إن الأمة العربية في حاجة ملحة إلى تحرك قويٍ في مختلف اقطارها حكوميا، وشعبيا، وذلك بعد التهديد الوقح لرئيس أكبر دولة في العالم بالتهديد العلني لتقاسم الأحتلال الصهيوني لفلسطين، وضم الضفة الغربية للكيان، واحتلال أمريكا ل”غزة” ..!
وها نحن يوم نواجه هذه النتائج الأولية التي كان يعول عليها الانبطاحيون من الاتفاقات الخيانية العظمى على أساس أن أمريكا تملك ال ٩٩% من حل الصراع الذي في يدها، وثبت بالدليل القاطع أنها تؤجج الصراع بالنسبة المذكورة..!
فهل هذا هو الحل الذي كان ينتظره المتهافتون لإبرام الاتفاقات المشبوهة التي تلوح بسلام الجبناء،،؟
فطوفان الأقصى، في ال ٧ من أكتوبر ٢٠٢٣م. فرض نتائج أولية على الأمة العربية، وهي كسر قوة الاحتلال التي كانت ترعب الجبناء، لهذا، فالانتصار على الكيان الصهيوني الآن، صار قاب قوسين أو أدنى، نظرا لظهور قوى المقاومة الفلسطينية، وقدرتها العتيدة على هزيمة المحتل في أطول معركة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني منذ ثورة ١٩٣٦م التي استغرقت ستة أشهر..
وكما أظهرت المعركة الأولى عجز الجيش الانجليزي عن مواجهة الثوار حينئذ،، كذلك أظهرت طوفان الأقصى، أن القوة العسكرية للجيش الصهيوني، عبارة عن ” نمر من ورق”، وهكذا تحقق النصر، وفي المقابل انهزم مجرمو اتفاقات الاستسلام التي غيبت دور مصر في الصراع العربي الصهيوني منذ كامب ديفيد، منذ ١٩٧٩م.
وآخرها اتفاقية الإبراهيمية التي استجابت لها أنظمة سياسية، واحزاب أدعت الوطنية، والأممية السياسية، و كانت حاكمة، كالتنمية والعدالة المغربي الذي وقع اتفاقية برئاسة رئيس الحكومة ..!
والآن، فإن نتائج طوفان الأقصى لن تكون إلا في صالح المنتصرين، وليس الصهاينة المنهزمين..وهذا يفرض علينا نحن القوى الحية في الوطن العربي، المزيد من التكاتف بقوانا العديدة، وتوظيف الإمكانيات المادية، والمعنوية للأمة العربية، وذلك في مواجهة أمريكا، مشكلين جبهة موحدة في وجه العدوان الأمريكي، والاحتلال العسكري الذي أعلن عنه، ويجب عدم الانتظار حتى يقع إنزال” المارينز الأمريكي” على شواطئ غزة..
فالقوى السياسية الشعبية، والرسمية مطالبة، بأن تقود المظاهرات اليومية في كل العواصم، والمدن العربية الكبرى، وتثوير الشارع العربي، وذلك لأنخراط المواطن العربي في معركة الأمة في فلطسين، ووحدة الصف مع قوى المقاومة التي وحدت ساحات المواجهة منذ سنة وستة أشهر..
والمفروض على القوى السياسية، أن تتحرك لضرب المصالح الامبريالية الأمريكية، ومحاصرة سفاراتها، بعد أن أعلنت صراحة عزمها على احتلال “غزة”، الأمر الذي يستدعي من الأحزاب السياسية في كل قطر عربي، أن تتحرك من أجل ضرب المصالح الأمريكية، وقطع العلاقات الدبلوماسية، كما حصل بعد حرب حزيران ٦٧، ولما كانت موريتانيا، أول قطر عربي قطع العلاقات الدبلوماسية،وطرق السفير الامريكي، فإننا الآن، نطالب الحكومات بقوة ذلك القرار في مبادأته، وحسن مبادرته، لأن إعلال احتلال ” غزة” ، سيواجه بحرب مفتوحة مع كل شركاء أمريكا، وأولها الشركات التي تستثمر بشكل مباشر، أو غير مباشر في أقطار الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ..
والمطلوب تحديدا، هو ضرب المصالح الأمريكية ماليا، واقتصاديا، و ثقافيا، وعلميا..
