كتب الدكتور التقي الشيخ: عن روي التنوين:

من شرار الغرائز التي ابتلاني بها الله  جهل مطبق بعروض الشعر، وكان أبي رحمه الله ينهانا عن تعلم قواعد الشعر وكثيرا ما أسمعه ينشد في من يقطع الشعر:  يا من يخطط في التراب الأعفر         أخشى عليك من الرياح الصرصر  وقديما نسخ الجاحظ مدحه للعروض بقوله" هو علم مُولّد، وأدب مستَبْرد، ومذهب مرفوض، وكلام مجهول، يستنكد العقل بمستفعلن وفعول، من غير فائدة ولا محصول" وقال ابن طباطبا: كل العلوم يزين المرء بهجتُها          إلا العروض فقد شانت ذوي الأدب بي الدوائر دارت من دوائرها            ما لإمرىء أرِبٍ في ذاك من أرب فاستعمِلِ الذوقَ في شعر تؤلِّفُهُ         وزِنْ به ما بَنَوا في سالف الحقب  وفي البيئة التي احتضنتني لم يكن الاشتغال بعلم العروض معروفا وإن وجد فهو نادر  ومحاولة استنبات الموهبة قد يكون ضره أقرب من نفعه، لتشبُّع صاحبه بما لم يعط من السليقة؛  فبين الشعر بالطبع  والشعر بالعروض عند أهل النقد مثل ما بين النقد والعروض عند أهل الدثور، وقد قال الشاعر أحمدو ولد عبد القادر _ أطال الله بقاءه _  ولست بنقاط إذا هم خاطري                  بنفث شعور رنّ بين ضلوعي  ولكنها الأوتار في القلب نسقت                 مفاعيله تنساب عبر نجيعي  أما أنا فقد خرجت من الإعدادية قبل السنة الثالثة التي تدرس فيها قواعد العروض، وكان أول احتكاك لي بذلك العلم عندما ألجأتني الأستذة إلى تدريسه، وما أظن تلامذتي استفادوا كبير فائدة فمع أن مداركهم لا تزال غضة طرية فإني لم أستطع بقواعد ذلك الفن تأثيثها، لانقباضي عن قبضها ولأني لا ألم على شعث تشعيثها، ومما زهدني في العروض أن أهله يبحثون عن الشيء في غير مظانه، وذلك ما تشي به أمثلتهم التطبيقة من مثل قولهم"لم أر على ظهر جبل سمكة" وربما دفعهم ذلك إلى توهم في غير محله، وقد بلغني أن نقاشا دار  على هذه الوسائط شدد علي النكير فيه جماعة لأني عقدت أبياتي في رثاء شيخنا محمدن عبد الرحمن(ولد فتى) على روي التنوين:  مضى الذي لقبته الأهل نجلَ فتىً                 وهو الفتى علما وهو الفتى صفةً وإذا صح النقل فإن ذلك أشبه بمن يسأل عن دم البراغيث ويترك دم الحسين رضي الله هملا أو بمن يحاول دفع العصا والسيف يظلل مفرقه، فقد لعبت قصيدة الشعر الحر وبعدها القصيدة النثرية ب"أسباب" خيمة الشعر و"أوتادها" فوهت أطنابها  ووهى عمودها وخر على أهلها السقف من فوقهم فكان الأولى بالمعترضين على جعل التنوين رويا أن يحركوا ساكنا لرأب ما أثأته الحداثة من عمود الشعر بدعوى التجديد