هل ستنتظر النخبة السياسية طويلا، حتى توشح بوسام الشرف المدني في ذكرى الاستقلال ؟ / - إشيب ولد اباتي

2022-12-05 12:00:30

إنه لجميل أن اتصل عليك في هذا اليوم المتميز ببياض وجهه،  فيكون لي شرف الاتصال الباكر  بك.

فقلت بيض الله وجهك، بما بيض به وجه هذا اليوم من ثلج قارس،  سيحبسنا في المنازل، حتى تدركنا  ظلمة الليل في الرابعة، وهي بعيد  الظهر في العالم اجمع، الا نحن، فينزل الليل علينا فيها..!

ودون ان يكون قصدي التفاؤل لك بالمكروه، لا قدر الله، لكن من المتصل، حتى قبل أن اتناول الفطور ، ولو متأخرا عن وقته ؟

معزة غاندي: لعلها ضحكت باتساع شدقيها، لتضيف، كأني بك تتفاءل لي المكروه، لكن ما علينا، فأنا دائما آخذ بظاهر الكلام، دون الحاجة لتأويله بما هو سيء...

لقد قرأت لائحة التكريم التي خص بها رئيسكم الموقر، العديد من المواطنين، فهل أنت مواطن غير مخلص لوطنك،  ولعلك تدعي فقط، والا كنت قرأت اسمك مع من وشحتهم قيادة  وطنك بالتكريم؟!

قلت: بارك الله فيك على هذا الاحترام لرئيسنا، وهو يستحق اكثر من ذلك لو تعلمين.. لكن هذا الأتهام لي في غير محله، والحكم القطعي ضدي، قبل أن تقدمي دليلا  يؤكد ظنونك هذه التي تجترح المواطنة غير الصالحة، في حين أنك تحملين مشروع الراحل "غاندي"'،  الأمر الذي يستدعي منك استحضار الاصلاح، والحث عليه، بدلا من توزيع الأتهامات الجزافية التي تقوض الأمل في تنمية  المواطنة الصالحة بين ابناء وطني ..!

 وهل باقي النخبة السياسية التي لم يكن لها شرف التوشيح بالأوسمة العسكرية، هي كذلك  من المواطنيين غير الصالحين،؟  وربما، هم مثلي، لا يرغبون في التوشيح بالأوسمة العسكرية، لما ترمز اليه من التضحية العملية -  لا الصورية - في مجال لم يمتهنوه، لأنه خاص بخدمة العلم، و حفظ الوطن، وحدوده، ومؤسساته المدنية، وإن كان بعضهم،  يلبس لباسا مدنيا، غير ان ذلك  لم يحل   بينه ، وبين القيام بمهام جليلة، تفرض السهر على أمن المواطن، والمبيت ليلا، لمراقبة كل صغيرة، وكبيرة، والناس نيام ملء الجفون،،،

ومن هنا كان التوشيح بالمداليات  مستحقا..

       بينما أنا مقصر، وذلك  النخبة السياسية الفاسدة  بمعنى الكلمة، والا ما بقي مواطنا جائعا، ولا آخر متقاعسا في خدمة العلم،،  ومن هنا تسرب الاهمال عبرها  لحماية المواطن، فأنا على سبيل المثال  حين أزور  بلادي، لا أراقب أحدا، ولا  اهتم بأمن أحد في بيته، او في الشارع، او في الحي، او في المدينة، ولو مرة واحدة، ولو  على سبيل التطلع لمعرفة احوال الناس، ذلك أن ما أقرؤه  في المواقع، وعلى صفحات " الفيسبوك"، اكثر مما احتمل لمعرفة ما يعانيه المواطن، ونظم المجتمع التي ترفعها" تآزر" من الحضيض، غير أن المجتمع، يفضل البقاء في الحضيض في سبيل المشاركة في  الثروة العامة بعد حرمانه منها طيلة تاريخ استغلال الثروة من طرف الانظمة السابقة، وسدنتها من النخبة الفاسدة ..!

واكرر، ربما النخبة السياسية المدنية مثلي،  لا تستحق الأوسمة العسكرية، ولا ترغب حتى فيها لما، يرمز اليه  التوشيح من عمل  مرتبط بساحات الشرف العسكرية، كالعمل  الدءوب في إدارات الأمن الوطني الساهرة على أمن المواطن، والوطن معا..

 وربما في اليوم التالي من أيام  رفع العلم، حين يعلق على الساريات، ويرفرف خفاقا، وهو الوسام لكل الوطن، والمواطنين، وفي التعالي في الأفق الأعلى ، ما يشير الى اتساع دوحته للاستظلال بظلها، وتشريف  لكل مواطن، كما الوطن " حال بحال" على حد تعبير المغاربة..

ومن يدري، لعل الأيادي البيضاء للرئاسة، قد ارتاحت من مكافئات رافعي العلم،، لتبدأ في استقبال الاسماء المدنية، و لتوزيع، الأوسمة المدنية التي تثبت فعلا، أن الخمسة ملايين مواطن، هم الابناء البررة لوطننا العزيز، والذين  ينتظرون بفارغ الصبر، مثلي الاستدعاء حين يصل التوظيف جيل الستين عاما، وقد أعطى خمسة، وأربعين سنة في انتظار يوم السعد، المشروط بالتوظيف، ولما نزل في انتظار  التعيين بشهاداتنا العالية في الوظيفة العمومية...؟!

 صحيح،  أننا تفاجأنا ، بل أصابنا القنوط، و اليأس بعد اعتماد سياسة " التدوير" المغلقة على الأعيان، وابنائهم، واخوتهم، وأخواتهم، علاوة اعطاء الأولوية لافراد الدولة العميقة، " لأنهم، هم الأغلبية"، وغيرهم الأقلة التي ستصبح يوما ما، في ظل التمسك بقيم الوطن  حصرا في النظام القبلي، الجهوي، الفئوي،، ومن الفئات التي بدأ  يصل  الدور  افرادها في التعيينات الوزارية ،، وتبادل الوظائف، وحتى الرفع من المكانة الاجتماعية، ليصبح البيظان - بلغة احمد ولد هارون ولد سيديا -  في الدرجة الثانية، ولحراطين - بلغة بيرام رئيس حركة "إيرا" - في الدرجة الأولى..

ولعل هذا من التدوير الذي، سيجعلنا ننتظر  دورنا في التوشيح، والتوظيف،، ولم لا؟

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122