هل تاب كاتب المقال المسيئ أم هو يسعى لمغالطة الراي العام؟ / السالك ولد محمد موسى

2016-12-16 17:51:00

تداولت مواقع الكترونية اليوم خبرا عن إعلان ولد امخيطير كاتب المقال المسيئ توبته أمام المحكمة في أولى جلسات محاكمته.غير أن المتأمل في الكلمات التي تطابقت تلك المواقع على نسبتها إلى المسيئ يرى أنه لا جديد فيها وأنها هي نفس ما أعلنه بعد فترة قصيرة من اعتقاله .

 فهو يؤكد على ثلاثة امور إثنان منهما هما نفسهما ما أعلنه في أول رد منه على تداعيات مقاله وذلك في مغالطة مفضوحة وسفسطة رديئة لا تخفى إلا على الأغبياء أو المتغابين.والأمور الثلاثة منافية لمعنى التوبة عقلا وشرعا وعرفا.

فالأمر الأول : أنه لم يقصد الاساءة.وهذه سفسطة لا محل لها حيث ان مقاله المشؤوم يبدئ ويعيد في تصريح وتلميح وتاسيس وتاكيد في الاساءة إلى مقام النبي صلى الله عليه وسلم بما لايقبل أي تاويل .ولا يمكنه التنصل من مسؤوليته عن الإساءة الواردة في مضامين المقال المشؤوم إلا بادعاء زوال عقله أو وقوعه تحت الإكراه عند تدوين مقاله وهو ما لم يدعه.

واذا كان التصريح بعدم عدل النبي صلى الله عليه وسلم والقول بمحاباته لقرابته ليس إساءة .فماهي الإساءة ؟ وهل حدث انقلاب في دلالات الألفاط العربية ؟ أم أن السفسطة أصبحت رائجة ومقبولة لدينا نحن الشعب الضعيف الذاكرة  وإعلامنا الضعيف المستوى ؟

المامول أن لا تنطلي هذه المغالطة الدنيئة على قضائنا الموقر.
والأمر الثاني : أن مقاله أسيئ فهمه وهذه مغالطة اخري ، فمقاله نشرته بعض المواقع برعونة وسوء ادب ناتجين عن رقة دين أصحاب تلك المواقع وأمنهم للعقاب ،وقد اطلع عليه الكثير من القراء الذين يفهمون دلالات الألفاظ والتراكيب العربية .والإساءة في المقال تدل عليها ألفاطه بالقصد الأول دلالة مطابقة و تضمن والتزام فهي محصل المقال في أوله ووسطه وءاخره .وليست لازما خارجيا قد يقصده الكاتب وقد لايقصده . فلايمكن أن يفهم من مقاله سوى الإساءة المقتصية لزندقة الكاتب و خبث طويته في أجلى المعاني.
والأمر الثالث :أن ولد امخيطيريقول إنه لا يتصور أن تصدر منه إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .أي أنه محال أن يفعل ذلك .وهذا مرفوض لأن ردة الشخض هي أمر يجوز عروضه لكل أحد سوى المعصومين . فهذا الكلام ظاهر البطلان.

ثم يرتب المسيئ على هذه الامور توبته .وهنا تكمن المغالطة فاذا سلمنا جدلا بأموره الثلاثة (انه لم يقصد الاساءة ،وان مقاله اسيئ فهمه ،وانه يستحيل في حقه ان تصدر منه اساءة الى الجناب النبوي) ، فمم يتوب إذن ؟ وهل تحصيل الحاصل أصبح ممكنا ؟

إن المسبئ يريد خداع الجميع .وإذا صح ما نقلته عنه المواقع فهو ما زال مصرا على زندقته وردته الظاهرة ويريد الإفلات من العقوبة دون توبة من أفكاره الخبيثة.

والمامول من االكل وخاصة المدافعين عن الجناب النبوي ان يفضحوا مغالطات المجرم وان يقفوا بالمرصاد لأي محاولة لافلاته من العقاب.
ومعلوم ان توبة شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم مختلف في رفعها لعقوبة القتل في حقه .وخاصة في المذهب المالكي الذي يقول مشهوره ان الساب يقتل سواء تاب ام لا .لكنه ان تاب يقتل حدا وان لم يتب يقتل كفرا .وان كانت مذاهب اخري تقبل توبته وترى انها تدرأعنه الحد .لكنها تفرض تعزيره تعزيرا يكون رادعا لمن تسول له نفسه اقتراف الفعل الشنيع.
هذا إن كانت توبته صحيحة ،فما بالك إن كانت مجرد مناورة سوفسطائية؟

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122