أول لقاء مع نزار..../ حبيب الله ولد أحمد
أتذكر جيدا كيف التقيت نزار قبانى الشاعر الذى "ملأ الدنيا وشغل الناس"
كان لقاء طيبا وكان تماما كلقاء نزار بفتاة( الحمراء) هو أيضا "بلاميعاد"
كان لقاء لاينسى
ذات مساء من مساءات( كبة سيزييم) حيث يغسل نسيم البحر أصيلالا خطايا يوم أشهب من ايام " إريفى" دخلت كوخا "زنكيا" من الأكواخ التى تستخدمها مدرسة( الشهيد) لاحتضان التلاميذ الفقراء الذين يعجزون عن التسجيل فى مدارس الحكومة أو القادمين من الريف يحتاجون دعما للتاقلم مع المدرسة النظامية
كانت مدرسة يديرها متطوعون من التيار الناصري يدرسون فيها يمولونها يجلبون لها السبورات والحصائر والطباشير
طبعا كانت مجانية وكانت اكواخها بائسة لاتكاد تحمينا من الشمس
كان الشباب الناصري يهتم بتلك المدرسة فكان أي واحد منهم لديه ظروف مناسبة يدرس المادة الأقرب لثقافته
ولم تكن الظروف المناسبة يومها صديقة للناصريين المطاردين يتخطفهم الموت والاعتقال وآذان الجدران و" عيونها"
لم تكن هناك مناهج ومقررات
لم نكن نعرف هل نحن فى السنة الخامسة ابتدائية أم الثالثة الإعدادية فنحن( نتزأبق) حسب درجة المدرس المتطوع ومادته ومستواه
تجاوزنا البرامج والمقررات فاخذنا حصصا تفوق اعمارنا ومستوياتنا ومداركنا كأننا أخذنا من كل علم بطرف
لاحقا اكتشفنا أنهم ساعدونا كثيرا ففى مراحل دراستنا النظامية وجدنا أنهم خزنوا فى ادمغتنا ملفات وجدناها أمامنا فى مدارس الحكومة فتفوقنا على اقراننا كثيرا
للأمانة لم ندرس فى( الشهيد) أي مقرر سياسي لم يدرسونا( فلسفة الثورة) ولا( الناصرية