عُرف في عالم المسرح والسينما بـ"أحمد طوطو"، وعرف في عالم التصميم بـ"عباس"، وعرف خارج الخشبة وفضاءات الكومبيوتر بـ"عبد الرحمن ولد أحمد سالم".
.
لم أقتنع يوما بأن صديقي عبد الرحمن، صاحب "الأسماء المتغيرة"، يمكن أن يقدم على ارتكاب جريمة تزوير (أيا كانت)، لكنني بقيت مقتنعا، منذ إحالته، أنه بالإمكان استغلال طيبوبته، ومن ثم توريطه دون قصد منه، لأنه لا يعرف التعنت والرفض، فخفة ظله، ودماثة خلقه، وانسيابية علاقاته، وكرمه المفرط، وحبه لفعل الخير، أمور تجعله عرضة للاستغلال، لا شك.
عملتُ مع الفنان الطريف والتقني الكفْء والصحفي المبدع سنوات طويلة، تقاسمنا فيها كل أنواع الظروف، فلم أعرف فيه غير الإخلاص لوطنه ولعمله، ولم أعرف فيه غير الغيرة على المصالح العامة، ولم أعرف عنه غير التنظير الجيد لغد وضاء لا سالب فيه ولا مسلوب.
فهل ثمة خطأ في التحقيق؟ أم خطأ في تحديد المسؤوليات؟ أم تعجل في قراءة مشهد الجريمة؟.. لست أدري، فمبلغ علمي أن "عباس" جُبل من طينة المصلحين الظرفاء الذين خلقوا لإسعافنا بالابتسامة، وتوزيع المحبة بيننا بعدالة، والترويج للمؤاخاة والتسامح والإنصاف.
لست بصدد التأثير على ملف بين يدي القضاء، ولست أبعث هنا برسالة إلى القضاة، بيد أنه من واجبي تجاه هذا السجين، وخوفا من شيطنته أمام الرأي العام، أن أدلي بشهادة موضوعية عنه عسى لا ينخدع الناس بمظاهر الأشياء، فما كل سجين مذنب، ولا كل متهم مجرم، ولا كل مورَّط متورط!!؟