محاضرة: إكرام الضيف من الأخلاق السامية للعرب في الإسلام و الجاهلية ،( الشناقطة نموذجا

2015-03-26 01:12:00

احتضنت قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي المغربي فى نواكشوط أمس محاضرة  تحت عنوان " إكرام الضيف من الأخلاق السامية للعرب في الإسلام و الجاهلية ،( الشناقطة نموذجا ) " ألقاهاالأستاذ/ أحمد بن محمد يحي بن أحمدو فال الباحث والخبير في مخطوطات الغرب الإسلامي.

.

المحاضرة قدم لها الدكتور محمد القادري مدير المركز بكلمة قيمة رحب فى مستهلها بالحضور قبل أن يفسح المجال أمام المحاضر لتقديم عرضه أمام الحضور .

وفيما يلى ملخص لأهم محاور المحاضرة بقلم المحاضر

 

"إكرام الضيف وتعجيل القرى له من آداب الأنبياء، فكان إبراهيم الخليل عليه السلام مضيافا ويكنى أبا الضيفان، قال الله تعالى " هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلما قال سلم قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فقربه إليهم قال ألا تاكلون "الذاريات (الآيات 24،25،26،27 ).

 

 

 

وقد كانت الضيافة شرع من قبلنا وأثبتها الإسلام الحنيف، قال القاضي محمد بن أحمدو فال :

وأربع ما نسخت غسل نكاح         حج قرى الضيف من الدين الصراح

 

وفي السنة الحث على إكرام الضيف، ففي الحديث الذي اتفق عليه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " إلى آخر الحديث .

 

 

وقد كثر في شعر العرب الافتخار بإكرام الضيف وتعجيل القرى له وخدمته، يقول حاتم الطائي:

سل الطارق المعتر يا أم مالك        إذا ما أتاني بين ناري ومجزري

أأبسط وجهي إنه أول القرى          وابذل معروفي له دون منكري

ولعتبة بن بجير :

طعامي طعام الضيف والبيت بيته      ولم يلهيني عنه الغزال المقنع

أحدثه إن الحديث من القرى             وتكلأ عيني عينه حين يهجع

 

 

 

ولعاصم بن وائل :

وإنا لنقري الضيف قبل نزوله          ونشبعه بالبشر من وجه ضاحك

 

وللشناقطة عادات كريمة خاصة في إكرام الضيف أخذت من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وما سن الشعر في ديوان العرب من خصال ومفاخر وآداب في إكرام الضيف وما أضافه الشعراء والعلماء الشناقطة من نصائح و توجيهات في الحض على جلب صنوف الراحة للضيف وقضاء حوائجه وإشباعه بالبشر وبشاشة الوجه  و السرور به عند نزوله في أي وقت من ليل أو نهار في محل أو خصب أو في حالة فقر أو غنى وخدمته وتعجيل القرى له وإطعامه بأطيب الطعام ونحر المقل الفقير الجزور له دون تأخير ولا بخل ، وبإكرامه تكرم مطيته قال الشاعر :

مطية الضيف عندي تلو صاحبها        لن يكرم الضيف حتى تكرم الفرس

 

ويتواصل إكرام الضيف عندهم إلى ما بعد التوديع و التشييع قال الشاعر:

ويكرم ضيفنا مادام فينا                   وتتبعه الكرمة حيث مالا

 

يقول المختار بن جنك اليدالي :

عجل غداه إن أتى وقت المقيل           وأحسن عشاه إن أتى طارق ليل

انسه بالليل وفي النهار                    بكل ما يبغي من الأخبار

 

و للعتيق بن أبت الجكني من وصية في إكرام الضيف يقول منها :

وإن تكن ركابه ظماء                    فأبعث لسقيها فتى سقاء

ودم على الإكرام ما أقاما               ضيفك لو عامين أو أعواما

وإن يكن ذا حاجة فلتجتهد               أخي في قضائها ولا تعد

واذبح لمن ضافك للغداء                كما له تذبح للعشاء

وإن تكن ذا غنم سمان                  فالذبح مفروض على الأعيان

وافعل جميع ما تراه حسنا            للضيف واترك كل ما لن يحسنا

 

وقد ضمن العتيق في وصيته بيتي لمرابط محمد فال بن أحمدو فال :

وكل ما تحب أن تعاملا               به به كل العباد عاملا

لذاك  لا تلق البعيد و القريب          إلا بما تحب أيها الحبيب

 

ويقدم المختار بن حامدن نموذجا من قرى الضيوف لدى الشناقطة من مدحه لابن تي :

نزلت على ابن تي ضحى فحيا         وابرز للقرى شيا وتيا

وصب علي من علم صحيح       ومن شيم الندى سيلا أتيا

فخلت حداثتي رجعت حديثا        وكنت بلغت من كبري عتيا

فقل للشائب الفاني المعنى             تخط إلى ابن تي تعد فتيا

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122