دراسة تظهر مدى خطورة قناة أم بى سى وملحقاتها على المجتمع المسلم

2014-06-24 10:24:00

من المعروف عند عامة العقلاء أن الإعلام المرئي هو أقوى وسائل الإعلام، وأن أثره في الأجيال قوي سواء أكان في الجانب الإيجابي أم الجانب السلبي،

. وقد تضاعف هذا الأثر أضعافًا مضاعفة بعد انتشار القنوات الفضائية.
 
وأصبحت تغزو عقول الناس وقلوبهم طوال ساعات الليل والنهار، فإذا قيل إن هذه القنوات أصحبت تشكّل العقول، وتغرس القناعات في الأجيال، لو قيل هذا لما كان بعيدًا، وهذا كله يدعو العقلاء إلى التفكير مليًا في هذه القنوات وكيفية الاستفادة منها بما يعود على الأجيال بالخير والنفع.
 
والمشاهد للقنوات الفضائية يرى أن أكثرها مؤثر تأثيرًا سلبيًا بل سلبيًا جدًا في عقول ونفوس أكثر المشاهدين، وأن القليل من هذه القنوات هو الذي ينشر الفضيلة ويغرس القيم على عوج في بعض هذا القليل، مما هو معلوم.
 
وفي هذه المقالة سأذكر قناة من أكثر هذه القنوات سوءًا، وأفتكها في الناس وأشدهــا تأثيرًا ألا وهي قنــاة "إم بي سي"، وذلك لِقِدَمِهَا ،فهي أول قناة فضائية عربية فيما أعلم، ولأن أكثر برامجها لا يراعي قواعد الشرع ولا أعراف المجتمع في شيء، وأنا أعجب من أن مؤسسها وداعمها من البلاد المقدسة القائمة على الحرمين، التي ينبغي أن يكون كل ما يخرج عنها من مشاريع وأعمال متفقًا مع الشرع المطهر، وأن يكون مواطنو تلك البلاد عند حُسن ظن المسلمين بهم.
 
لكن للأسف الشديد ،فإن هؤلاء الذين أنشأوا هذه القناة لا يبدو أنهم يستحضرون هذه المعاني أو يأبهون لها، فإن هذه القناة قد وصلت إلى درجة من الفساد والإفساد مما يُخشى معه نزول غضب الله –تعالى- ونقمته على هؤلاء القائمين عليها ومن يساندهم ومن يدعمهم.
 
وهناك دراسة علمية وقعت في يدي قام صاحبها باستقراء حال هذه القناة وما تفرع عنها من قنوات، وخرج بنتائج لا أرى أني في حِل من عدم ذكرها أو التنبيه لخطرها، ومن شاء العودة إلى تفصيل هذه الدراسة، فلينظرها في شبكة المعلومات باسم عبدالكريم آل عبدالمنعم عن طريق محرك البحث "جوجل". هذه القناة فَرّخت 4 قنوات هي(إم بي سي 1، 2، 3، 4)، ولها إذاعتان مشهورتان، ثم إنهم أطلقوا قناة (إم بي سي أكشن) مختصة بالأفلام الأجنبية، أما (إم بي سي 1)، فهي مختصة بالبرامج العربية ،وهي سيئة بل بالغة السوء، لكن الدراسة لم تشملها لذلك لم أذكرها هاهنا، وهي حقيقة بدراسة مستقلة.
 
وأما (إم بي سي 3)، فهي مختصة ببرامج الأطفال والله أعلم بتأثيرها السيء، وهي حقيقة بدراسة مستقلة. أيضًا، وصاحب الدراسة أجرى دراسته على ثلاث قنوات: (إم بي سي أكشن)، وكثير من أفلامها مترجم إلى العربية، وهذا مكمن الخطورة، و (إم بي سي 2، وإم بي سي 4)، وذلك عن طريق تسجيل ثمانِ ساعات عشوائية متواصلة لكل قناة فقط فلم يزد على ذلك، وإليكم ما خرج به من دراسة:
 
أما (إم بي سي 2)، ففيها من الإحصاءات المخجلة ما يلي:
 
82 مرة وردت الممثلات بلباس فاضح، و6 مرات أوضاع وأصوات جنسية، وورد الخمر فيها 16 مرة، والمراقص 47 مرة، والقبل الساخنة والأحضان 26 مرة، والعنف والقتل 14 مرة، ومشاهد الرعب 21 مرة، ورؤيا الصليب 7 مرات، وعلم أمريكا 16 مرة، وكلمة أمريكا أو أحد مدنها وردت 13 مرة، وكلمة مؤسسة أمنية أمريكية وردة 12 مرة.
 