ومواكبة العصر، أما وقد قام الاعتراض على "سبب خفيف" وجرم طفيف هو جعل التنوين رويا فأقول إن هذا طريق لاحب يرجح سالكوه من الشعراء برمل يبرين، وحتى لا نبعد النجعة فسنكتفي بأهل هذا القطر من الشناقطة فهذا محمد ولد ابن وهو من هو يقول في تاجر سينغالي يدعى محمد وَنْ:  قد ملّأ الأرض وعدا لي مُحمّدُ ونْ                       وما مواعيده إلا أسىً وجوىً  قد طال ما كان مناني بنائله                   حتى غدت جلهاتي بالرجاء رواً  ألفيته خُلّبا برقا مسيلمةً                في وعده بَرما في النائبات دوىً   قالوا أبوهُ فتى والمكرمات له                 فيها له لواً وله عن ضدهن نوىً  فقلت أشبهه من باب أن له                  في كل غدر ومطل راية ولواً  ومع كثرة خصوم ولد أبن والمتربصين به فلم نعلم أن أحدا منهم خطأه في استخدام هذا الروي، وقد قال جدي الشيخ ولد المنى مستشفيا للعالم محمد النابغة ولد الشيخ محمدو ولد حبيب الرحمن:  شفى الإله من الأسقام قاطبةً                        محمد العلمَ المشهور نابغةً  بسلاً وحقق ما يرجو وألبسه                    درعًا من البرء لا تنفك سابغةً  أولاه مولاه إحسانا ومنفعة                  وحكمة من علوم الدين بالغةً  وفجّر الله من أنهار حكمته                    عينا له بامتداد العمر نابغةً  فكُلُّ ما مدحة تأتيه بالغةً             في المدح ما بلغت ليست مبالغةً  ومع أن الأبيات أنشدت في حضرة علمية وأدبية فلم نر من اعترض على رويها، وقل مثل ذلك في أبيات محمد الأمين ولد الشيخ المعلوم السائرة:  منعمات بني حمدان كلُّ فتًى                      هالته عينا وجيدًا ثم سالفةً  تثني الفؤاد على جمر إذا اعتدلت                     وإن تثنت تثنّى القلب ثانيةً  وكلهن لها قرن بكل يد                 أفنى القرون التي كانت منعّمةً  ويقول أحد الشعراء:  بينا بديجور لُج النيل زاخرةً            غوارب النيل تفري الفلك ماخرةً  تنسمت خزرج كخزرج مُزجت               بما الصفا رصفا صفرا معتقةً  ومن الأبيات السائرة قول المختار ولد حامدن:  لقيت الفتى الغوثي بالأمس صدفةً                       ولو لم أصده صدفة لم أصد فتًى  فيا ليتني في كل يوم وليلة                     أصيد فتى مثل الذي صدت صدفةً  ومن المعاصرين يقول الأديب الشاعر محمد فاضل ولد الشيخ محمدن ولد الشيخ أحمدو ولد أحمذي في الشيخ ماء العينين بن فتى:   الشيخُ ماء العيون القطبُ" نجل فتًى"                        شيخ مرَبٍّ أديب عالم وفَتًى  قِيامهُ لليالي فيه أدمعُهُ

