دروس ولد عبدى.../ محمد سالم ولد بمب

2015-05-15 09:42:00

أغلقت الأبواب أمامه بإحكام،يوم كانت قصائده سياطا تلهب ظهور المستبدين ونبراسا يضيء دروب الحالمين بالحرية والعدل، فترة وصف البلد فيها بأبلغ عبارة في قصيدته<رسائل سرية إلى شخصيات سرية> بقوله:

.

(...فلا شملها بالشمال تجمع ×كلا ولا جذعها في الجنوب تجذع

يا سيدي

إنها ناشز

بين صمغ تشظى

ونهر تلظى....)أو كما قال في قصيدة <الأرض السائبة>:

(...أحدق في مرايا الحلم والآتي البعيد×فأرى سنابل باسقات الطلع تأكلها عجاف

وأرى ظلال الأرض في قعر الجفاف×حشدا من البشر المكفن بالقصص/جثثا

هياكل تنتن الأجداث من أفواهها×ليلا تساقط في أخر

وعلى مسافة ألف قيد من هنا جثم السراب..)، فغادر بلد المولد رغما عنه، وهو يترنح:أي القولين أجدر بالتمثل: من أنشد:

 بلاد بها نيطت علي تمائمي×وأول أرض مس جلدي ترابها

أومن قال: وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى × وفيها لمن خاف القلي متحول،أو كما قال الشاعر نفسه في قصيدته

 <تمزقات ‘‘جلاج ،، موريتاني>):..ماذا إذا كنت صمتا ليس يسمعني×صمت وماذا إذا ما حل بي الصمم

أنا مرايا رمال الملح في رئتي×نهش الهموم وحلم فته الهرم..)

لكن أشرعة شاعرنا لن تترنح طويلا،بل ستحتضن من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة،ملاذ الثقافة العربية الأصيلة اليوم،فتوفرت الأرضية والبيئة،فأبدع في جميع الفنون الأدبية آثارا خالدة،ختمها بملحمته العملية الرائعة والمتمثلة في وصيته بتسليم كامل ما يملك من إرث معرفي،يربو على 1300كتاب للمكتبة الوطنية الموريتانية، وهو ما تم بالفعل يوم الاثنين الماضي،مؤكدا بذلك  صدق تغنيه بالوطن الأم طيلة حياته أرضا وشعبا ،و أنه ليس من قائمة الذين يقولون ما لا يفعلون، بل من ضمن الاستثناء إن شاء الله مع حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحه .

تعمدت الحديث عنه بصيغة الغائب الذي لم يذكر بعد، لأن الأوصاف  هنا تكفي عن ذكر الموصوف. إنه الأخ العزيز المرحوم الدكتور محمد ولد عبدي تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته مع رجاء دوام الترحم عليه كلما طالعنا الكتب الثمينة التي خلف لنا، قائلين اللهم أجعلها صدقة جارية عليه إلى يوم القيامة،لنحشر وإياه وعامة المسلمين مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. آمين يا رب العالمين

الأستاذ /محمد سالم ولد بمب

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122