قد يفهم البعض كلامي هذا فهما غير صحيح. وعلى كل حال ذلك شأنه..انا لا اكتب من أجل عيون اهل البلاط ولا من أجل من يرون الحياة مثل قصص ألف ليلة وليلة بختامها يتزوج الأبطال او فيلم هندي رومانسي يصور الهند جنة غناء بها حور العين والنعيم المقيم..ولا اكتب لاتملق اهل المجون وقصص الإثارة..ولا اهل الغوغاء والفوضى..وإنما اكتب عن تاريخ وواقع هذا البلد كما اعيشه يوميا واساير الكادحين فيه تحت الشمس والغبار والافراح والاتراح والعرق والخبز..ومهما طولت كتاباتي او قصرتها فستظل نصوصا موجهة تحديدا للرجال والنساء الذين يؤمنون بهذا الوطن ويتطلعون إلى خيره ..وعندما لا أجد اهتماما من هؤلاء ساصمت عندها..
أحبائي القراء..
مشكلة البلدان في العالم اليوم هم الغوغاء. واقصد بالغوغاء الحمقى الجهلة الذين يحركهم الرويبضات وامراء الحرب والفوضى..وقد اغرقوا قسما كبيرا من عالمنا العربي وقارتنا السمراء في الحروب والفتن والويلات وادخلوا اليوم أوروبا وامريكا نفقا مظلما خطيرا حتى على العالم ..
انظروا دولنا العربية.. كل الأنظمة الجمهورية بدون استثناء وقعت في الفتن والحروب، ابتداء من احداث الجزائر 91 وانتهاء بما يسمى بفتن الربيع العربي المتواصلة مع الاسف.. الا بلادنا..
انظروا بلدان الساحل الافريقي التي نحن دولة منها كلها وقعت في الحروب والويلات إلا بلادنا.. والحمد لله وما شاء الله..
عندما انهارت الدولة في العاصمة نواكشوط صبيحة 8 يونيو 2003، ظل الشعب متماسكا سلميا تقوده قيم السلام والعافية لا شيء غيرها، وهذا تعرفونه جميعا..
وهذه نعمة من الله له الحمد والمنة اولا واخرا.. هل تعرفون ما سببها، سببها هو انخفاض نسبة الغوغاء في بلادنا نظرا لقيمنا الدينية والاجتماعية و تقاليدنا الحميدة.. ورموزنا من علماء وحكماء وايضا من مثقفين..
لكن حذاري ثم حذاري ..فنسبة الغوغاء منذو بداية الألفية الثالثة بدأت ترتفع في بلادنا بشكل ملفت للنظر وخطير مع انتشار الانترنت والانفتاح على الخارج وثقافاته الغريبة على مجتمعنا المسلم المسالم.. ولا احتاج إلى الاستدلال بامثلة فأنتم أدرى مني بما أصبح موجودا من انهيار الأخلاق والفساد وتدني الدين إلى درجة الإلحاد..
ساتحدث معكم اليوم حول موضوع برأيي خطير جدا هو موضوع رئيس الدولة.
ينظر البعض إلى رئيس الدولة انه شخص عادي وحتى غير مهم ويمكن الاستهزاء به والسخرية منه وعدم احترام كرامته وحقوقه الشخصية.. وهذا بالنسبة لي خطير .. بل هو منتهى التهور والصبيانية والطيش واللعب بالنار.
سأقول لمن لا يعرف لماذا..؟
ساتحدث من وجهة النظر الدينية والاجتماعية التي يجمع عليها الجميع..ولن اتحدث عن وجوب طاعة ولي الامر او شيء من هذا القبيل، وإنما فقط عن ضرورة السلطان..ولكي لا اطيل فالقضية برأيي يلخصها قول الشيخ ابن تيمية: "ستون سنة مع إمام جائر خير من يوم وليلة بلا إمام".. وينسب للإمام مالك قوله: "حاكم ظلوم غشوم ولا فتنة تدوم".. والمراد بالسلطان السلطة التي تقوم بحفظ الأموال والأعراض والأمن والحكم بالعدل والحق.. وإن جار السلطان في بعض الأحيان أو صدر منه ظلم فيحتمل ذلك منه برأيي إذا كان البديل هو الفوضى العامة والفتنة الدائمة والعياذ بالله.. وتوجد اليوم دول فاشلة يا ليتهم كان لهم ولي أمر ولو كان أحمق جائرا يجمع كلمتهم على الاقل.