أما (إم بي سي 4)، فقد وردت فيها تلك المشاهد والأقوال حسب ترتيب ذكرها آنفًا، كالتالي: 124، 4، 41، 29، 30، 2، 4، 8، 25، 37، 4 . وأما (إم بي سي أكشن)، فقد وردت فيها تلك المشاهد والأحوال كالتالي: 34، 3، 8، صفر، 20، 82، 27، 1، 11، 19، 2 ولنتذكر أيها القراء الكرام أن تلك هي نتائج الساعات الثمان العشوائية التي خرج بها الدارس، فكيف لو طالت دراسته لتلك القنوات، فبماذا يستخرج منها بالله عليكم ؟!
 
ثم خرج الدارس باستنتاجات أوردها بإيجاز:
 
1- الفساد العقدي منتشر في تلك القنوات، وأورد على ذلك مما رصده وشاهده أن تقديس الصليب واللجوء إليه في الأوقات الصعبة هو الذي يفعله الجندي، فينجو من موت محقق، وكثرة ظهور الكنائس والمقابر التي ينتشر فيها الصليب، والصلوات النصرانية ظاهرة، وفي بعض الأفلام التي عرضت إنكار للخالق، وتعظيم للأصنام، ونشر للسحر والشعوذة.
 
2- نشر الثقافة الأمريكية، وقد عبر الدراس عن ذلك بأمركة المجتمع، وظهر ذلك من خلال التعظيم المبالغ فيه للجندي الأمريكي وقدراته، وتكرار ذكر أمريكا ومدنها، والإكثار من ذكر المؤسسات الأمنية الأمريكية، وتحبيب طرائق العيش الأمريكية للشباب. 
 
3- نشر الفاحشة والشهوات: ففي بعض الأفلام ،وقد سمى الباحث هذه الأفلام" حث على الزنا الصريح"، وحث المرأة على معاشرة غير زوجها، وإظهار الشباب ،وهم يتسابقون لهذه العلاقات المحرمة، والبذاءة الشديدة في لسان كثير من الممثلين، وذكر الباحث كيف تثير بعض الإعلانات الغرائز والشهوات الحرام!
 
4- الإخلال بأمن المجتمعات: حيث يكثر في هذه القنوات مواجهة الشباب لرجال الشرطة، وتهوين القتل والخطف والسرقة والاعتداء على الآخرين. وهذه خلاصة الدراسة التي أوردنا موجزًا لها على مسؤولية الباحث، وقد حدثني مدير إحدى القنوات بمرارة شديدة عن بعض قنوات "إم بي سي"، وخطورتها الشديدة على العقائد والأخلاق. وبعد : فماذا يريد القائمون على قنوات "إم بي سي" ؟ هل يريدون إفساد المجتمع المسلم ؟ ما هي أهدافهم من نشر هذه الخبائث في المجتمع المسلم ؟
 
ثم ليخبرونا بصدق: هل هم في أعمالهم هذه منطلقون من حس إسلامي أو وطني، أو هم منفذون لما يريده غيرهم من أعداء الإسلام منهم وما يملونه عليهم ؟!
 
ثم ألا من وقفة صادقة لمراجعة النفس في ضوء قوله تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة
 
وفي ضوء قوله تعالى: {واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} أم أن قلوبهم قد تحجرت وصارت ،كما قال الله -تعالى-: {على قلوب أقفالها} أم أنه {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضًا} أم أنهم {صم بكم عمي فهم لا يعقلون} أم أنهم (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة)
 
ويلكم اتقوا عاقبة ما تصنعون قبل أن يحل عليكم غضب المنتقم الجبار، ويلكم ألا تخافون من عواقب إضلالكم لملايين بل عشرات الملايين من المسلمين منذ أن زكمت أنوفنا بروائح قنواتكم الخبيثة ؟! وأنا أدعو عموم المسلمين إلى نشر هذا المقال وإيصاله إلى المسؤولين عن القناة بكل الوسائل الذين إن لم يرتدعوا ويستجيبوا ويرعووا عن غيهم وضلالهم وإضلالهم، وإن لم يتركوا نشر الفواحش وبث الشهوات الحرام، فأنا أدعو المسلمين إلى مداومة الدعاء عليهم في الأسحار، وفي الأوقات الفاضلة آناء الليل وأطراف النهار، وفي سفرهم وفي مرضهم وفي أوقات إفطارهم حتى يذهب هذا الخبث ويزول هذا الرجس عن المجتمع المسلم وتنـزل قارعة بمن بثه فيهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا 
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122