محمد ولد انگذي الملقب بـ "لعور" كان من أشهر فناني المنتبذ القصي وأحسنهم صوتا قيل فيه:
.
بحُبّ رسول الله طاب لك الوقت :: وزانك بين الناس صوتُك والسمتُ
وإن حلّ يوما في ديارك شاعرٌ :: فما رأيُه إلا التواضعُ والصمتُ
ويقول فيه البيضاوي الجكني باشا تارودانت:
لعمري لقد خضتُ القرى من كناكري :: وجاوزت أرض الصين بعد الجزائر
وبالمغرب الأقصى دياري ونشأتي :: وسامرت أرباب الغنا والمزامر
فما سمعت أذني ولا ناظري رأى :: كذا الأصلع المشهور من كل شاعر
وقال فيه الشاعر:
من كان أصلعَ فليضرب ليطربنا :: أو كان أعور فليشدو بما شاءا
ياليت كلَّ مغن كان ذا صلع :: أوكانت العينُ عينا منه عوراءا
وظل صوت لعور على حاله لم تغيره السنون حضر الشيخ ولد مكي أهوال لعور، وقال عنه ذات هول وقد شاب الندماء:
شبن واكبرنَ عن ذ اليم :: غير الفتى من صنيعُ
يشيبُ كثيرا واتم :: الطـــــباعُ يـــــوافيعُ
سجل الفنان لعور في الأربعينات هولا للفرنسيين وبثه حينها راديو "برازفيل" الملتقط في دكار لكن ذلك الهول لايزال مفقودا فقد أخبرني أحد الباحثين أنه بحث عنه في أرشيف إفريقيا "فرنسا ما وراء البحار" في باريس وأعمل المطي في طلابه في دكار فلم يعثر عليه، فليتنا نجد ذلك التسجيل فبي شوق لسماع ذلك الصوت الذي قال محمدن ولد ابن المقداد عن صاحبه:
لعاد إل من لنسْ :: شاعر بين البحرين
أزين حسّو من حس :: إمحمد حسو زين
فلا شك أن حسّه زين، لقد أحيا لعور السنين ذوات العدد الكثير من الأهوال في دار أهل ابن المقداد ومن ثم كثر ثناء ول ابن المقداد على صوته يقول عنه:
عندك تشبط فالترداد :: ترغ واتصولح تُنحَ
والمهر إعل التشبط زاد :: إعياطو شبكَ يمبحَ
ويقول:
لعور حسو يالناس خرق :: عاد من متن زين
يلال منو زاد فرق :: بين الشعار ء بينو
ويقول:
لعور حسو يل گط عامْ :: لوّلْ شاحنتْ إفزينُ
لعور راعيه اليوم وامْ :: شِحان إفلعور عينُ
ويقول
زينين أظفارك شن طن :: والمهر إمنين إتهين
يتليع والتشبطن :: إعل لمهار إنين
ويقول:
إمبر إل گال المجاد :: بصلع بخزر من زر
ذاك كيف إمبر إلعاد :: إل لاهِ ينگال إمبر
حين قتل الأمير أحمد ولد الديد الأمير أحمد سالم ولد إعل "بياده" عند "انواكل" سنة 1905 كان الأعور مع "بياده" فحمله أحمد للديد معه في طريقه لقتل أعمر ولد إعل شقيق بياده، وحين وصلا لأعمر قال وقد باغتاه لابد أنكم قتلتم بياده فقال أحمد ولد الديد: "اكتلناه واكتلن راجل حاكم گلبو" فقال لعور: ماگط بعد احكم ماه گلبو "في إشارة لكرم بياده، وكان التنافس "لبهار" بين إيگاون شائعا وكان يدفع الفنان ليلقي بكل طاقته ليدرء عن نفسه الغلب، وذات هول قدم فنان شهير على أهل الشيخ سعد بوه فقال قوم ماله إلا امحمد "لعور" وكان موجودا في النمجاط حينها، ورُكّب أزوان وبدأ الهول بعد العصر وتناشد الفنان مع الأعور فطغا صوت الفنان على صوت لعور وبدا الأعور كالمرتبك فنهض أحدهم إلي الشيخ سعد بوه وكان في بنية بعيدا عن خيام الهول التي نصبت في طرف الحي وقلت له: شيخنا إن فنانك لاهي ينغلب فافزع له، قال: فأخذ الشيخ تمرة ومضغها وقالت اعطها له فما إن تناول لعور التمرة حتى سرى فيه الحماس كأنما نشط من عقال ورغى وأزبد فتلاشى الغريم أمام الصوت الهادر وبات لعور يشدو، فقال العلامة البشير ولد امباريگي:
إن للشاعر الشهير لصوتا :: جمع الحسن واللذاذة فيه
ناقص العقل من يعاند شخصا :: نصر الله ما يقول بفيه
ناقص العقل من يعاند ثغرا :: تفل الشيخ فيه سعد أبيه
وجاءه ابنه محمد عبد " حمَّ " ذات هول فقال لعور:
ابْحرْ مافيّ بَلْ اطريگْ :: للعومْ ءُ ذَ أنتَ جيتْ اليومْ
أَلاّ دَرْبِ راصكْ فاغْريگْ :: ولّ عُومْ إِلَ عتْ اتعومْ
قال حم :
ابحرْ گلتْ إنك ْذاكْ إمگادْ :: للعومْ ءُ جابرْ فيكْ اليُومْ
هوّ جدرْ الصَّدرَ لعادْ :: معلومْ إيْمعلمْ ذاكْ أَگُومْ
ويقول محمد باب ولد أحمد يوره قوله مخاطبا لعور:
مگط اطْرَ وإلْتزْ إمعـــاكْ :: ول آدم بأعنادُ مَطــاحْ
ءُ عندِ عنك زاد أورَ ذاكْ :: من عبادْ اللهْ الصّـلاّح
فأجابه لعور:
يالملحوگ إلِّ جاكْ إتغيثْ :: ءُ عالم و امجوّد واسْخِ شاحْ
ولِّ عندكْ منْ لَحاديثْ :: ألاَّ لحاديثْ الصحاحْ
ويحكى أن لعور راح لأحد العلماء ممن لا يرون الهول على الآلة، وجاءه لعور زائرا فقط ولم يصحب معه الآلة ولما جن الليل ناداه العالم وقال: اسم الله آن وانت نمدحو ارسول صلى الله عليه وسلم فطفقا يمدحان وكان العالم ندي الصوت فأنعشا ليلة من المديح قل النظير لها.
وكما قال الأخ أحمد الصديق في تعليقه على خير لعور وبداه:
إذا كان من أدركناهم كالقاضي أو سمعناهم عبر أجهزة المذياع مثل حم أو المعجزة الداه كفيلين باحمرار المرء واكحلاله، فكيف بالأعور الشادي رائد تلك المدرسة؟
أقول:
لاشك أنه كان ظاهرة كونية لا تتكرر
كامل الود