ذكرياتى مع الخليل ولد مولود ../ محمد ولد الميداح

2017-05-26 10:22:00

[ مديـــنَ كنت ابذيكْ الحيلْ ... انفوَّتْ فيـــهَ حگْ امْگيــلْ

بالشرط ائـــلَ عاد الخليلْ ... فيـــهَ... مَـانِ حَـــتَّ بيــهَ

.

خبيــرْ و دخليـــهَ ثقيــــلْ ... اعْلِــــــيَّ فهْمُ و امْجيـــهَ

و ذَانَ عِت احمدتْ الجليلْ ... مديــــنَ فاهِـــمْ دِخليــهَ

و انجيهَ اسْو كَاعْ الخليــلْ ... فيـــهَ و اسْـوَ ماهُو فيــهَ]

هذه "الطلعه" من مواليد 1976... و "مدين" المذكورة فيها حي قديم يقع في أقصى الشمال من مدينة المذرذره الحبيبة. و هو اليوم من أرقى أحيائها و أكثرها ارتباطا بالذكريات الجميلة بالنسبة لي و لبعض الأصدقاء... أما الخليل، فهو الخليل ولد مولود، أخي و خليلي الذي وافاه الأجل المحتوم منذ ثلاثة أيام، على إثر حادث أليم.

يعلم الله وحده مستوى الصداقة التى نسجها بيننا حيث امتزجت طبائعنا منذ لقائنا الأول قبل تاريخ "الطلعه" بعامين أو ثلاثة... و كان حي "مدين" المركز الذي انطلقت منه شرارتها الأولى و فيه ازدادت "مجموعتنا" بصديقين من نوع خاص هما محمد ولد هدار الذي جاءنا يخطو خطواته الأولى في عالم الخدمة العسكرية و المصطفي [ولد ذ الولي] و قد اختطفناهُ من محظرة أبيه، العلامة محمدن ولد حبيب الرحمن... و اكتملت "عصابة الأربعة" لتسجل قصة جميلة لم تكدر صفوَها الظروف القاهرة التي حالت في ما بعد دون لقاءاتنا باستمرار.

كانت أيامنا صافية... فلم نكن نعرف التلفزة و لا الحاسوب و لا الهاتف و لا علم لنا بما يسمى "اتكُونَّكتي" و "اتْشَاتِي" و لا العلاقات الافتراضية...
لم ننسج علاقاتنا على أساس القبيلة و لا الجهة و لم نكن نهتم آنذاك بتلك الخصوصيات بل كان مجرد التلميح اليها عيبا يرد به في أوساط الأجيال الناشئة.
كان الخليل (رحمه الله) أطولنا قامة و أقوانا بنية و أصدقنا قولا و احرصنا على رص الصفوف في ما بيننا...

لم تتأثر علاقاتنا تلك بإكراهات الحياة لما ضاقت Brigade المذرذره ب محمد ولد هدار و دعته رتبته إلى الابتعاد عنا... و لما "قطع عنا الدَّرْكَـــةَ" المصطفى ولد حبيب الرحمن ليتفرغ لكتبه و تراث أجداده... أما أنا و الخليل، فقد قذفت بنا صروف النوى في انواكشوط و تفرقت بنا السبل و لكننا تغلبنا بعض الشيئ على ذلك بالزيارات المتبادلة و بالذكريات و الاتصالات الهاتفية...

و أخيرا... تبخر أمل اللقاء الذي كنا نتخيل أنه سيجمعنا يوما، نحن الأربعة، في خيمة علي كثبان "مدين" الفضية... فقد غادر الخليل إلى غير رجعة... و "إنا لله و إنَّا إليه راجعون !

اللهم اشمله برحمتك الواسعة و أسكنه فسيح جناتك... لقد كان رجلا فاضلا بكل المقاييس، بارا بوالدته، محافظا على صلواته، صادقا في أفعاله و أقواله، وفيا لأصدقائه و مبادئه...

و لله در الأخ محمد ولد هدار الذي استطاع، في جو الصدمة الأولى، أن يلخص وقع الفاجعة الأليمة بالنسبة لنا و للعشرات من أصدقاء و محبي المرحوم، عندما قال :

ازكلت الخليـــــل الشفيق ... و ازكلت الخليل الفضيـــل

و ازكلت الخليل الصديق ... و ازكلت الخليل الخليـــــل

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏نظارة‏‏، و‏‏نظارة شمسية‏، و‏لقطة قريبة‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏‏
1
·
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122