وجود السلطان نعمة كبيرة من الله.. ولكن المشكلة ان هذه النعمة لا يقدر قيمتها الا من اكتوى بنار الفتن كنعمة الصحة لا يعرف قيمتها الا المريض..
ثم ان شخص رئيس الدولة من الناحية المدنية رمز اعتزاز وكرامة وهيبة ووحدة الوطن مثل الجيش والعلم والنشيد.. وعدم احترامه هو عدم احترام الوطن ..فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس القضاء..وإذا كان منتخبا بالاغلبية فعدم احترامه عدم احترام لاغلبية الشعب..
البعض يقول ان الرئاسة مؤسسة عادية من مؤسسات الدولة والرئيس موظف عادي..وهذا برأيي كلام فارغ خاصة في منطقتنا العربية الافريقية..
في دول الساحل اليوم مالي وبوركينا فاسو والنيجر وحتى تشاد رؤساء لم ينتخبوا ولم ينصبوا باجماع وإنما فرضوا أنفسهم بقوة السلاح..ومع ذلك عندهم كامل الشرعية، لان شعوبهم تحتاج إلى وجودهم فبدونه تنهار الدولة ويسود قانون الغابة..
في المغرب المجاور ودول الخليج العربي والأردن أحكام ملكية.. يعني سلطات يتم نوارثها من جد لوالد لإبن.. ومع ذلك هي في منتهى الشرعية لان الشعوب في هذه البلدان تنعم بفضلها بالأمن والعافية والرفاهية..
عندما تضعضع السلطان في الجزائر بعد انتخابات سنة91 تعرفون ماذا حدث.. وفي تونس وليبيا ومصر وسوريا واليمن والسودان..تعرفون ماذا حدث..
استهداف راس الدولة مهما كان هو استهداف لاستقرار الوطن ووحدته وأمنه ..كل الحروب والفتن حتى داخل القبائل سببها هذه النقطة..
ولا بد أن أشير هنا إلى ان السلطان في وطننا العربي بطبيعته سلطوي لا يخضع للمؤسسات كما هو الحال بالنسبة للسلطة في الغرب ومن يقيس الحكم عند العرب بالحكم في الغرب واهم جدا..
اي دولة واحدة في عالمنا العربي اليوم يمكن للمواطن فيها أن ينتقد راس الدولة او حتى الحكومة ..؟
واي دولة في عالمنا العربي يمكن أن يقول فيها أحد المواطنين ولو من الأسرة الحاكمة، البذاءات التي يقول بعضنا احيانا في رؤسائنا ..ويبقى على وجه الأرض..؟
يعود سبب هذا لقيمنا الأخلاقية والدينية..وليس بسبب ضعف رأس الدولة او عجزه ان يكون مثل نظرائه العرب..وانتم تعرفون هذا اكثر مني..
وبرايي انه من اصبح معافى في دينه ودنياه..ولديه سلطة وطنية منتخبة ديمقراطية تسيطر على زمام الأمور وتحقق المشاريع وتطور البلد مع وجود قوات مسلحة وأمنية قوية وخدمات كثيرة وامن واستقرار..ما عليه إلا الحمد..وعليه ان يلقي نظرة على ما يجري وراء الحدود الشرقية وما يجري شرق وغرب البحر الأحمر..ويحمد الله ثانية..
اسمعوا كلام شيخ تاكي امعاكم لا تسمعوا اكلام شاب ماهو امعاكم..
العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد