قرأتُ "رواية إبراهيم با" والتي جاءت تحت عنوان Témoignage d'ibrahim Ba
ويمكن ترجمة العبارة بِ: شهادة ابراهيم با، والفرق كبير بين الشهادة والرواية
فالشهادة تأتي تحت الطلب للإثبات أو النفي؛ بينما الرواية هي سردٌ شخصي تلقائي وكتابة شهادة كهذه تجعلنا نتساءل: مَن طلَبَ هذه الشهادة! وفي أيّ إطار تمّ تقديمها؟
أمّا بخصوص القصة فإنها -إنْ ثبَتَت صِحتُها- مرفوضة شكلا ومضمونا؛ فإذا كان التفتيش والاشتباه والتوقيف جزء من عمل الأمن؛ فإن حماية الشخص وحفظ كرامته واجب على الشرطة وحق إنساني للموقوف، سواء كان مواطنا أو مقيما أجنبيا
وللمواطن حقوق أخرى يستحقها بمواطنَته وانتمائه الوطني؛ لا بالنسبة ولا بالمكانة الاجتماعية أو العائلية ..
يقول إبراهيم با إن الشرطة لم تُجرِ اتصالا واحدا بالعائلة للتأكد من هويته ورفضوا السماح له باتصال بذويه لجلب دوائه؛ مايعني اتهاما ضمنيا بالإساءة له وامتهان كرامته وتعريض حياته للخطر بشكل متعمد
وفوق ذلك يتهم الشرطة بأنها حين تأكدت من هويته وحضر ذووهُ ساوموهم على افتدائه بالمال وتم تحريره لقاء فدية مالية كالأسير "على حد تعبيره"..
رواية كهذه واتهامات بهذا الكم لايمكن تجاهلها من طرف الأمن..
يجب فتح تحقيق في المسألة ومعاقبة الجاني؛ سواء كان الجُناةُ أفراد الشرطة الذين ارتكبوا هذه الجريمة (حسب ادعائه) أو كان الجاني هو إبراهيم با باتهاماته وادعائه وافترائه على الشرطة؛ أمّا الصمت وتجاهل هذا الرواية فهو إثباتٌ لصِحّتها وذلك ليس في صالح أجهزة الدولة
نحن نقف مع الشرطة في الحملة على المهاجرين غير الشرعيين ،بل طالبنا بها ولازال نطالب ونشجعها؛ وهذه الحملة تقتضي أحيانا وللأسف الاشتباه في بعض المواطنين الموريتانيين وتوقيفهم حتى يتم التثبت من هوياتهم؛ لكننا ندين أي امتهانٍ لكرامة الإنسان أو الاعتداء عليه جسديا أو نفسيا؛ سواءً كان مواطنا أو مقيما ..
أتمنى أن يُحقّقَ في هذه "الرواية" لإنصاف المظلوم سواء كان إبراهيم با أو عناصر الشرطة؛ وأن يتم تكريس ثقافة احترام الموقوفين كما تُقِرّ وتنُصّ الشرائع والقوانين الوطنية والدولية .