ندع البداية مع أعرابي حكيم ثم نعود :
•لا خير في الشيخ إذا ما اجلخَّا • وسال غرب عينه ولخَّا•
•ورام أكلا باركا وشخَّا • تحت رِواق البيت يخشى الدُّخَّا•
•وانثنت الرجل فصارت فخَّا•وصار وصل الغانيات أخَّا•
ما بال بعضنا اذا انسلت السنوات من اعمارهم شدوا على خصورهم الاحزمة، واطلقوا للقمصان الخانقة العنان؟ ما بالهم يظنون أن الخُطى إذا خفّت عاد الزمن القهقرى؟ وهل الشعَر إن سودته الصبغة اغتسل من شيبه؟ ام ان القلب إن توهًج تصابيا عاد مراهقا في حضرة المراة؟
أحيلكم الى أديب الشيوخ وحكيمهم القاضي محمدن ول شماد ول أحمد يوره في هذا المقطع الجميل :
•يلُو كان إولِّي بدهينْ• لوجهْ وابتركاب السنَّينْ•
•واللَّ بسْريحٓ الراص إليْنٰ• يتْلاحگ زغبُو فوْگ ابلدٰ•
•منُّو فارغ، رَدُّو هيِّين•السغْرْ اعْلَ اللِّي شُورُو صَدْ•
.........
•غيْر السغْرٰ اخلعنَّ سنْ•واتْفُوتْ ءُ لُكانتْ ترْتَدْ•
•ابْدهْنَ وابْترْكٍيبتْ سنٰ•وابْسَرْحَ ما يسْتَكْهَلْ حَدْ•
فيا أيها الشيخ المتصابي، الحياة ليست صالة انتظار للزمن، وليست المرايا منافسة في خداع النفس، إن التصابي لا يعيدنا للشباب، بل يعيدنا الى الطفولة من باب السخرية لا البراءة، هي طفولة مثقوبة "" سايْلَ"" ضاقت بها تجاعيد الجبين، وهدّها ثقل التجربة التي يراد مسحها بمسحة "اكريم" او جرعة زائدة من "مخفي العيوب"، أو حلاقة ابتدعتها يد ماهرة في عرين أشبال نواكشوط" صالونات الحلاقة"، ثم يحدثونك عن جيل اليوم الذي لا يحترم الكبار، والأنكى أنك تراهم "الشباب السبعينيين" المتأنقين في الجموع العامة والمكاتب يتبادلون نكاتا لا تليق باعمارهم، بل بالمزاح الثقيل، والضحكات المنحطة التي تنتهي في الغالب بطلب رقم هاتف "الصغيرة" يظنونها رجولة متجددة وهي في حقيقتها مراهَقة مؤجلة لا تليق إلا بمن ضل درب الحكمة، وركب موجة الوهم. الشباب كما الزمن لا يُحتجز إن هرب، ولن يعود إلا في الحلم، فما أشد ألمَ من يخلع الكهولة خِلسة، ويلبس قميصا ضيقا على قلب متعب، ويحاول أن يرقص على إيقاع لم يعد يسمعه أحد سواه!!
أيها العابر على جسر العمر كن صادقا مع مرآتك، لا تهرب من ظلالك، ولا تتزين بسن لم تعد تسكنك، اصحب تجاعيدك بفخر، وامش الى الأمام لا إلى الوراء، فالزمن لا يصالح من يدير له ظهرَه.
ونداء استغاثة أخير:
فيا أيتها الحداثة المزعومة كوني لنا رحيمة.. لا تنسخي ملامح الآباء حتى لا يتيه الأبناء.. ويا أصحاب الشقق المفروشة كفوا عنا بعض أذاكم فقد جاوز السيل الزبى
...............
والى لقاء في دردشة قادمة
اسماعيل ول محمد يحظيه ول الحسن