الإعلامي والأديب أحمدو ولد أبنو : عن ذكرياتى فى اليوم العالمي للمعلم

2021-10-05 22:55:35

يلهمني يوم المعلم العالمي،كثيرا من التداعيات وأسترجع فيه ذكريات حلوة،لست أنساها،بمدرسة الشارات(بلاد بها نيطت علي تمائمي!

وأول أرض مس جلدي ترابها)

أذكر من المعلمين-وكلهم أخيار-(السيد)بابا ولد اخليل،والباقر ولد حامد،ويحظيه ولد أبّا،رحمهم الله جميعا.

كما أذكر الإمام امين ولد الداهي،وأحمد ولد بابَ حفظهما الله ورعاهما،وامبينك،وآخرين لم تحضرني الآن أسماؤهم..

وأخيرا..وليس آخرا،أذكر ابن خالتي وأخي العزيز محمد ولد أحمد الميداح،مد الله في عمره،وتذكرت الآن،بديَّ رحمه الله..

جزى الله عني خير الجزاء هؤلاء المعلمين جميعا،فقد علموني دروسا مفيدة،ما تزال عالقة بذهني والحمد لله.

مازلت أذكر مثلا كتاب(كتابنا كتابك يا ولد)

أذكر لونه الأحمر الزاهي،والطفل(صاحب الفلجة) تظهر براءته على غلاف الكتاب...

أذكر مثلا من نصوصه الجميلة:

(مراقبنا يعطينا شرابا في الراحة)وهذا في باب حرف الراء.

(ساعة سالم،لا تنكسر ولو سقطت من سقف الغرفة!) حرف السين.

بقرة خالد تخور خُوارا حسنا،لا يعلو خوارها خمر ولا لحم خنزير)حرف الخاء.

ولعلهم غفلوا عن هذه المقارنة،إذ جاءوا بالخمر ولحم الخنزير،في كتاب لتنشئة جيل مسلم في بلد إسلامي.

وأذكر هنا أن أولى محاولاتي الشعرية،كانت في سني دراستي الأساسية،في مدرسة الشارات قريتنا المحروسة،التي شببت فيها وترعرعت!

كنت أسرق كتابة الشعر(ؤلاه كاع شعر ألا باط)

في الراحة القصيرة اول النهار أكتبه على السبورة وكان امين جزاه الله خيرا يشجعني ويبدي إلمامه بما أكتب،وذلك من فضله وحسن أخلاقه..

ولا أنسى أنه رشحني من القسم الرابع لمسابقة دخول السنة الأولى الإعدادية،فأحرزت الرقم الأول في اترارزه،وكنت أ حرزه في المدرسة دائما أويشاركنيه أحد التلاميذ في إحدى المرات..

كنت أجيد أداء الأناشيد،وألحنها وكانت تشاركني الأداء الأخت الكريمة أم الخيرِ بنت إفكُّ ولد ابراهيم فال،والحمد لله على أن بعض التلاميذ لم يشاركوني،حتى تبقى القاعة هادئة،ويستقر التلاميذ وجيران المدرسة في أماكنهم!!

أحفظ أسماء التلاميذ الذين درسوا معي جميعا،كلهم إخوة لي وأصدقاء،أحببتهم وأحبوني..

من هؤلاء المختار(غالي)ولد حامدْ،المرخي،ادنين،محمد ولد عالي وأخوه عالي، أولاد إفكّ،لمرابط ومحمد،وأختهما فاطمة رحمة الله عليها.

كانت فاطمة رحمها الله،ملمة بمعاملتي مع التلاميذ ومزاحي لهم،واللغة التي استحدثتها في هذا السياق،من تعريب الأسماء، وبعض المصطلحات والمعاني الخاصة.

من ذلك مثلا عبارة(كلبُ أُمامه)وأعني بها كلبا شرسا كان بجوار أهل يحظيه ولد إفكّ،وكان يخافه بعض الناس،وكنت أمازح به أختنا امّامة بنت أعمر ولد اعلي ومازلت حتى الآن،إذا لقيتها أقول لها(كلبُ أمامه)

فتضحك وتسترجع ذكريات المدرسة.

مرة..جاءت(الدكه)أي يوم التلقيح،وكنت من بين الخائفين منها..فاحتلت مع المرحوم إطول عمر ولد الكوري على عملية اختفاء عندما اقتربت من المدرسة(وتت أهل الطب)

فتسللنا دون أن يشعر بنا أحد،في اتجاه(السلكْ)إلى الجهة الشرقية، من الحي،

فما راعنا إلا ركائزه تعانق السماء،وأسلاكه تبدو وتتلاشي في الأفق.

واحتمينا بشجرة من(آتيل)

وطلعناها إلى أعلى.

إلا أننا لم نصبر على مقاومة الطلوع،لشدة الخوف ولفح أشعة الشمس.

كنا نظن خطأً،أن المدير كلف بعضا من الفراعنة بالبحث عنا والتنقيب عن مكاننا والإتيان بنا فورا إلى الطاقم الطبي،بينما (وتت الطب) غادرت القرية منذ ساعات!

فلما كانت الشمس في كبد السماء،عدنا بسلامة وعافية،في آخر الرمق!

   يتواصل...

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122