وأول خطوة في الاتجاه الصحيح، هي: تعبئة الرأي الوطني العام في مواجهة الاحتلال الأمريكي، ولن يتخلف المواطن العربي نظرا لحسه الوطني، ووعيه القومي التحرري،،
ولذلك نتمنى من القوى الحية في أمتنا، إصدار البيانات المنددة بتصريحات المعتوه” ترامب” الأخيرة، والتنبيه على مواجهة اجرامه بهذا التهديد، كعدوان معلن عنه، وخطورته على السلم الدولي، وعلى حاضر، ومستقبل المجتمعات العربية..
وضرورة التعامل مع الإعلان كعدوان إجرامي، كما لو أنه واقع اليوم أو غدا ..!
ونحن في الحزب الناصري، الحركة الشعبية التقدمية نصدر البيان التالي:
حزب الحركة الشعبية التقدمية ، قيد التأسيس يدعو للوقوف في وجه مخطط تصفية القضية الفلسطينية..
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ينوي، بالتعاون مع الإرهابي نتنياهو، اقتطاع أجزاء من الضفة الغربية المحتلة لزيادة مساحة الكيان الصهيوني اللقيط، فضلا عن حديثه عن تهجير سكان قطاع غزة من ارضهم وفرض “إيواء” غالبيتهم قسرا في مصر والأردن ودول أخرى، وهو أمر رفضته القاهرة وعمان ودول عربية عديدة بشكل قاطع، كما رفضه الاتحاد الأوروبي والعالم باعتباره سلوكا غير طبيعي ومرفوض تماما.
إن انتهاج سياسة التهور واستخدام لغة القوة والإرهاب لتحقيق الطموحات التوراتية الصهيونية في فلسطين المحتلة لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مزيد من سفك الدماء وعدم الاستقرار في منطقتنا وفي العالم، كما أنها ستسفر لا محالة عن عزلة تامة للولايات المتحدة الأمريكية التي نتمنى أن يعي شعبها مبكرا خطورة تصريحات رئيسه المتهور والذي يتباهى بانتمائه الصهيوني على حساب استقرار المنطقة والعالم وعلى حساب السكينة العامة.
وفي هذا الصدد يود حزب الحركة الشعبية التقدمية في موريتانيا التأكيد على ما يلي:
1-إن فلسطين المحتلة، من النهر إلى البحر ومن الجنوب إلى الجنوب، لا تقبل القسمة على إثنين، وهي أرض عربية خالصة ولا يمكن لأي قوة في العالم فرض أمر واقع على أرضها وشعبها المجاهد مهما كان حجم التضحيات. ولعل تجربة أزيد من سبعين عاما من الاحتلال الهمجي والمقاومة الباسلة خير دليل على ما ذهبنا إليه.
2-لا يمكن للشعب العربي من المحيط إلى الخليج السكوت على تنفيذ المخطط الصهيوني الجديد على يد ترامب المتهور والإرهابي نتنياهو، كما عبر النظام الرسمي العربي عن رفضه لسياسات وتهديدات وتلميحات ترامب حول التهجير والتوسع الاستيطاني
3-يدعو حزب الحركة الشعبية التقدمية، الحكومة الموريتانية إلى اتخاذ موقف حازم وصارم من مواقف وسياسات ترامب بما في ذلك إمكانية قطع العلاقات مع واشنطن إذا واصلت إدارة ترامب التشبث بخططها الرعناء.
4-يؤكد الحزب على حتمية اتخاذ موقف رسمي عربي صارم وحازم يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته ووحدة أراضيه، وفي هذا الصدد يدعو الحزب جميع الدول العربية والإسلامية، التي تقيم علاقات من اي نوع مع الكيان العنصري الصهيوني، إلى المبادرة بقطع هذه العلاقات ردا على طرح هذا المشروع التصفوي الإجرامي.
5-يدعو الحزب الدول العربية والإسلامية إلى تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني بما في ذلك إعادة إعمار قطاع غزة والمدن المتضررة في الصفة الغربية.
6-يدعو الحزب كافة القوى الحية في الوطن العربي، والعالم الإسلامي، وجميع الشعوب الحرة في كل مكان للتصدي بقوة وحزم لوعد بلفور الجديد وللوقوف صفا واحدا مع القضية الفلسطينية العادلة عاشت فلسطين عربية حرة موحدة وعاصمتها القدس الشريف