أماضيةٌ ليالينا سراعا وطاوية زوارقنا الشراعا
وآفلة ٌضحى منا شموس ==وقد شمخت سموا وارتفاعا
أذاوية بها الأحلام خضرا ==وقد عظمت قطافا وازدراعا
أمنفرط بها عقد التلاقي ==غداة أروم للشمل اجتماعا؟!
وأندب واجمالاه وعهدي ==ولست بنادب لك أن أطاعا!
أتتركنا وغصن الود غض ==وترحل، لا سلام ولا وداعا!
على عجل كأن قد شمت برقا==بأفق المجد يلتمع التماعا
كأنك ناهض لأداء فرض ==فمدرع له الحَيْنَ ادِّراعا
أوَ انّك ملتق ضيفا فمُدْنٍ== له منك البشاشة والقصاعا
أترحل هكذا عنا وتطوي==كتابك والصحيفة واليراعا
وعلما كم سقيت به ظماء==وفهما كم غذوت به جياعا
ووجها ضاحكا طلقا بشوشا==وكفّاً بَضّة ويدا صَناعا
وسمتا في الهدى سمحا سديدا==قويما، لا اعوجاج ولا ابتداعا
أترحل هكذا عنا وتطوي==حديثا لا نمل له استماعا
وقولا في بساط الحق فصلا ==وسعيا صالحا وندى مشاعا
وتطويحا بآفاق المعاني ==وقنصا للشوارد وافتراعا
هوت هامُ الرجال وظَلـْت شهما
نقيا طاهرا ندبا شجاعا
تشع سنى على وطن عزيز==أضاع فتى، وأي فتى أضاعا!
محضت له يراعا كان حقا == له ألا يعار ولا يباعا
أترحل هكذا عنا وتطوي== سجايا لم تكن إلا طباعا
لـَخطبٌ ذاك يعتصر المآقي==ويضرم في الحشا النار التياعا
تود وقد طلبت الصبر فيه ==لوَ انّك رمت أمرا مستطاعا
ولكنا بحمد الله قوم ==نرى الدنيا سرابا أو متاعا
نسر ولا نغر بها ونأبى == لخادع زخرف الدنيا انخداعا
إذا اتسعت رأينا الضيق فيها==وإن ضاقت رأيناه اتساعا
نُسَلّم لا ننازع من إذا ما ===أبينا حكمه انتزع انتزاعا
ونعلم أن صرف الموت حق ==وأنا لا نطيق له دفاعا
وأن الله حي، كلُّ حي ==يروم إليه في غده ارتجاعا
ترانا - وهو سلوتنا - صحاحا==على دنف ومسغبة، شباعا
كأنا ما رُزِئنا اليوم علقا==نضن به ولم نفقد صواعا
فلذ بالله واغنم منه قربا == تفوز به اصطيافا وارتياعا
وأجمل في جمال الجيل صبرا == وأتبع صبرك الشكر اتـِّبِاعا
تروعنا المنايا فيك لكن == تؤمنك المنايا أن تراعا
طويت القرن في عقد عطاء ==وشبرا إذ قطعت قطعت باعا
وسقت سنيك ميقاتا لوصل==إذا ما حم لم يخش انقطاعا
فنم واهنأ – جمالُ - بدار خلد == وطب ومحمدا فيها انتجاعا
وأبشر يا بشير بإرث مجد ==تليد قد غُذِيت به ارتضاعا
وعش ركنا لصرح وأْوِ فيه == لركن لا نخاف له انصداعا
سلمتم يا أحبتنا ودمتم == لصيت ذاع في الدنيا وشاعا
معادنَ حكمة وهدى وعلم === وآداب لها كنتم قلاعا
عليها طابع من حب طه === أبت من غيره فيها انطباعا
تُحلّى بالصلاة عليه حليا == جمانيا أضاء وما أضاعا
زوى الكرب المُرِبَّ فصار قربا == وذاد الهم فانقشع انقشاعا