إشيب ولد أباتي: البقرة الحلوب
لعل الحاجة إلى البقرة من المطالب المتجددة في حياتنا، كمجتمع رعوي تواضع على هجرته الموسمية إلى القرى في فصل الخريف، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لألبان الأغنام، والإبل، والأبقار، وتتجدد الحاجة إلى الاعتماد على كوب من اللبن في الاعاشة اليومية في فصل الخريف أكثر من أي فصل آخر، ولذلك، تسارع الأغلبية زرافات، وافرادا إلى الرجوع لقراهم، ومدنهم المهجورة طيلة فصول السنة، وذلك لامتلاك البقرة الحلوب في بداية كل فصل خريف …!
فهل ذلك من دواعي التنويع في المطالب المعيشية، أو الميول الجامحة لاستعادة حياة البداوة نظرا لصعوبة نمط المعيشة في الحضر، حيث يعاني المجتمع الاستهلاكي من الأغتراب على مستوى الفرد، والأسرة، الأمر الذي يبرر - ربما - الهروب المؤقت إلى مناظر الطبيعة العامة في فصل الخريف، و"التكيف" النفسي، والاجتماعي، مع الكفاف في المعيشة، كما الأسلاف الذين كانوا يعتمدون على الألبان، واللحوم، ويقضي الواحد " شهرا دون ان يرى كسرة خبز، إلا أن يأتيه بها مسافر مارا عليه" - على رأي ابن حوقل -