مسعود يعود...! / بتار ولد العربي

2013-02-13 06:30:00

في حفل منقطع النظير خرج الرئيس مسعود ولد بلخير الذائع الصيت بين مختلف أجناس المجتمع الموريتاني احتراما, ليقدم عرضا مفصلا عن مبادرته المعروف ب – الوطن أولا-مساهمة منه في البحث عن مصالحة وطنية – ,

.

مبادرة نسجت من أضلع أختها – نداء من أجل الوطن -, أو تأخرت عنها قليلا, أو ربما احتضنتها كما تحتضن الأخت الكبرى شقيقاتها. توأمة لم تكن لتخفى على أحد أو ربما لفتة ’’ ما ه رق من الزغب ’’ من مسعود لبعض الطيف السياسي, وإن كان ذلك مهما, فالأهم أن نساهم جميعا في إيجاد حل لما اعتبره البعض أزمة سياسية.

وفي دوامة تجاذبات سياسية أصبح متعارف عليها منذ اندلاع ما أصطلح الإعلام على تسميته ب"الربيع العربي" لم تتحرر الساحة الموريتانية بعد من "الرحيل المعارضي", و"المبادرة المسعودية" في غياب بروز وعي سياسي جديد يمكن من خلاله جمع الشمل, وهو ما يعتقد البعض أن هذه الأخيرة كفيلة به, إذ تشم من رائحتها وساطة من نوع خاص مقارنة بزميلاتها اللائي وإدن في المهد, أو خطف نورهن من هن طوعا.

و في الوقت الذي تتكرر فيه مهرجانات المعارضة بعنوانها البارز "طلب الرحيل" يعيد الرئيس مسعود الكرة مجددا لإزالة القناع هذه المرة عن بعض الجهات التي تبنت المبادرة المذكورة أو لنقول باركتها, منذ اجتماع تفريت.

وحقيقة الأمرـ حسب اعتقادي المتواضع جدا, وهو ما يراه أكثر من متطلع سياسي- أن الجدار المنيع, والعقبة الأساس التي تقف أمام هذه المبادرة هي " تشكيل حكومة وطنية " ذلك أنه من غير المعقول أو من المستبعد إزالة حكومة في أوج العطاء, و تقدم إنجازات ملموسة تمشيا مع برنامج الرئيس ولد عبد العزيز, ولم تنته مأموريتها بعد, بل في منتصفها أو تكاد, الشيء الذي يصعب معه التفكير في هذه النقطة بالذات خاصة أن الوضع السياسي لا يدعو إليها, أو على الأقل لسنا في مرحلة انتقالية, و عزيز لا زال يقود السفينة إلى بر الأمان حسب مناصريه أو لنقول الموالاة.

ومن جهة أخرى فهل من المعقول أن يتقاسم الرئيس ولد عبد العزيز الكيك مع من لا يعترف به ويطالب دائما برحيله؟ وكيف تفكر المعارضة في تشكيل حكومة وطنية من رئيس لا تعترف بحكمه, أو بعضها؟ وأخيرا ما معنى تشكيل حكومة وطنية في غياب أزمة سياسية يتفق جميع الأطراف عليها؟ , وليس ذلك بغريب فالسياسة فن المستحيل.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122