الأكاديمي محمد محمود ولد المعلوم: عن تداعيات الحرب الروسية على أكرانيا

2022-03-01 08:56:13

فيما يلي رد الباحث في الشؤون السياسية والأستاذ الجامعي في فرنسا، الأستاذ محمد محمود ولد معلوم على سؤال حول المخاطر الحقيقية لغزو بوتين لأوكرانيا؟

جواب:

لا تزال الرهانات الجيواستراتيجية طويلة المدى تتمحور حول إعادة توزيع المواقع وخرائط التأثير في العالم. و في هذا الإطار، تسعى روسيا إلى استعادة نفوذها في أوروبا الشرقية أولا. وتسعى الصين إلى ستعادة نفوذها إلى ما قبل "حرب الأفيون" (ضد المملكة المتحدة عام 1839) في منطقة بحر الصين الجنوبي. والولايات المتحدة تسعى للحفاظ على نفوذها العالمي الذي اكتسبته خلال الثلاثين عامًا الماضية.

على سبيل المثال: أوروبا الغربية محمية بحلف شمال الأطلسي  (القواعد أمريكية المنتشرة)، وكذا الشرق الأدنى والأوسط (إسرائيل ودول الخليج)، بالإضافة إلى أمريكا اللاتينية (ما بعد نظرية مونرو)، وخليج آسيا من جهة تايوان (اليابان ، كوريا ، تايوان)، وجنوب شرق آسيا (حول بحر الصين الجنوبي)، كل هذه الدول "المنحازة" و / أو "المتحالفة" مع الولايات المتحدة سيتراجع أمنها ويضعف بعد ما كان محصنا ضمن ما يعرف بطوق "السلام العالمي الأمريكي". و سوف تميل هذه الدول لتحقيق أمنها إما إلى تعزيز ميزانياتها العسكرية (راجع خطاب شولتز حول إعادة تسليح ألمانيا)، وإما إلى اللجوء إلى قوة عظيمة جديدة تستند إليها (روسيا أو الصين).

وسنشهد نهاية نظرية "نهاية التاريخ" لصاحبها العالِم الجيوسياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما الذي أكد عام 1992 - بعد سقوط الاتحاد السوفياتي - في كتاب مشهور: "إن نموذج الديمقراطية الليبرالية القائم على الاقتصاد الرأسمالي قد انتصر، ولم تعد الإنسانية بحاجة للبحث عن نموذج جديد.

في المحصلة النهائية، إذا ما نجحت الاستراتيجية الصينية الروسية، فإن الصين ستهيمن على آسيا من جهة البحر الجنوبي الصيني. و تستعيد روسيا هيمنتها على أوروبا الشرقية مرة أخرى، و يتراجع تأثير الولايات المتحدة إلى حد كبير.

و في نهاية المطاف، فإن النظام العالمي المنبثق عن الحرب الباردة والمؤاتي جدًا للولايات المتحدة يعيش حالة توتر منتظم باتجاه "الفوضى" الدولية أو "اللانظام"..

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122