(أ ف ب ) - خرج آلاف الفلسطينيين بملابس نومهم حفاة الاقدام صباح الأحد للهرب من حي الشجاعية شرق مدينة غزة الى غرب المدينة بعد ليلة طويلة من القصف الاسرائيلي المكثف. ووصف النازحون ساعات من الرعب عاشوها بينما كانت المدفعيات الاسرائيلية تقصف منازلهم المحرومة من الكهرباء وبدون اي طريقة للهرب.
.
واتصل البعض بسيارات الاسعاف التي لم تتمكن من القدوم الى هذه المنطقة القريبة من الحدود مع اسرائيل بسبب كثافة القصف الجوي الاسرائيلي. لهذا اضطر الاف من السكان اليائسين للهرب من منازلهم عند بزوغ الفجر،ومشوا ساعتين او اكثر متوجهين الى مدينة غزة.
وهرب احمد مع زوجته واخواتها واطفالهم من اقصى شرق المدينة الى غربها. ويروي احمد ان "القصف بدأ الليلة الماضية حوالى الساعة 21:00 (18:00 تغ) ثم ازداد الامر سوءا". واضاف ان "القصف كان في كل مكان حولنا ونحن بلا كهرباء او ماء. لم نعرف ماذا نفعل ولهذا اتصلنا بخدمات الاسعاف لكنهم قالوا لنا انهم لا يستطيعون الوصول الينا ولهذا قررنا ان نغادر مشيا على الاقدام".
وفي مستشفى الشفاء في المدينة، تصل سيارات اسعاف كل خمس دقائق ولكن تقوم سيارات وشاحنات ايضا بنقل المصابين والقتلى. ويشير الطبيب سعيد حسن بينما كان ينتظر قدوم المصابين ان "سيارات الاسعاف لا تستطيع ان تصل الى الجميع وكل من يصل الان هم اصابات وقعت قبل ساعات او قاموا بالمشي او تم حملهم الى اماكن تستطيع فيها سيارات الاسعاف اخذهم منها".
ويشير الطبيب البالغ من العمر 38 عاما وتمكن من اجلاء عائلته قبل يوم من حي الشجاعية "اخبرونا ان هناك مصابين وقتلى في الشوارع". وبحسب الطبيب الذي عمل في وزارة الصحة في غزة لمدة ثماني سنوات "هذا اسوأ شيء رايته قط".
ووقف المسعف علاء لتنظيف سيارة الاسعاف حيث غسلها باستخدام مطهر بعد نقل دفعة جديدة من الجرحى. وقال "كانت هناك سيدة حامل مصابة وفي الطريق عثرنا على رجل وابنته فقمنا باحضارهما ايضا الى هنا".
وبحسب علاء "لا يمكننا الوصول الى العديد من المناطق هناك الكثير من القصف وحوصرنا في منطقة". وتوسل العديد من الرجال والنساء في المنطقة من سائقي سيارات الاسعاف الذهاب الى احيائهم لاسعاف المصابين.
وقام احدهم بالصراخ على علاء "هناك قتلى في بيتنا لماذا لا تريدون القدوم؟". واجابه المسعف باحباط "نحن نحاول ولكن لا يمكننا ان نصل الى هناك. اطلقوا علينا النيران اكثر من مرة". وما زال العديد من السكان عالقين في حي الشجاعية في حالة رعب.
وتقول مرح الوادية (23 عاما) من شارع النزاز في حي الشجاعية عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "هذه احد اسوأ ايام حياتنا. نجلس جميعنا في غرفة واحدة منذ ليل امس في انتظار توقف القذائف لنخرج من هنا والشظايا تدخل المنزل من كل جهة".
وتابعت "حالتنا النفسية مدمرة للغاية والجميع يبكي. الاطفال يشعرون بالرعب ولا نعرف كيف سينتهي مصيرنا". وتمكن حمادة الغفير (29 عاما) من اجلاء بعض اطفال ونساء عائلته من منزله في المنطقة نفسها بينما بقي هو و15 شخصا آخرين من عائلته في المنزل.
وقال "في الصباح، جاءت سيارة اسعاف لاجلاء مصابين من قصف منزل جيراننا بالاضافة الى شاحنة تابعة للبلدية، فقمنا نحن وجيراننا باجلاء الاطفال والنساء معهم الى منزل خالتي في حي الرمال ولكن السيارتين لم تتسعا للجميع".
واضاف ان "ما يحدث لنا هنا هو ابادة جماعية قصف همجي وعشوائي. القذائف واطلاق النار لم يتوقفا منذ الليل" مشيرا "لا نعرف ان كنا سنخرج من هذا الكابوس".