إشيب ولد اباتي: تعليقا على ''حديث جميل عن الانتخابات والديمقراطية والأهلية''

2024-06-22 01:21:12

مقال السيد "جميل منصور" المنشور في موقع " الرائد "،  خليط من الأفكار الملفقة الجديد فيها ، هو تبنيه لها، اوتوظيفه لها، وهي تزعزع الثقة في تحالفاته العديدة  فيما  عرفنا منها بالصدفة،  غير أنه  عرض  للقليل  من مواقفه  لتبرير خياراته التي  اتخذ ، ويتخذ   ربما لجلب "المنفعة " : الخاصة، قبل العامة،  وهنا أتذكر ما قاله عنه  الراحل  الشاعر " وجيه  مطر" رحمه الله، حين التقيت به في مقهي جامعة الفاتح  بعد المؤتمر القومي الإسلامي في تسعينيات القرن الماضي في  ليبيا" الثورة، قبل  ليبيا وما فعله فيها من تدمير  على أيدي( ثوار) الأحتلال "النيتوي"…

وبعد أن أحضر النادي لنا، قهوة، وشاي النعناع،، نظر إلي وجيه مطر  قائلا :

أيهما يعجبك، القهوة ، أو الشاي؟  

فقلت له أنتم أهل المشرق العربي، تفضلون القهوة على الشاي، كتفضيلنا " نحن في المغرب العربي شاي النعناع، وكذلك الكوسكوس، في مأكولاتنا؟

فقال لي: انتم في المغرب العربي  عقولكم  السياسية اسرع" تكيفا"  من العقول السياسية المشرقية، العائلية، والمؤسساتية…

فقلت :  - على فكرة  - ما هو الجديد في المؤتمر القومي الإسلامي الذي استنتجت منه - يقينا -  هذه الاستنتاج  الذي سيعجب اتباع "  محمد عابد الجابري" في بحوثه عن خصائص  العقل العربي  في الفكر وفي السياسة، و الذي جزأه إلى عقلانية حداثية  مغاربية قبل الحداثة في الغرب، وذلك   في حديثه عن فكر   ابن رشد، وعقلانية ابن سينا  المتخلفة باعتبارها في تقديره  مجمل" استنساخ" لعقائد أهل  الهند، وفارس… 

فقال لي: لن نذهب بعيدا،، فأنتم في موريتانيا عندكم ' حالة'  فريدة مضحكة للبعض،  ومزعجة لغيره،  تسمى" جميل منصور"، شكل  وجوده المفاجئ في المؤتمر القومي - الإسلامي ، تكرارا  لظهور "رجال فكر" تخرجوا من الحوزات الشيعية  المتزمتة، وتبنوا الفكر اليساري، وقادوا الحركة الفكرية في لبنان..

قلت : لعلك قصدت الراحل " حسين مروة" ؟

فقال : بالضبط.

قلت: كيف ذلك ، وانشرح صدري، لأني لم أكن على معرفة بجميل منصور، وتوقعت أنه أظهر عبقرية، ترفع من قيمة بلادنا مهما اختلفنا في السياسة…

قال لي: 

ماذا تعرف عنه،،؟

 فاعتذرت عن أن أقول: إنه من شباب الحركة الاسلامية  الأممية، وقد ظهر إسمه في المغرب في فترة كانت الحركة الاسلامية  في المغرب  يراد لها، أن تملأ الفراغ في الحرم الجامعي، بعد تصفية قوى اليسار في فاس، والدار البيضاء..وغيرهما.

فقلت له: حدثني عما أظهره من عبقرية  موريتانية في المؤتمر..(مقاطعة)

قال:  لعل أهم ما قام به جميل منصور في المؤتمر، انه أحرج الإسلاميين السودانيين، والمصريين، أمام الليبيين المساكين، الذين  احتاروا في أمره، فقرر بعضهم  طرده  في سيارة تحمله من الفندق ليلا،  الى " رأس جدير"، ويترك هناك.. وبعد تدخل  جهات فاعلة، تم التراجع  عن الفكرة، ولعل لقيادة   الشيوعيين اللبنانيين والفلسطينيين، دورا في تراجع الليبين عن طرده قبل نهاية المؤتمر…!

لأن جميل منصور، تجاوب بشكل عفوي  مع الشيوعيين  في المؤتمر، وذلك على حساب الإسلاميين، والقوميين، ولكن الشيوعيين، زعموا أنه كان  يناور مع الليبيين ليس إلا، غير أن المسكين، لا يعرف،  أنهم لا يقبلون المناورة،، لذلك صار وضعه غير مريح في آخر المؤتمر…

 وكان تظاهره بالقيام ببعض المظاهر الدينية مصدر ازعاج للشيوعيين منه…!

………..

ولعل الشيء بالشيء يذكر - كما  جرى الحديث  بذلك  - لأن  جميل منصور في مقاله، أورد افكارا مأخوذة من هنا، وهناك، كإشارته  من بعيد زمانيا ومكانيا  إلى" الديمقراطية المباشرة" التي ناصب دعاتها العداء في ليبيا، كما رفض الديمقراطية الغربية على أساس " علمنتها"  حين أسس حزبه في  " الإصلاح" اثناء لجوئه في " بروكسل "، قبيل عودته - فيما تقول الرواية -   غير المقررة  من اللجوء بعد استدراج الأمن الوطني له  في قضية  استخراج سيارات أحد التجار الذي زاره في بروكسل، فارسل لاحقا له ، لشراء  سيارات، وارسالها اليه على ميناء  عاصمة "غامبيا" ، غير أن إدارة الميناء طلبت من جميل منصور الحضور،  للاشتباه في سلامة نقل السيارات ، ليصبح  المعارض السياسي -  لنظام معاوية ولد سيدي أحمد الطايع -  في ضيافة الأمن الوطني عند وصوله لمطار " بانجول".. 

  وليظهر بعد أيام  معدودات معلنا  تفضيله المعارضة في الداخل على المعارضة في الخارج..!

والسؤال الذي يستحق الاجابة، هو :

هل" جميل منصور" في حزبه  الجديد، وجداله الموجه للاسلاميين في مقاله،  ودفاعه عن  ألوان نظام الحكم  السياسي التي اسماها " اشكال الديمقراطية "،،  يعيد الكرة  للمرة الثانية - على ما عرفنا-   مع الماركسيين في تحالف استراتيجي، أو مناورة  سيشفعها بالمظاهر التي تشكك في اقتناعه  برؤىة شريكه في الحزب " ولد بلال" على سبيل المثال، حتى تنتهي الحملة الانتخابية، بما انتهى به المطاف في المؤتمر القومي الإسلامي المذكور..؟!

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122