لا أعتقد أنه من الإنصاف والذكاء الإعلامي ان يتم الحديث في هذه الأسابيع التي صدم الرأي العام خلالها بحجم الأدوية المغشوشة وحبوب الهلوسة والحبوب المحرمة التي دخلت موريتانيا وتم تخزينها في مخازن هي اشبه ماتكون بأفران غازات وغرف الموت،، تنتظر الساعة التي يتم فيها تفريغها في اجساد الناس من شيوخ ونساء واطفال لتتركهم عبارة عن جثث هامدة مصابة بالسرطان أو الفشل الكلوي الذين وصلت معدلاتهما في البلد إلى ارقام مخيفة ؟!!
بسبب الأدوية المغشوشة وظروف التخزين المخيفة وعند ماحاول الوزير نذيرو الوقوف في وجه افساد قطاع الصيدلة والقطاع الصحي بصفة عامة تكالبت عليه ديناصورات الأدوية المغشوشة وتجار الموت وأبعدته من أجل ان تستفرد بالقطاع وتجنى ارباحا طائلة تكدسها عصابات الأدوية المغشوشة والمخزنة في ظروف لا تخزين فيها الأدوية الحيوانية عادة؟!!!
لا أعتقد أنه من الإنصاف والحكومة والذكاء الإعلامي ان يتم الحديث في هذه اللحظة المفصلية عن السيطرة على دخول الأدوية وعن ضبط الأدوية وظروف تخزينها ابدا ؟
بل إن قطاع الصيدلة وقطاع الصحة بصفة عامة وقطاع الجمارك بحاجة إلى جهود كبيرة وعملية من أجل استعادة ثقة المواطن ؟ فمن أين دخلت الأدوية المغشوشة وحبوب الهلوسة التي تفتك يوميا بأرواح وعقول واجساد الشاب الموريتاني ؟ ومن ادخلها،،ومن ساهم في ادخالها؟ ومن سهل ادخالها ؟ واين كان هذا الضبط والسيطرة والرقابة عند مادخلت؟ وهل هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف محرمات بهذا الحجم من الخطورةوماهي العقوبات التي تعرض لها الجناة؟؟ ام أننا جميعا نريد أن نبيد أنفسنا بأنفسنا؟
أعتقد أننا في لحظة وقفة مع النفس نحتاج خلالها إلى يقظة الضميروالحس الوطني والإسلامي والإنساني فينا لنعترف بالتقصير أولا،ثم نشد على ايادي قواتنا الأمنية من الدرك الوطني والشرطة واجهزتنا القضائية من أجل حماية الأنفس والعقول والممتلكات ،ولسنا بحاجة إلى حالة من الكلامولوجيا التي لا تغير شيئا ولا تقنع احدا فأمن موريتانيا الصحي والقومي فوق مستوى المجالات والتموضع السياسي والحزبي ؟