أمرتهم أمري بمنعرج اللوى :: فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد
منذ بدأنا الكتابة والبوح العام على هذا الفضاء الأزرق وقبله في المنتديات ونحن ننبه إلى خطورة ترك الحبل على الغارب للملاحدة والعلمانيين ولكننا كنا ننفخ في رماد..
.
أتى على المنتبذ القصي حين من الدهر كانت رقة الدين فيه موضة من الموضات كتوفير شعر الهامة وتقسيمه نصفين بطريقة "اليّيّ"، وكانت الملحفة رداء خفيفا يهتز طوعاً لغير ريح، ليظهر الجيب لوه والميني جيب أو (ماني جب).
وكانت الخمر تشرب كالشاي في البارات ، مثل بار "كيتا" وبار "گوميز" وبار ثالث شهير قرب طب الحاج قَتل فيه المقاوم النهضوي فاضل ولد عبداوه ضابطا فرنسيا غبّ إعدام منفذي اعمارت النعمة.
ولا أزال أذكر وأنا حدث تتبّعي مع أترابي بعض السكارى وهم يترنحون في الشوارع ونحن نصيح "بِيفَير" تماما نصيح باللص الهارب "فولير".
كان الإمام بداه درعا واقية من سهام الكفر وقلعة حصينة لجأ إليها الناس في طوفان الإلحاد:
فمذ كنت طفلا رأيت الحسين :: منارا إلى ضوئه أنتمي
ومذ كنت طفلا عرفت الحسين :: رضاعا و لـلآن لـم افـطم
ومذ كنت طفلا وجدت الحسين :: مـلاذا بـأسـواره احتمي
وحين سئل الإمام عن حوار كان يعتزمه مع اليساريين، قال زهدت فيهم حين رأيتهم لايقيمون وزنا للصلاة.
كانت البارات تحيي السهرات في كل "Samedi soir" وكان احتفال رأس السنة يوما مجموع له الناس وليلته مشهودة.
وحتى الأشوار بلغت حد الاسفاف مثل "مَضمْ جاتْ افعبوني".
وانتشرت موضة اقتناء الفتيات لـ "فوتو روما" وكان فارس الأحلام هو بطل القصص المصورة الممثل الإيطالي "فرانكو كاسباري".
كان الحضور الديني مختصرا في بعض المناسبات والشعائر، وكان الدين رمزا للرجعية في مجتمع يحاول التقدم.
باش اتعود اكبير ء تنگاس :: افتح رَچّو والعَبْ مرياس
**
واركب رالَ واخبط مزِّيك ::وابلژ فالشيباني عينيك
لمهابَه ماهِ في القانون
يقول العلامة المؤرخ المختار ولد حامد:
تجول الغادة في الشارع :: ينقص من جمالها البارع
إذ تذرع الشارع مختالة:: في خطوها كالفارس الفارع
لا هي بالمروءة استمسكت :: و لم تطع أوامر الشارع
و القوم في المرأة في بيتها :: أرغب منها وهي في الشارع
ويقول العلامة محمد سالم ولد عدود في تورية بديعة:
كان ابن "خَذْرَ" و بنت "سَرْوَلَ في الوفا :: إلفين يقتطفان أزهار الصفا
يتفيئان ظلال مدرسة الهوى :: و يراجعان دروسها واوا وفا
فأحست البنت الغريرة ريبة :: من نفسها و استشعرت منه الجفا
و تنكرت دنيا الهوى في وجهها :: فأتت إلى الأم الحنون لتسعفا
فاستفهمتها ما دهاك فتمتمت :: كنا نراجع درسنا تحت الخفا
مع التعريب وظهور الثانوية العربية لم يكن الأمر أحسن حالا فقد قاءت العواصم العربية ملاحدة عفيفي الجباه لايشمون التراب وكلهم أكفر من النمرود، قدموا أساتذة من العراق وسوريا وتونس ومصر.
ذات مرة في الثانوية العربية حضرت صلاة العصر، فخرج الطلاب للصلاة وبقي الأستاذ في الفصل يدخن في صمت، ولما قُضيّت الصلاة وعاد الطلاب سأله أحدهم لماذا لم تصل معنا؟!
فأجابه بكل صلف: أقنعني بوجود الله أولا قبل أن تأمرني بالصلاة.
وأذكر أن الطلاب أحالوا أمره إلى الأستاذ محمد فاضل ولد محمد لمين الذي دخل معه في نقاش انتهى بوقوف حمار الأستاذ الملحد في العقبة.
