رائعة الخليل النحوي في رثاء جمال ولد الحسن

2020-06-28 11:17:00

أماضيةٌ ليالينا سراعا وطاوية زوارقنا الشراعا

وآفلة ٌضحى منا شموس ==وقد شمخت سموا وارتفاعا

.



أذاوية بها الأحلام خضرا ==وقد عظمت قطافا وازدراعا

أمنفرط بها عقد التلاقي ==غداة أروم للشمل اجتماعا؟!

وأندب واجمالاه وعهدي ==ولست بنادب لك أن أطاعا!

أتتركنا وغصن الود غض ==وترحل، لا سلام ولا وداعا!

على عجل كأن قد شمت برقا==بأفق المجد يلتمع التماعا

كأنك ناهض لأداء فرض ==فمدرع له الحَيْنَ ادِّراعا

أوَ انّك ملتق ضيفا فمُدْنٍ== له منك البشاشة والقصاعا

أترحل هكذا عنا وتطوي==كتابك والصحيفة واليراعا

وعلما كم سقيت به ظماء==وفهما كم غذوت به جياعا

ووجها ضاحكا طلقا بشوشا==وكفّاً بَضّة ويدا صَناعا

وسمتا في الهدى سمحا سديدا==قويما، لا اعوجاج ولا ابتداعا

أترحل هكذا عنا وتطوي==حديثا لا نمل له استماعا

وقولا في بساط الحق فصلا ==وسعيا صالحا وندى مشاعا

وتطويحا بآفاق المعاني ==وقنصا للشوارد وافتراعا

هوت هامُ الرجال وظَلـْت شهما
نقيا طاهرا ندبا شجاعا
تشع سنى على وطن عزيز==أضاع فتى، وأي فتى أضاعا!

محضت له يراعا كان حقا == له ألا يعار ولا يباعا

أترحل هكذا عنا وتطوي== سجايا لم تكن إلا طباعا

لـَخطبٌ ذاك يعتصر المآقي==ويضرم في الحشا النار التياعا

تود وقد طلبت الصبر فيه ==لوَ انّك رمت أمرا مستطاعا

ولكنا بحمد الله قوم ==نرى الدنيا سرابا أو متاعا

نسر ولا نغر بها ونأبى == لخادع زخرف الدنيا انخداعا

إذا اتسعت رأينا الضيق فيها==وإن ضاقت رأيناه اتساعا

نُسَلّم لا ننازع من إذا ما ===أبينا حكمه انتزع انتزاعا

ونعلم أن صرف الموت حق ==وأنا لا نطيق له دفاعا

وأن الله حي، كلُّ حي ==يروم إليه في غده ارتجاعا

ترانا - وهو سلوتنا - صحاحا==على دنف ومسغبة، شباعا

كأنا ما رُزِئنا اليوم علقا==نضن به ولم نفقد صواعا

فلذ بالله واغنم منه قربا == تفوز به اصطيافا وارتياعا

وأجمل في جمال الجيل صبرا == وأتبع صبرك الشكر اتـِّبِاعا

تروعنا المنايا فيك لكن == تؤمنك المنايا أن تراعا

طويت القرن في عقد عطاء ==وشبرا إذ قطعت قطعت باعا

وسقت سنيك ميقاتا لوصل==إذا ما حم لم يخش انقطاعا

فنم واهنأ – جمالُ - بدار خلد == وطب ومحمدا فيها انتجاعا

وأبشر يا بشير بإرث مجد ==تليد قد غُذِيت به ارتضاعا

وعش ركنا لصرح وأْوِ فيه == لركن لا نخاف له انصداعا

سلمتم يا أحبتنا ودمتم == لصيت ذاع في الدنيا وشاعا

معادنَ حكمة وهدى وعلم === وآداب لها كنتم قلاعا

عليها طابع من حب طه === أبت من غيره فيها انطباعا

تُحلّى بالصلاة عليه حليا == جمانيا أضاء وما أضاعا

زوى الكرب المُرِبَّ فصار قربا == وذاد الهم فانقشع انقشاعا

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122