محاضرة حول أدب الأطفال بالثقافي المغربي

2016-12-23 05:54:00

احتضنت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي أمس ندوة أدبية، تضمنت محاضرة أدبية تحت عنوان: أدب الطفل الموريتاني حقائق وآفاق ألقاها الدكتور أحمد حبيب الله أستاذ الأدب الموريتاني بجامعة نواكشوط؛

.

الندوة بدأت بكلمة تأبين للسفير المغربي عبد الرحمن بنعمر - رحمه الله - ألقاها مدير المركز السيد محمد فيصل فرشادو تحدث فيها عن حياة الراحل وخصاله الحميدة قبل أن يقدم توطئة لموضوع المحاضرة نبه من خلالها إلى أهمية أدب الطفل ودوره المحوري فى تكوين شخصيته مستقبلا،

بعد ذلك أفسح المجال أمام المحاضر الذى افتتح عرضه بمقدمة تحدث فى بدايتها عن تعريف أدب الطفل قائلا: الحق هو أنه عندما نقول كلمة "أدب الطفل" يتبادر إلى السامع أن هذا الأدب مضاف إلى متلقيه مثل "أدب المرأة" بيد أن الواقع أن هذا الأدب مضاف إلى متلقيه "الطفل" . وهو ما يعنى أدب خاص بالطفل من حيث التلقى والمستوى الأدب.

وأضاف "على أن أدب الطفل الذى نعنيه ونفهمه هو ذلك النص الشعري أو النثري أو العنمل الفني المرئي والمسموع الذى جعل من الطفل مادة أدبية وفنية موجهة له أو مبدوعة خصيصا من أجله تناسب مستواه العقلي والفكري والثقافي والأدبي وذوقه وهوايته.

إن أدب الطفل فى نظرنا له قواعده كالأدب العام من حيث اللغة والأسلوب والبناء الدلالي والفني وهو عملية إبداعية تتطلب كفاءة أدبية وخبرة فنية وموهبة ورؤى تعتمد القصص الخيالية والحكايات الشعبية والمغامرات الطريفة والتراجم وحكايات الإنسان والحيوان الهادفة والتمثيل والمسرح ووسائل الاتصال المتنوعة.

ورأى المحاضر أن أدب الطفل الموريتاني ينقسم إلى مرحلتين الأولى:

الحكايات الشعبية على لسان الإنسان والحيوان والأغانى

وتتسم هذه المرحلة  بحكايات الأمهات والجدات التى كانت تهدهد بها الأطفال مثل " الحادث بعشرين اظفر" أو حكاية "ميره وأولادها" أو حكايات الأرنب والذئب والأسد وغيرها

2 - الهيللة والبسملة والسيرة النبوية العطرة فى عبارات مسجوعة مثل:

أم الني أمنة - أم أولاد خديجة

ومثل حكايات الغزوات وبطولات الصحابة رضوان الله عليهم مثل علي وحمزة وحكاية أم معبد والهجرة النبوية والأراجيز مثل:

طلع البدر علينا - من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا - ما دعا لله داع

ينضاف إلى ذلك المنظومات الشعرية ذات البعد الديني والأخلاقي.. وقد أبدع فيها شعراء موريتانيون عديدون ,

أما المرحلة الثانية فهي أدب الطفل الموريتاني المعاصر

يقول المحاضر: إن هذا الأدب تنوعت أجناسه وتعددت أنواعه من شعر ونثر بأجناسه الحكاية والأغنية والقصة والمسرحية وغيرها من النصوص المكتوبة وفق أدبيات الطفل المعاصر بعد الاستقلال عام 1960 م بفعل شيوع الثقافة الأدبية الحديثة والجديدة حيث ظهرت الدعوة إلى التحديث والتجديد فى الأدب الموريتاني وطفقت الأقلام الموريتانية تكتب للإذاعة وجريدة الشعب الوحيدة مطالبة بكتابة الأجناس الشعرية والنثرية المعاصرة مثل الشعر الوطني والقومي والأغنية والقصة وأدب الطفل. وقد أبدع فى هذا الصنف شعراء كبار مثل أحمدُ ولد عبد القادر ومحمد عبد الله ولد عمر وباته بنت البراء، إضافة إلى مجموعة من الكتاب والقصاصين والمثقفين .

وقد تميزت هذه المرحلة بوجود إصدارات قيمة خاصة بأدب الطفل.

واختتم المحاضه عرضه قائلا:

" ذلك هو واقع أدب الطفل الموريتاني بشعره ونثره فى ماضيه وحاضره، وقد يندهش المتلقى غير المطلع بهذه الحصيلة المتواضعة، ولكن اندهاشه قد يخف إذا عرفنا أن هذا البلد عاش حينا من الدهر فى عزلة ثقافية وأدبية جعلته يتأخر أكثر من نصف قرن عن اللحاق بقطار النهضة الثقافية الأدبية الحديثة أمام أحمد شوقي وغيره من فرسان أدب الطفل ، وقد يزول من اندهاش المتلقى إذا علم أن التراث الأدبي الموريتاني القديم والمعاصر لم يجمع ولم يطبع، وما نشر منه يكاد يعد بالخنصر والبنصر شعرا ونثرا. وإذا علم أنه لا توجد فى هذا القطر العربي القصي مجلة خاصة بأدب الطفل الذى ما زال كتابه قلائل وما زال نقاد الأدب من كبار السن يرون أن الانشغال بأدب الصغار نوع من الترف الأدبي وجري وراء محاكاة الآخرين.

على أن ذلك كله لا يعنى أنه لا يوجد فى هذا البلد من آمن بأدب الطفل ودعا إلى كتابته على أسس صحيحة وقوية تمتح من البيئة الموريتانية الحاضرة العربية  الإفريقية الإسلامية من التاريخ الإسلامي الرائع مثل السيرة النبوية وسيرة الخلفاء والشهداء والعلماء حتى يتخرج من مدرسة أدب الطفل صناع حياة وبناة وطن وأمة.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122