هل تتحول الاحتجاجات المطلبية في العالم العربي إلى حركات احتجاج سياسي؟

2015-08-23 04:09:00

"لا لبقاء الحكومة"، و"إسقاط حكم المطمر" و"إرحل" و "الشعب يريد إسقاط النظام" ،شعارات رفعت خلال التظاهرة العنيفة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت السبت 22 أغسطس / آب ، في احتجاجات متجددة على أزمة تراكم النفايات ، لكن كثيرا من المراقبين يرون في تلك الشعارات ، التي شهدتها التظاهرة الأعنف منذ بدء سلسلة الاحتجاج حول

.

القضية ، تحولا من حركة احتجاج مطلبي ذات صلة بشأن حياتي يومي ، إلى حركة احتجاجية سياسية بامتياز تناهض الوضع السياسي القائم في البلاد وتسعى للتغيير .

وكانت التظاهرات الحاشدة التي قادتها حركة " طلعت ريحتكم "، في ساحة رياض الصلح المواجهة لمقر السراي الحكومي في بيروت ، قد تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن اللبناني التي استخدمت خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، كما أطلقت الرصاص الحي في الهواء مما أسفر عن إصابة مالا يقل عن 15 شخصا بجروح.

ويمثل لبنان البلد الثاني من بلدان العالم العربي ،الذي تتحول فيه احتجاجات مطلبية إلى حركة احتجاجية سياسية ، تطالب بإنهاء الفساد والتخبط الحكومي والتركيز على تحسين الحياة اليومية للمواطنين الذين يعانون كثيرا من أجل تدبير حاجياتهم اليومية ، ففي العراق يقود التيار المدني تظاهرات أسبوعية ، منذ منتصف شهر يوليو/تموز الماضي بدأت كحركة احتجاجية ضد انهيار مستوى الخدمات في العراق وعلى رأسها الكهرباء والماء، لكنها ما لبثت أن تحولت إلى حركة احتجاج سياسي تطالب بإنهاء الفساد والاستبداد والمحاصصة الطائفية ، وقد دفع تكرار النموذج العراقي في لبنان ، واحتمالات تكراره في دول عربية أخرى البعض من المراقبين إلى القول إن الأمر يعيد إلى الأذهان صورا من صور حراك ما عرف بالربيع العربي.

ولا يعد العراق ولبنان استثناءان من بين الدول العربية ، إذ أن معظم مواطني هذه الدول مع استثناءات قليلة يواجهون انهيارا في قطاع الخدمات ، من انقطاعات في التيار الكهربائي والمياه تستمر لعدة ساعات في بعض الدول ، إلى نقص حاد في المشتقات النفطية هذا بجانب التردي في خدمات أخرى مثل الصحة والتعليم وغيرها ، ويرى مراقبون أنه وفي بعض البلدان التي شهدت ما يعرف بأحداث الربيع العربي ، فإن الوضع ازداد سوءا فيما يتعلق بمستويات المعيشة ومستوى الخدمات بعد تلك الأحداث عما قبلها.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122