لا أعلمُ، بالتحديد، إن كان لقائي اليوم مع صديقي بيرام بطلب مني أم بدعوة منه، إذ دائماً أطلبُ مثل هذا اللقاء، وهو حريص دائماً على دعوتي، وكنتُ قد طلبتُ منه مثل هذا اللقاء الخاص منذ أيام، فإذا به يدعوني له اليوم..
عاتبني في البداية كثيراً على ما اعتبره هجوماً مني على حليفه صامبا تيام، مؤكداً أنه لم يتوقع ذلك من مثلي، وقال: إذا كانت لديك أدلة على عمل أو سلوك غير وطني ضد تيام فقدمه لجمهورك.. أما إلقاء الاتهامات الجزافية على رجل وطني وسلمي فذلك يُقبلُ من غيرك ولا يُقبل منك"..
كان حاداً معي هذه المرة، ولكنه كان عتاب صديق، لا أكثر، إذ لو كان غير ذلك لما قبل بهذا اللقاء..
حاولتُ مقاطعته مراراً، ولكنه رفض قائلاً: انتظرني حتى أطرح عليك هذه الأسئلة، ماذا لديكم من أدلة تثبتُ تطرف تيام؟ لماذا لا تقدمونه للعدالة إن كان مجرماً؟ لماذا تتغاضون عن أناس محسوبين على ولد بو عماتو يُحرضوننا نحن على العنف وعلى عدم القبول بالحوار؟..
قلتُ له : بخصوص ما لدينا من أدلة تثبتُ تطرف تيام؟ فأنا لستُ جهة الاختصاص في الإجابة عليه، ولم أكلف نفسي البحث عن أدلة، غير أنه ترأس فلام في أيام لم تكن فيها مُسالمةً، ويمكن أن تقيس هجومنا بغير أدلة على تيام بهجومكم بغير أدلة على النظام..، ففي الحملات الانتخابية يسعى كل طرف لحصد النقاط، هذه بتلك؟
قاطعني: أنتم قلتم إن تيام مجرم؟ قلت: أنتم أيضاً قلتم إن الوزير محمد أحمد مجرم، ما الفرق؟ ليست لدينا أدلة كما تدعون، وبالتأكيد ليست عندكم أدلة، أما حول عدم تقديم تيام للعدالة فربما لعدم اكتمال الأدلة ربما..
تدخّل ولد اعبيد في حدّة قائلا: أنت تعلم أن تيام صادق مع ذاته، وأنه كان ناشطاً في أفلام في فترة تعلمُ دقتها وقساوتها، وتعلم أيضاً أن المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله هو من استقدم تيام إلى وطنه، بعد أن تأكد من صدقية ما لديه ومن وجاهة طرحه..أنتم فقط تغالطون الرأي العام سعياً لتشويه الرجل وتشويهي معه..لم تجبني بخصوص ازدواجة ولد بوعماتو، هو مع غزواني وساهم بسخاء في تمويل حملته، وفي الوقت ذاته يُحرض علينا جماعة (فرود) التي تشن علينا الحملات الكاذبة وتستهجن إيماننا بالحوار؟
أجبته: ربما تكون مشكلة ولد بوعماتو معك شخصية، ولستُ مُطلعاً بما فيه الكفاية على علاقاته بالقوى السياسية، لكن ما تحدّثتَ عنه غريبٌ فعلاً، وأتمنى أن لا يكون على هذا النحو..
شرح لي بيرام بإسهاب ما واجهه هو وحليفه تيام صامبا من هجوم، ليس من قبل (اللحلاحة فقط) وأنا منهم طبعاً، ولكن من قوى سياسية، تُخوّنهم في دعوتهم للحوار، ومن بينها أفلام، وأسمعني بيرام صوتيات وصلته لرئيس أفلام با آداما سيدي، تحمل عبارات لاذعة في حق تيام وبيرام وتُحذرهم من قبول الحوار مع النظام (كل الصوتيات بحوزتي الآن).
تطرقنا لمواضيع عديدة، في نقاش تخللته لحظاتٌ حادة، لكنه كان كالعادة مثمراً ومفيداً..
عبد الله اتفغ المختار