غياب التربية الدينية وضعف الوازع الديني أحدثا خللا في المجتمع فساد نهب المال العام والاختلاط ولعب القمار (ابوكير والبينگو) والزنا وانتشار المخنثين.
في التاسع عشر من ديسمبر سنة 1980 تمّ الإعلان عن مشروع دستور جديد قام رئيس الوزراء سيد أحمد ولد ابنيجاره بصياغته.
وقد وصف دستور ولد ابنيجاره بأنه هو أول دستور علماني للبلاد ومن أخطر مافيه أنه يبيح "حرية الإعتقاد ".
وقف الإمام بداه بحزم ضد مسودة مشروع الدستور، وفخرج كما يقول رحمه الله لأول مرة فى حياته يقود مظاهرة سياسية وفي عهد ولد هيدالة. فاضطرت السلطات إلى التراجع عن ذلك الدستور بعد الضغط المكثف الذي قاده الإمام بداه رحمه الله.
لم يرتح بعض الفراكفونيين وكتاب اليسار لخطوة الإمام بداه و وصفوه في كتاباتهم بالدوغماتية وأنه ظلامي وأنه يقيم محاكم التفتيش!
بداه كان على اطلاع بثقافة عصره ويعلم أن الدستور إذا صان حرية المعتقد فعلى الدين العفاء.
بعد عقد كامل من دستور ولد ابنيجارة، ومع ارهاصات الديمقراطية بداية التسعينيات وطرح مشروع دستور جديد للبلاد، دعا جمال ولد اليسع من خلال إذاعة فرنسا الدولية لضمان حرية المعتقد من خلال الدستور الجديد.
اعتلى الإمام بداه المنبر وأجهز على تلك الدعوة فوأدها في مهدها.
في التسعينيات أرادت شركة سجائر جلواز أن تنظم مسابقة لملكة جمال المنتبذ القصي ، فهب الإمام الأكبر كالهزبر وتصدى للأمر فمات المشروع.
اليوم تقام على أرض المنارة والرباط حفلات زواج المثليين (قوم لوط) !!
رحم الله الإمام الأكبر بداه وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.
في 2006 افتتح مقهى تونس في نواكشوط لتنبت المقاهي كالفطر في عاصمة لم يعرف أهلها ثقافة المقاهي والفضاءات المفتوحة بدأ الشباب المولع بالترقي في ارتياد تلك المقاهي والجلوس فيها والنقاش وظن بعض الصغار أنه أصبح مثقفا بمجرد الخوض في السياسة ونقد الخطاب الديني والتجديف خلال الفيس.
ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك ، ومع عشرية عزيز بدأ الملاحدة يكتبون بأسماء مستعارة كما فعل الهالك (الناجي) من خلال حسابه "محمد أحمد" الذي كشفناه مع غيره، كما أن بعض أبناء الذوات يكتب باسمه المعروف لأنه محمي اجتماعيا سواء كان في المنتبذ أو في بلاد العم سام.
يا صبر أيوب، ماذا أنت فاعله :: إن كان خصمك لا خوف، ولا خجل؟
ولا حياء، ولا ماء، ولا سمة :: في وجهه.. وهو لا يقضي، ولا يكل
نرجو رفع الحماية عن الملاحدة والتبرأ منهم، فمن يبدي صفحة عنقه اليوم من الملاحدة يشعر بالأمان ويكتب بكل أريحية بدعوى الثقافة وحرية الرأي وينال من المقدسات ويدافع عن المسيء إلى الجناب الشريف، فهو محمي بمركزه الاجتماعي، فيجب رفع الغطاء الاجتماعي عنهم، وعلى الدولة أن تطبق المادة 306 من القانون الجنائي وتحكم شرع الله في الزنادقة فقد آن لنا أن لا تأخذنا في الله لومة لائم،
فلو حسمنا أمرنا بمنعرج اللوى لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه.
أسوأ ما أفرزته عشرية عزيز هو ﺑﻮﺳﺮﻭﺍﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻠﺠﻢ ﻭﻟﺪ ﻭﺩﺍﺩﻱ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﻮﻩ
ﻭﻟﺪ ﺍﻣﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﻟﻒ ﻟﻔﻬﻤﺎ، مثل منتوجاتهم الممسوخة (ولد امخيطير والناجي..).
ووصل الأمر الآن لزواج المثليين (قوم لوط) نسأل الله السلامة والعافية ، ويعتبره برسروال حرية شخصية ، بينما عدم وقوف ولد سيدي يحيى للنشيد ليس كذلك بل هو تخلف عن ركب الحضارة !!
مالكم كيف تحكمون ؟!
كامل الخزو
من صفحة x/y