فى الأدب... تعليق على تعليق .... الأستاذة النجاح بنت محمد فال

2021-08-31 18:43:05

راقني نص أدبي رائع للكاتبة و الأديبة المميزة أختنا الأستاذة @النجاح بنت محمذن فال - حفظها الله- تعليقا على "گاف" قلته أثناء الحرب الأخيرة على غزة …

يطيب لي أن أنشر تعليقها هنا لتزدان به الصفحة و تتجمل؛ و لنسافر معها بين الطرافة و الجرأة و التعبير الجميل. و نستمتع بأسلوبها الأدبي الرفيع و خيالها الساحر و عاطفتها الصادقة. و لن ننتظر طويلا… فالرحلة معها تبدأ على الفور مع عنوان النص:

"صدى الشعر في گاف فلان"… عنوان بديع يبشر برحلة أدبية ممتعة.

تقول الكاتبة:

   "من أول ماحفظت  من اشعار نزار قباني قصيدته : إلي تلميذة وكنت تلميذة !

غير أن هذا البيت  تطاول علي النسيان وهو :

قد يُطلعُ الحجر الصغير براعما 

         وتسيل منه جداول وظلال

 

 فلماذا تذكرته عندما اطلعت علي گاف الاديب محمد فال ولد بلال :

افشل رواي ف التاريخ 

والصفقات الاّ صَفقَ 

راهِي ماتت بالصواريخْ 

-سابگ تخلگ - رَشقَ رَشْقَ 

من الغريب ان البيت من قصيدة موغلة في عاطفيتها فهي تندرج ضمن غرض الغزل في حين  ياتي الگاف ضمن  الادب  السياسي  

لكن الصور المستمدة من الحجارة وحدت بينهما 

كيف لا ؟ 

قديتصور البعض ان البيت يعبرعن مستحيل  حيث لايمكن ان يُنبت الحجر براعما  إلا ان الفعل يُطلع ُ  يوحي بالظهور والتمدد أي أنه عندما تنمو ورود البستان تتمدد إلي أن تعلو الحجر ذي الشلال  المتدفق ماء ومن ثم تنشأ الظلال في إيماء بالدفء والحنان ..كل ذلك يأتي رغم صغر الحجر (قد يطلع الحجر الصغير ) وكذلك رغم دقة البراعم اللا متناهية إلا أنها ستحدث هذه الجداول والظلال في جمع موغل في الرومانسية بين حنو الطبيعة وجلال الشعر 

ياتي الگاف ذي الكثافة العالية ليضفي علي السياسة جلال الادب فرغم الدقة اللا متناهية للرشقة وهي في الأصل مستمدة من عالم الحجارة بكل مداليله الفلسطينية حيث أرهبت العدو في انتفاضة الحجارة في القرن الماضي 

تاتي أيضا لتحضر بشكل غير مباشر عن طريق استخدام لفظ ( رشْقَ) الذي هو هنا مشبع بعدة مداليل

- المدلول التاريخي لرشقات انتفاضة الحجارة 

- والمدلول العسكري المباشر الدال علي الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون علي العدو في الأراضي المحتلة والتي هي في مقارنتها بحجم سلاح العدو تساي رشقات الحجارة أو زخات المطر إلا أنها مع كل هذا أنجبت ظلالا دافئة احتمي بها الفلسطينيون من صفقة القرن ذات البعد العدواني الكبير والتي ماتت قبل أن تولد (سابگ تخلگ)فإذًا

 

  قد يُطلِعُ الحجرُ الصغير براعما 

        وتسيل منه جداول وظلال".

انتهى تعليق الكاتبة و الأديبة

برأيي المتواضع، يتميز  هذا النص بجمال المبنى و كمال المعنى، و بما يحمله من عاطفة صادقة ومشاعر قوية. لقد نجحت النحاح في إنجاز عملية عبور سلس بالقارئ من شاطئ الغزل المرن إلى شاطئ السياسة الصلبة..عبر مراكب الشعر العربي و الأدب الحساني.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122