رسالة إلى أميرة (مرثية) محمدٌ ولد إشدو

2016-03-26 10:24:00

في مثل هذا اليوم (26 مارس) سنة 1981 أقدمت السلطات الحاكمة بدم بارد على إعدام قادة انقلاب 16 مارس الأبطال الذين هبوا لإنقاذ الوطن من القهر والإذلال وهيمنة العدو.

.

يومها رثاهم إمام موريتانيا الإمام بدأه ولد البوصيري - رحمه الله- من فوق أعواد منبر المسجد الجامع حين زفر قبل الخطبة زفرة المصدور وأنشد:
أيا شجر الخابور ما لك مورقا كأنك لم تحزن على ابن طــــــــريف!
فتى لا يحب المال إلا من التقى ولا الـــــــــزاد إلا من قنى وسيوف
فكان جزاؤه الاعتقال والمنفى رغم سنه ومكانته.
أما أنا فرثيتهم من معتقل جماعي أقيم لجميع أطياف موريتانيا الرافضة للذل والهوان شمال لكصر بهذه القطعة:
رسالة إلى أميرة
أأميرتي هان الــــــكلام *** وهـــوى السلام. فلا سلام!
كيف السبيل لمقصدي؟ *** من أيـــــن بدئي والختام؟!

خطب ألم بشــــــــــعبنا *** من هــــــوله صــعق الأنام

ذبح الحسينَ المسلــمو *** ن؛ ولم ينم بعـــــــدُ الإمام!

والشمس أدمى قرصها *** قرضا صراصير الظـــــلام!
والفرد يصــــــــلي أمة *** سوء العذاب والانتــــــــقام

والليل يترى والنــــهارْ *** لم يَعْرُ سيرهما انفـــــصام!

أين التــمرد والـــــــفدا *** والثأر.. أيـــن الانتــــــقام؟

أيــن المــــروءة والإبا *** أين الكــــرامة؟ يا كــــرام!

ذهـــب الرجال فلا رجا *** لَ.. ولم تقــــل شيئا حـذام!

أأمــــيرتي صــــبرا لما *** قد شك قلــــبك من ســـهام
ماذا يفــــيد هنا البــــكا *** والحزن.. أو يجدي الهيام؟

فــــي ذمـــــة الله الأُلى *** سقطوا على الدرب عــظام
ما مـــــات من أبقى ثنا *** في جبــــهة الدنيا وســـام!
الأستاذ محمدٌ ولد إشدو
معتقل لكصر؛ مارس 1981
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت في ديوان أغاني الوطن ص 152.

 

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122