جميل منصور يكتب: هكذا عرفت أمي

2020-02-26 05:50:00

أمي ..عندما عقلت، عقلت عليها حنونا خلوقا برة بأمها وبأبنائها، تخدمنا بيدها، تغنينا عن غيرها، تشرف على كل أمورنا، أقرأتنا على زينب ما تيسر من القرآن الكريم،

.

ذهبت معنا إلى المدرسة لترابط فيها علنا نحتاج أونتعب فتعطي وتحن، كبرنا تحت عينها وتعلمنا بدعمها وصرنا بفضل الله ثم بجهدها وكدها، كانت تحبنا أكثر من نفسها تؤثرنا في كل شيء وتدعو لنا بكل شيء وتستصغر في حقنا كل شيء.

اعتقل عبد الرحمن بن منصور - قبل مرضها - فلم تبخل له ولزملائه بل لسجانيهم خدمة وتوفيرا حتى روي أن عددا من السجناء والسجانين كانوا ينتظرون" جيرة عبدو " لكفايتها وجودتها وكنت شاهدا ومرافقا مرات عديدة حينها.

اعتقلت أنا وكانت قد مرضت رحمها الله رحمة واسعة فكانت صلبة مؤمنة محتسبة، تدعو في ليلها وتشد من عزائم إخواني في نهارها، أحبتنا حبا لو جمعنا كل مشاعرنا وعواطفنا لما بلغنا عشره ولا أقل، تفهمت مشاغلنا وتقصيرنا في حقها وهي من لا يجوز في حقها التقصير ولا يجوز عنها الإنشغال، قالت في حبنا نثرا ونظما، وحاولت مرة أن أنظم في حقها ومع ضعف المستوى الفني لما قلت شجعتني ووصفته بالجميل والحسن.
أشهد لها أنها تحب الله ورسوله، وأن اعتمادها على ربها وثقتها فيه حقيقة إيمانية راسخة،وأشهد لها أنها كانت برة بأبنائها وأسأل الله العظيم أن ييسر لي وإخواني برها في مماتها دعاء وصدقة ووصلا لأهل ودها وغير ذلك مما أوردته النصوص الصحيحة والآثار المعتبرة.
رحمها الله رحمة واسعة وأدخلها فسيح جناته، اللهم ارحم أمي واغفر لها واعف عنها وعافها، اللهم اغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
إنا لله وإنا إليه راجعون

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122