزيهة. كذلك ستخدم أبناء أخيك عن قرب. قُمْ على تربيتهم. إنهم يحتاجونها، إذْ كانوا، عندي، مُدَلّلين.

بلّغ تحياتي للأخوات ولباقي الإخوة.

وداعا.

أخوك أحمد سالم.

...................................

ملاحظة: كتب الفقيد المقدم أحمد سالم كلمة "إلى اللقاء" في آخر رسالته المقتضبة، وبدا أنه تذكر أنها ليست الكلمة المناسبة لشخص سيغادر إلى الأبد. ودون أي ارتباك أو تعجل يقتضيه المقام، شطب على كلمة "إلى اللقاء" (كما هو واضح في صورة الرسالة)، وكتب مكانها كلمة "وداعا" الأنسب.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122