أعلنت موسكو اليوم الجمعة وفاة رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف عن عمر يناهز 86 عاما، وقد سبق له أن شغل منصبي وزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات، وكان من أهم اللاعبين السياسيين الروس في المنطقة العربية.  

وأعلن ديمتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الرئيس قدم التعازي في وفاة بريماكوف لعائلته، مشيرا إلى أن بريماكوف كان "شخصية دولة ورجل سياسة وعالما ترك وراءه إرثا كبيرا للغاية".

وكان بريماكوف قد ولد عام 1929 في مدينة كييف الأوكرانية عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، وتخرج في معهد الدراسات الشرقية في موسكو ليصبح من أهم المستشرقين الروس، حيث كان يتقن اللغة العربية بطلاقة، وقد شغل عدة وظائف في المنطقة العربية في الستينيات.

ترأس بريماكوف البرلمان السوفياتي عامي 1989 و1990، وكانت له جهود في محاولة وقف حرب الخليج عام 1991 مبعوثا سوفياتيا إلى بغداد. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي ترأس بريماكوف جهاز الاستخبارات الروسي.

وفي مطلع العام 1996، أصبح بريماكوف وزيرا للخارجية، وبات محسوبا على صقور موسكو في نظر الغرب، ولعب دورا مهما في المفاوضات الخاصة بتوسعة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثم أصبح رئيسا للوزراء عام 1998.

وقبل الغزو الأميركي للعراق بثلاثة أيام في العام 2003، تكررت مهمة بريماكوف بالعراق مبعوثا لروسيا إلى بغداد، حيث التقى الرئيس الراحل صدام حسين لإجراء محادثات سلام.

وفي العام 2006، أسس بريماكوف مجموعة "روسيا والعالم الإسلامي"، تزامنا مع انضمام روسيا لمنظمة التعاون الإسلامي بصفة مراقب، وظل رئيسا لها حتى توقف عملها قبل نحو ثلاثة أعوام.

ورغم ابتعاده عن المناصب السياسية، ظل بريماكوف يلعب في السنوات الأخيرة أدوارا استشارية مهمة في سياسة بلده، وقد عكست وجهة نظره في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في روسيا قبل ثلاثة أعوام مدى الخلاف بين موسكو وواشنطن بشأن قضايا الربيع العربي، حيث ألقى باللائمة على الولايات المتحدة في تدخلها العسكري للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي بليبيا وفي عدم ضغطها على المعارضة السورية كما ينبغي، حسب تعبيره.

المصدر : وكالات