تابعت مثل غيري أصداء حضور الأستاذ / محمد جميل منصور رئيس حزب تواصل لمؤتمر حركة أفلام العنصرية ، وتابعت بكل اهتمام تبريره في تدويناته الخمس الأُولْ وملاحظاته الأخرى ،
.وهو فعل يعني مستوى من تقدير الرأي العام يشكر عليه والأولى من هذه التبريرات في نظري أن يعترف بأنه أخطأ والشعب الموريتاني يستحق الاعتذار ، وأستاذنا الجليل يعلم أن الاعتذار عند الخطأ لا يحط من قدر الرجل ولا مكانته بل يرفعه ـ وخير الخطائين التوابون ـ
والسيد رئيس حزب تواصل بهذا الحضور خالف صريح النظام الأساسي لحزبه الباب الثاني : المبادئ والأهداف الفصل الأول : المبادئ المادة (5) الفقرة (2) "تعزيز الوحدة الوطنية وحمايُتها في إطار إسلامي يعترف بالتعدد العرقي والثقافي " وفعله لم يتطابق مع روح الرؤية الفكرية لحزبه ، والحضور لهذا المؤتمر إن جمعت خيوطه مع أحداث سابقة لا يمكن أن يكون بريئا كما صور الأستاذ جميل في تغريداته فالرجل وحزبه سبق أن أشير عليهم بنكزات واضحة في تأسيس وقيادة حركة لا تلمس جنسيتي ولا يخفى على المتابع القيادات التي شوهدت وهي تنظم وتقود تلك الحركة ، فهل بين تلك المشاركة وهذا الحضور علاقة ؟؟؟ وكذلك ذُكر لحزب الرجل حضوره في ما عُرف إعلاميا بمسيرة المسفرين فهل الحضور امتدادا لذلك التنسيق ؟؟؟ وفي عجالة أقف مع الحضور الغير موفق في ملاحظات قليل :
1- الحضور تحت ظل علم غير علم موريتانيا : الجميع شاهد العلم والشعارات التي ترفعها الحركة في مؤتمرها وهناك علم يقولون أنه علم دولتهم القادمة في خيالهم ، ثم تلى ذلك الحديث الذي ورد في خطاب رئيس الحركة بدعوته صراحة للانفصال عن موريتانيا ، والسيد رئيس الحزب الوطني ذو المرجعية الإسلامية لم يتمعر وجهه وأقل درجات الانكار في تلك اللحظة أن ينصرف ، قد تغضب منه حركة " أفلام " ولكنه ينال رضاء الشعب بأكمله .
2- محاولة التبرير بتبسيط عقول الناس دعيت للحضور فحضرت : وهذا تبسيط زائد للقضية ، فهل السيد رئيس تواصل مستعد لتلبية كل دعوة تأتيه ؟ وهب أن دعوة أتته من أحد الأحزاب الصهيونية هل هو مستعد لتبيتها ؟ فيا قوم احترموا العقل الموريتاني الدعوة ليست ببساطة دعيت فحضرت !!!
3- محاولة تقمص الرئيس دور الأب للمجتمع ( الاحتواء) : في تبرير غريب يتقمص السيد رئيس حزب[ تواصل ] لدور الأب الروحي للمجتمع والوالد الحنون للأسرة الذي يريد احتواء كل حركة شاذة فيها ، ويلعب دور الدولة في إعادة توجيه الحركات المنحرفة وحفظ وحراسة قيم المجتمع .
4- الحضور كان بعلم أركان قيادة الحزب : السؤال الذي يُطرح هل حضور رئيس الحزب تم بعلم أركان حزبه أم هو قرار منفرد ؟ إن كـــــانت الأولى فطامة وإن كانت الثانية فأطـــم ، وهل الحزب بكل قواه يضع برنامج للمشاركة في موريتانيا موحدة أم أنه يقتدي بمن سبقوه في تقسيم البلاد مثل السودان ؟ و و و ... وهل أصبح الوصول إلى السلطة هو الهدف بكل ثمن ولو على الجماجم لا يهم ،أو بالسباحة في بحور الدماء ليس هناك مانع ؟ لماذا لم نسمع من قيادة الحزب بيانا يقول أن جميل لم يذهب ممثلا لهم ؟ وكل الذي نرجوه عدم سعي الحزب لتقسيم موريتانيا مع سبق الاصرار .
