الدرك يُطارد السموم... والنواب يحمون المجرمين!../ قاسم صالح

2025-05-06 14:14:20

أيها الشعب، أما آن لنا أن نصرخ في وجوه المتاجرين بآلامنا؟ أما آن لنا أن نفضح الذين يحسبون المناصب حصانة للفساد، والوجاهة تذكرة للتدخل في العدالة؟

رجال الدرك الوطني، أولئك الذين يسهرون على الحدود، ويقفون على قارعة الليل في وجه المجرمين، يُطاردون عصابات تُغرق أبناءنا في حبوب الهلوسة، ويكافحون مهربي الأدوية الفاسدة، بينما يتسلل بعض النواب والوجهاء في الظلام لزيارة المتهمين والتوسط لهم! بأي حق؟ بأي وجه؟ وبأي ضمير؟!

هل انتخبهم الشعب ليكونوا صوت العدالة؟ أم ليتحولوا إلى أذرع لحماية المفسدين؟

هل أصبحت "الوجاهة" في هذا البلد بابًا لتبييض جرائم تهدد أمن الدولة؟

عارٌ أن يكون ممثلو الأمة هم من يتوسطون للقتلة والمهربين!

عارٌ أن تُطرق أبواب الثكنات لا لنقل همّ المواطن، بل لإنقاذ من باع هذا الوطن حبةً حبة، وشحنةً شحنة!

يا من تتوسطون للمجرمين، أما قرأتم قول الله تعالى: "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النار"؟

ألا تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذّر من الشفاعة في حدود الله، وقال: "وأيمُ الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها"؟

لكنكم – ويا للعار – لا تقطعون إلا يد الفقير، وتغضّون الطرف عن تجار الموت حين يطرقون أبوابكم بالدنانير!

تحية إجلال للدرك، ولأولئك الذين لم يبعوا ضمائرهم، ولم يحنوا رؤوسهم.

وتبًّا وسحقًا لكل من جعل من نفسه غطاءً للفاسدين، أو درعًا لعصابات التهريب!

أيها النواب المتدخلون، اسحبوا أياديكم القذرة من ملف العدالة. فأنتم لستم حماة لهذا الوطن، بل طعنة في خاصرته!

وليعلم الشعب من يحميه، ومن يبيعه... باسم القانون!

قاسم صالح

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122