اكتشف باحثون أن الدببة الشهباء تصاب بنوع من داء السكري أثناء فترة بياتها الشتوي، إذ تبين أن أجسام الدببة تكاد لا تستجيب للإنسولين أثناء فترة البيات الشتوي. وقال الباحثون إن نتائج بحثهم توفر دليلا على أن السمنة والسكري لا يسيران دائما جنبا إلى جنب حسبما كان يفترض على مدى زمن طويل.
.
الربيع فتكون قد شفيت، وهو ما قاد الباحثين إلى استنتاج أن زيادة الوزن بشكل مفرط ليس هو السبب المباشر للإصابة بالسكري، في حالة الدببة الشهباء على الأقل.
ومن المعروف أنه في حالة الإصابة بالسكري من النوع الثاني نادرا ما يستجيب الجسم لهرمون الإنسولين، وهي حالة توصف بأنها مقاومة الإنسولين. وينظر إلى السمنة على أنها سبب رئيسي للإصابة بالمرض.
وأوضح الباحثون أنه كان يعتقد أن أجسام الدببة تقوم بتنظيم عملية التمثيل الغذائي "الأيض" من خلال كمية الإنسولين التي يفرزها البنكرياس. وعلى النقيض مما يحدث في البشر لا يتغير مستوى الإنسولين في الدم. إذ تظل كمية الإنسولين في الدم ومعدل السكر في الدم أثناء شهور الصيف الفعلية هي نفسها أثناء فترة البيات الشتوي.
وتوصل كوربيت وزملاؤه إلى أن أجسام الدببة تكاد لا تستجيب للإنسولين أثناء فترة البيات الشتوي. أما قبل فترة قصيرة من دخولها البيات الشتوي -أي عندما تكون في أعلى درجات السمنة- تكون حساسة بشكل خاص للإنسولين. وعندما يحل الربيع تعود أجسام الدببة الشهباء إلى الاستجابة للإنسولين مرة أخرى.
تخزين بالأنسجة الدهنية
وقام الفريق البحثي بأخذ عينات من دهون وكبد وعضلات الدببة الشهباء من فئات عمرية متباينة ومن كلا النوعين أي ذكور وإناث في أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني ومايو/أيار قبل وأثناء وبعد فترة البيات الشتوي.
وتبين للباحثين أن الدببة قامت بتخزين الطاقة استعدادا لفترة البيات الشتوي في الأنسجة الدهنية وليس في الكبد أو في العضلات خلافا لما يحدث في الأنواع الأخرى.
وتدخل الدببة الشهباء في فترة بيات شتوي لمدة تصل إلى سبعة أشهر حيث تعيش فقط على مخزونها من الدهون، بينما تحافظ على درجة حرارة أجسامها عند المعدلات الطبيعة تقريبا.
وقال الباحثون إن النتائج تظهر مرة أخرى مدى التعقيد الذي تتسم به العلاقة بين السمنة والسكري، وهو ما يوفر دليلا على أنهما لا يسيران دائما جنبا إلى جنب حسبما كان يفترض على مدى زمن طويل.
المصدر : الألمانية