ورع
سنة 1987 تلقى العلامة محمد سالم ولد عدود رحمه الله دعوة لزيارة دمشق يوم كان وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي، وعلم أن وزارة الثقافة السورية تديرها امرأة هي الوزيرة الدكتورة نجاح العطار فبعث إليها كي لا يحرجها فى المطار برسالة تفيد أنه لايصافح النساء فتفهمت الوزيرة موقفه واحترمته.
.
وفي حفل توقيع الخطة العربية الموحدة للثقافة العربية بمكتبة الأسد بدمشق، مازح العلامة عدود الوزيرة نجاح بقوله: أنت نجاح وأنا أمي اسمها النجاح فلا شك أن أعمالنا ستكلل بالنجاح.
لايخفى ما في الصورة من ورع العلامة وصرفه لنظره، وكأن لسان حاله هو قوله في تقريظ كتاب (ذات السوار) للشريفة لاله منت الحسن:
غضضتُ عن ذاتِ السوار بصري :: وكان للسوار كلُ نظري
ويحكى أن باشا تارودانت محمد البيضاوي بن سيد عبدالله الجكني، استقبل وفدا برئاسة سيدة فرنسية مدت إليه يدها فصافحها بيده وقد أحرجه الموقف، فقال له أحد مرافقيه:
يمكن أن أجد لك عذرا شرعيا من أحكام الضرورة فيه مندوحة.
فقال البيضاوي:
لاداعي لذلك، دع الأمر ذنبا ارتكبه البيضاوي واستغفر الله منه.
ويقول العميد الوزير عبد الله السالم ولد المعلى وكان في زيارة رسمية لمصر معتذرا لنساء استقبلنه عن عدم المصافحة:
أصافحكن يا "ستاتِ" مصرٍ:: بقلبٍ لا يدٌ عنه تنوبُ
وما تركُ التصافحِ بالأيادي :: يضرُ اذا تصافحت القلوبُ
كامل الورع