في حوار أجراه الدكتور عبد السلام ولد حرمة منسق المعارضة المحاورة ورئيس حزب الصواب ، مع صحيفة "أخبار اليوم" المغربية ، تطرق ولد حرمة للعلاقات المغربية الموريتانية مؤكدا أن الصحافة في البلدين تتحدث عن أزمة كبيرة بين البلدين وأسهبت في ذلك مما خلق حالة من النقاش لدى النخب في الجانبين ، لكنه
.
وطوال هذا النقاش المحتدم لم يلمس على نحو جدي أي قرائن أو مؤشرات قوية تؤكد ذلك ، بل الواقع شيئ آخر ، فالعلاقات الإقتصادية والتجارية قوية وفي تحسن ، وقال ولد حرمة أن العلاقات المغربية الموريتانية تبرز من خلال مجموعة من الدوائر: الدائرة السياسية، والدائرة الإقتصادية ،والدائرة الأمنية ، وفي ظل تحسن وتطور العمل في الدوائر الإقتصادية والأمنية فهذا يعني أن العلاقات قائمة ووطيدة ، ولايخفى على أي متابع التطور الكبير في النشاط الإقتصادي بين البلدين ، والتنسيق الأمني المهم في أكثر من موضوع إقليمي ودولي بين السلطات الموريتانية والسلطات المغربية.
أما يحدث على مستوى الدائرة السياسية هو مجرد جفاء سرعان ما يتلاشى وتعود المياه لمجاريها ، وأهم تجلي لهذا الجفاء كان مشكلة الصحفي المغربي الذي تم طرده من موريتانيا ، وهو فعل مستهجن ومرفوض ، وأزمة الطلاب الموريتانيين العام الماضي وحتى هذا العام ، وهو أيضا أمر سيئ ومستهجن حيث ظلت الجامعات المغربية عبر كل مراحل التاريخ قبلة ووجهة للطلاب الموريتانيين ، كما كانت أيضا المجالس العلمية المغربية قبلة للشيوخ والفقهاء والمعلمين الموريتانيين ، وهذا معطى من معطيات الجفاء في الدائرة السياسية وينتهي مع إنتهاء حالة الجفاء ، أما الدوائر الأخرى فهي نشطة وحين يصلها التوتر يصبح من الممكن الحديث عن أزمة علاقات بين البلدين ، قبل ذلك أمور بسيطة سطحية لن تأثر على علاقات إستراتيجية ضاربة في التاريخ والجغرافيا.
وفي جواب له حول زيارة الرئيس الموريتاني للجزائر مرتين ، قال ولد حرمة أنه لايعتقد أن هذا سبب وإن كانت موريتانيا دائما في دوامة المحاور الإقليمية فحين تدخل في محور الجزائر فهي تفقد محور الرباط – دكار ، وحتى العلاقات بدكار تناولها الإعلام في نفس الفترة بشيء من التهويل والتأزم ، وقال ولد حرمة أنه كسياسي وفاعل في المشهد الموريتاني لم يلاحظ أي انعطاف حقيقي نحو الجزائر على حساب المغرب .
كما تناولت المقابلة المطولة مع رئيس حزب الصواب الدكتور عبد السلام ولد حرمة ملفات أخرى شائكة مثل الحرب في مالي وتسليم السنوسي ، وإستقبال الحكومة الموريتانية لمبعوث من البوليساريو ، والحديث الرائج مؤخرا عن تجنيس الصحروايين وحصولهم على الأوراق الموريتانية بمباركة من السلطة الموريتانية ، وقد كانت المقابلة التي أجريت مع رئيس حزب الصواب على هامش مشاركته في ندوة عن الوضع في مالي وتداعياته على المنطقة المغاربية .