ازريكه ، نمط شعري يعتمد البناءَ العروضي العادي، غير أنه يمزجُ الفصحى بما تيسر من اللهجات واللغات ، متخذًا ذلك سبيلا إلى الإطْرابِ و التحبيب إلى النفس ، و لعل هذا النمط الشعريَّ مِن “الأبْزَارِ” التي تفتح شهيةَ المُتلقي و هي “الأبزارُ” التي غالبا ما يفتقدها شعرنا على حد قول امْحمَّدْ ولد أحمد يوره رحمه الله:
.
أشعارُنا أهلَ هــــذا الدهـر باردةٌ *** لمْ تُشْوَ شيًّا ولم تُطْبَخْ بأبزار
لو أنهم أحضروني شأنها مُلِحَتْ *** من بعدمكثت شيْئًا على النار
ـــ و قد مزَج الشعراءُ الموريتانيون اللغةَ بعدة لهجات و لغات ، من بينها :
* الحسَّانية ، و المَزْجُ بها أحيانا يكون بألفاظٍ منها ، و أحيانا يكون بأمثال وحكم قد يَتِمُّ تعريبُها أحيانا،
فمن الأول قولُ امحمد ولد أحمد يوره :
هبَّ العواذلُ في لوْمي و “ترْطـــالي” *** و لستُ أســــمعُ ما قـد قالَ عُذَّالي
قالوا أتَصْبو بُعَيْدَ الشَّيْبِ قُلْتُ لهُمْ: *** بعد المَشيبِ نَعَمْ أصْبو ” أنا امَّالي”؟
و قول لكْبيدْ ولد چَبَّ اليحيوي :
إن الظريفة " أمْ اصْگيعَه " معطوبهْ ** و النفس من عطبها حرّاء مكروبه
" مَوْجَعْ لِ " إذ حوّر الأقوام"ُ تِفنَتها" ** ضحًى على جنبها " العرْبيّ " " مَگْلوبهْ
أضحت عن السّرْح في الأشوال قاصرَةً ** و الأرض من حومة الأخْيام مجدوبه
لو كان عبدا لغير الشيخ عاطبُها.. ** لكن"ّ أخلاگ"َ آل الشيخ مهْيوبَهْ
و من الثاني قولُ امْحمد :
إذا جُدتِ بالمطْلُوبِ مِن بعدِ منعِه *** فَرِحْنا و أظْهرنا السُّرورَ و صَرَّحْنا
و إن تصرِمينا ، فالصَّريمةُ راحَةٌ *** و والــــله ” ما كُنَّا رُكـوبًا ولا طحْنا”
و قولُه:
تَعَجَّبْتُ من حُبِّيَ لِعْوَيْشَ ضلَّةً *** على أنَّـــها زَلَّاءُ كذَّابــةٌ حَـــمْقَا
و أَيُّ فتـــاةٍ أعجَبتْـــكَ ملاحَــةً*** ” إذا كُلِعَتْ منها يَقِلُّ الذي يَبْقَى”
وقد جمع النوعَيْن مَعًا محمَّدْسالمْ ولد بدَّيَّاهْ رحمه الله بقوله:
أَتَيْنا عِيَّالًا ضائعينَ مِنَ ” السَّهْوَا” *** نُؤَمِّلُ أن نلقَى مِنَ ” الكبْلَ” مـــا نهوَى
فَـ”زَيْدَانًنا” قد صارَ منها بجِرْوةٍ *** و هذا لَعمـــــــري مِن ” ذُنُـــوبِكِ يَاجرْوَا”
* الوُلْفية : و من أمثلتها قولُ امْحَمَّدْ :
يا خوْدُ إنَّ غُرابَ البينِ منكِ ” سَوَخْ” *** و القلبُ يطلبُ مِن وصْلٍ لديكِ ” سَرَخْ”
ضَنَنتِ بالوصلِ حتى بالحـــديثِ و لا *** أرى ضَنِينًا سِـــواكِ الدَّهرَ ضَنَّ بـ “وَخْ”
لا تَمنعي الوَصْلَ ممن يُســـــــتهامُ به *** أَتَمْنَعينَ وِصــــالَ المُسْـــــــتَهامِ ؟ ” لُتَخْ”
لم تعلمي أن خيرَ النــــــاس أكـــرمُهم *** و الخيرُ يَبْقَــــى و إن طال الزَّمَانُ…إِلَخْ
[سوخ : كلامك] [سرخ : الصدقة] [ وخ : الكلام] [ لُتَخْ : لماذا] و قول بابَّاهْ ولد ابتَّه رحمه الله:
يا حَاسِدًا فاضِلًا ، رَبُّ العِبَادِ يخُصْ *** مَن شاءَ بالفضْلِ لا تَطْمَعْ بِعَيْرِ “سَبُصْ”
ما خـــــــــصَّ فاضِـلَنَا رَبُّ العِبادِ بِهِ *** لوْ طرْتَ من حَسَدٍ نحوَ السَّمَا ” دُكَمُصْ”
[ سبص : نصيبك] [ دكمص : لن تذوقَه]
* و قد أورد صاحب الوسيط بيتين لابن رازْكَه رحمه الله ضَمَّنَهُما لفظًا من لغةٍ ماتتْ بهذه البلاد تُسمَّى : “آزير” حين قال :
لقدْ شمَخَـــــتْ أنفًا علــــينا خـــــديجَةٌ *** و قالتْ بِآزَارٍ لها : ” إدَوَارِنِ”
و نحن الأُنوفُ الشَّامِخاتُ على الورى *** تَقاصَرَ عنا كلُّ أنفٍ و ما رِنِ
[ إدوارن : الأوْبَاش، معَ أن محمد سعيد ولد دهاهْ في تحقيقه لديوان الشاعر رأى رأيا آخر مستندا فيه لرأي الشيخ ابَّاهْ ولد عبد الله ، و هو راْيٌ غيرُ ذي فَنَد]
* الفرنسية : ومن أمثلتها قولُ الفتى العالم محمد ولد بُتَّارْ ولد الطلبه حفظه الله :
و غانِيةٍ سَمْراءَ قلتُ لــها : “جَ دْوَا” *** أُلاقيكِ قالتْ :يا أخا العُرْبِ “سا سي اكْوا”
فقلتُ : بَلى إنِّـــــي مَشُــــوقٌ مُتَيَّـمٌ *** و لا صبرَ لي عنْ أنْ أزورَكِ ” كَلْكْ اسْوَا”
فقالتْ مَنِ المسلوبُ؟ قلتُ لـها : أنا *** فقالتْ مَنِ المَطْلوبُ؟ قلتُ لها : “سي اتْوا”
[ ج دوا : ينبغي] [ساسي اكوا : ما هذا؟] [كلك اسوا: مهما كان ] [سي اتوا : إنه أنت] * وقد سمعت لدى بعض الأحبة نوعا من ازريكه يستخدم فيه ” اكلامْ ازْناكه” لكنه لم يعلق بي مَعَ أنه جميل.
ــ بقي الكثير ، ومما بقِيَ أنَّ مُحَدِّثَكم أمِّيٌّ في هذه اللغات ، و قد يفسر الكلمةَ على غير وجهها …….فخذوا حذركم..