الشاعر ووسائط الاتصال:.../ د. باته بنت البراء

ليس من السهل كسر العادات الاجتماعية ولا تغيير الأنماط المعتادة في المسلكيات، فهي تحتاج الكثير من الوقت ولا تحدث إلا بالتدريج

الشاعر ووسائط الاتصال:.../ د. باته بنت البراء

ليس من السهل كسر العادات الاجتماعية ولا تغيير الأنماط المعتادة في المسلكيات، فهي تحتاج الكثير من الوقت ولا تحدث إلا بالتدريج

الحنين في شعر الأستاذ محمدًِ ولد إشدًُ/ النجاح بنت محمد محمذ فال

ارتبط الحنين في الشعر العربي بظاهرة الرحيل التي أسست لشعور وجودي بحتمية التفرق والتلاشي، نعى فيها الشاعر نفسه أكثر من مرة؛ سواء أورد ذلك في جزء من قصيدة كالمُقدمة الطللية، أو أفردت له قصيدة بأكملها، مع أن ذلك نادر

ندوة أدبية حول مؤلفات د. الشيخ سيدى عبد الله ../ حبيب الله احمد

احتضن (مقهى الادب) التابع  ل( اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ) ضمن نشاطه الاسبوعي ( شاي الأربعاء ) فعاليات ندوة علمية ناقشت ثلاثة من مؤلفات الدكتور الاديب والكاتب الشيخ معاذ سيدي عبد الله  وهي :  *  الشعر والفقه ( الابداع والنسق في الثقافة الشنقيطية)  هذا الكتاب قدم عنه الدكتور احمد ولد حبيب الله ورقة بحث ناقشت جوهر وفكرة الكتاب فى المسافة بين الشعر والفقه أو بين الشاعر والفقيه ضمن نسق عام للعلاقة ضمن الثقافة الشنقيطية  وتطرق الباحث إلى العلاقة بين الشعرو الفقه ونسقهما الابداعي فى الثقافة الشنقيطية  فإذا كان الشناقطة أصلا أهل عربية وشعر فإنهم ايضا أهل دين وفقه  وقد تعايش الفقه والشعر تحت خيام المحظرة الموريتانية حتى أنه من النادر أن تجد فقيها لا يقرض الشعر أو شاعرا ليس له نصيب من الفقه حتى ارتبط التعريفان بالذهنية الاجتماعية ثنائية مهيبة الفقيه الشاعر والشاعر الفقيه  *  رمزية الحيوان في الحكاية الشعبية  هذا الكتاب كان موضوعا لورقة قدمها الدكتور محمدو احظانا استعرض فيها علاقة المخيلة الشعبية بالحيوانات من حيث تسخيرها لإسقاط حكاياتها على السياقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية  ولعل المجتمع الموريتاني أن لايكون بدعا فى استخدام الحيوانات واسقاط حكاياتها ورمزيتها على شؤونه العامة فسبق لابن المقفع ولاحقا احمدشوقى وغيرهما أن استخدما الحيوانات ورمزية حكاياتها وعلاقاتها داخل الغابة وعلى الطبيعة فى نقد الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي  فرأينا الأسد رمزا للقوة والذئب رمزا للدهاء والسنجاب رمزا للحكمة وعندنا هنا (كابون) رمزا للغباء أو(ازروكيه) وهكذا ظلت رمزية الحيوان حاضرة فى المخيال الشعبي الموريتاني يختفى خلفها المجتمع لينتقد متصدريه ومسلكياته دون أن يظهر ( بل التركيبه)  *  العجائبي في الكرامات  الموريتانية ( النص والاشتغال)  ثالث الكتب التى تم نقاشها حيث قدم  الدكتور محمد الامين محمد المصطفى قراءة مقتضبة لكنها مكتنزة لموضوع الكتاب  تعرض الدكتور محمد الأمين ل" الكرامات " كمصطلح على خوارق مرتبطة غالبا باصناف من الناس وصلوا مراحل متقدمة من العلاقة مع الله وتجاوزت خوارقهم مستويات الفهم الطبيعي لدى العامة وهنا لابد من أن تظهر "العجائبية" فى النقطة الفاصلة بين قدرات خارقة لبعض البشر على الفعل أو على التخيل وعجز العامة عن المسايرة العقلية المنطقية لتلك القدرات الخارقة وابحر الدكتور محمد الأمين إبحارا ماتعا بين "النصوص" المرتبطة بالكرامات ومستوى " الاشتغال" بها متعرضا لنماذج من التحليلات التى قدمها الكاتب مشيدا بمستوى الكتاب وفكرته وطريقة الكاتب  فى بسطها وشرحها تأصيلا وتفصيلا شهدت الندوة تعقيبات متميزة لكوكبة من الأدباء والشعراء والباحثين منهم الأستاذ عبدالله السالم ولد المعلى والأستاذ محمد الأمين ولد منى الأستاذ محمد ولد اصوينع الأستاذ الولي سيدى هيبه الاستاذ الشاعر احمدو ولد احمذي  الكاتبة حياتى جبريل فال وآخرون  غصت قاعة الندوة وجنباتها بجمهور نوعي من الأدباء والكتاب والنقاد والشعراء والباحثين  أدار الندوة باقتدار الاستاذ عبدالباقى ولد محمد  /// أعيد القول إن الاتحاد مطالب بالبحث عن قاعة او" خيمة" اوحتى فضاء مفتوح لإقامة مثل هذه الأنشطة التى أصبحت تستقبطب جمهورا ضاربا لا تسعه القاعة الحالية وهي قاعة ضيقة مقطعة بفواصل وأعمدة اسمنتية تجعلها اقرب ل" ارخبيل جزر" اسمنتية تضيق بالضيوف وتعبت بالتنظيم

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122