في الوقت الذي تفرض فيه العولمة التنافس الذي لا يرحم، وتبحث فيه الشعوب والأمم عن أقصر طريق نحو الحضور والمساهمة والتقدم ... بمختلف الوسائل المتاحة ماديا وبشريا،
.
في هذا الوقت تتضاعف أهمية إدراكنا لمسؤولياتنا تجاه تربية أجيالنا الناشئة التي على عاتقها يقع مصير البلد.
ويتعاظم خطر جهلنا وتجاهلنا لمتطلبات المرحلة ونحن على أبواب الأيام الختامية التشاورية للمنتديات العامة للتربية والتكوين التي علييها تقع مسؤولية مسارنا التربوي وبالتالي مستقبل موريتانيا إصلاحا أو فسادا.
وللتذكير فقد شهدت منظومتنا التربوية (النظامية) منذ فجر الاستقلال وإلى 1999 سلسلة من التغييرات والترميمات بالقرارات الرسمية سميت بالإصلاحات...
ولكن نتائجها الموضوعية هي ما يتردى فيه المجتمع الموريتاني اليوم: من نقص في الكفاءات العلمية، ونقص في الإنتماء للوطن، ونقص في تحقيق اكتفاء ذاتي في التنمية على مختلف الأصعدة، ونقص في الأخلاق والقيم... كل ذلك بسبب غربة منظومتنا التربوية عن واقعنا وحقائقنا وثوابتنا الدستورية (فنحن مجتمع مسلم عربي إفريقي حقيقة بالواقع وحكما بالدستور)
وكل المؤشرات تدل على ضرورة إنجاز إصلاح حقيقي لمنظومتنا التربوية وبشكل جدي يتماشى وحقائقنا الأصلية من جهة ويواكب ويستفيد من تجارب الشعوب والأمم الناجحة في تحقيق التقدم والسبق في المجالات كافة (كاليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وماليزيا...) التي لم تنبهر باللغات الأجنبية واعتزت بلغاتها الأم فحققت تقدما أذهل العالم، وخاصة في مجال العلم والتقنية والصناعة.
إن الذي يدعو إلى القلق هو حذف اللجنة الوطنية للمنتديات العامة للتربية والتكوين للبحث في لغة التدريس ومسألة الضوارب للمواد الاساسية فهي قد اقتصرت على المحاور التالية (الموارد البشرية، البرامج، الكتب، تدريس العلوم، التكوين المهني، المتابعة والتقويم، البنى التحتية، الإطار المؤسسي والقيادة، الابتكار والبحث العلمي) إن الإستفادة من تجارب الأمم وخاصة الأمم التي اكتشفت مبكرا أهمية اللغة الأم في الإبداع:
(اليابان...)ضرورةتتطلبها المرحلة ويؤكدها الواقع الوطني لبلادنا التي لها خصوصياتها الاجتماعية والثقافية وما تتطلبه الوحدة الوطنية من سهر ورعاية ولن يكون ذلك إلا باحترامنا لأنفسنا وقيمنا الإسلامية العربية الإفريقية، لا بانبهارنا وجرينا وراء لغات الغير نجعل منها ملجأ على حساب لغتنا الرسمية وخصوصياتنا الثقافية بل ونتوهم اللغة الأجنبية عامل وحدة:
من الأسباب الحقيقية لفشل منظومتنا التربوية رغم كثرة "الإصلاحات":
1. تدريس المواد العلمية باللغة الأجنبية حيث على الطفل تعلم مادتين في مادة واحدة.
2. نقص الإطار البشري الأجنبي أو المتفرنس عن تغطية الحاجة إلى المدرسين للمواد العلمية في جميع مراحل
التعليم، فحرم التلميذ والطالب حقهما في دراسة هذه العلوم بلغتهم الأم رغم توفر آلاف المعلمين ومئات الأساتذة لهذه المواد العلمية بالعربية وهم في إجازة مفتوحة معطلين!
3. هجر التلاميذ للدراسة بسبب عدم وجودهم لرغباتهم العلمية بلغتهم الأم فتركوا التعلم وتسربوا إلى الحياة العامة أو البطالة (نسبة التسرب المدرسي 40%)
مطالب ملحة:
1. تحديد الهدف أو الأهداف الأساسية من المدرسة الموريتانية:
إعداد شخصية وطنية، لا إعداد شخصية أجنبية، ولا إعداد إمّعة لا هوية له...
2. جعل اللغة الرسمية للبلاد هي لغة التعليم والإدارة والتعامل اليومي
3. تعليم العلوم والرياضيات والكيمياء والفيزياء باللغة الأم العربية
4. رفع ضوارب اللغة العربية والتربية الإسلامية
5. جعل الكفاءة في التدريس مشروطة بالولاء للوطن وثوابته الدستورية