الإعلامي أحمدو ولد أبنو يكتب: ''اتعاكيب''

2023-04-29 02:24:57

اتعاكيب عبارة معروفة في قاموس(إيكاون) الموسيقي، تعني عندهم الخلط بين مقامين موسيقيين  كأن تكون آلة معينة،في مقام وأخرى في مقام آخر.

مثلا أن تُضرب أوتار في مقام(كَرْ) وتُضرب أوتار ثانية في مقام(لكحال)أو(لبتيت) أو يرجع الفنان إلى الوراء من أحد المقامات إلى ما قبله،سواء في العزف أو الغناء.

وأشنع من هذا عندهم،(اتعاكيب)في(آمنكري)وذلك بأن تتغاير درجة شد الأوتار في المقام الواحد.

لكن..يبدو أن أهل الحملات الإنتخابية،يشذون عن هذه القاعدة الفنية الشائعة،فتسمع الأناشيد الدعائية،تنطلق من مقراتهم مختلطة بين مختلف المقامات الموسيقية،تشيلها الرياح هنا وهناك في كل اتجاه.

لابد أنك ينتابك التقزز،والاشمئزاز،حتى إن لم تكن مفتوحا في أزوان!

وإن يكن لهذا من تفسير،فهو اختلاف آراء السياسيين،وتنوع نياتهم،وتعدد مشاربهم الفكرية والثقافية،وأنهم ليسوا على قلب رجل واحد!

إنهم مختلفون اختلافَ المعاني اللغوية،لكلمة(اتعاكيب) فهي تأتي لعدة معان فهناك(اتعاكيب امع لخلاك)وهذا هو ديدن أهل السياسة

وهناك(اتعاكيب امع لسراح)وهو من شأنهم كذلك،وهناك(اتعاكيب الروص)وهو رمز للعكس والمجافاة،وهذا من فقه أهل السياسة المعروف.

ولا تنسوا(اتعاكيب الشكله) وهو داخل ضمن علاجهم التقليدي لأسنان الأطفال الصغار،وليتهم عالجوا به أفواه الناس الكبار،فسرى ذلك إلى ألسنتهم فتعودت قول الحق والخير،في كل حين وخاصة أيام الحملة التي يملأونها زورا وبهتانا وغشا وكذبا، وغيبة ونميمة سامحني الله وإياهم،وهدانا جميعا سواء السبيل.

بقي نوع آخر من(اتعاكيب)ألا وهو(اتعاكيب الباتري)ولعله من أخفها لأن الأجهزة الإذاعية والمصابيح اليدوية(الظويات) بدات تختفي شيئا فشيئا،وحلت محلها الأجهزة الكهربائية،والألكترونية،وجهاز التلفزيون،وأنواع التلفونات في تدفق مذهل!

كل هذا-وغيره كثير-أحدث نوعا من(اتعاكيب)بأشكال أخرى،وأساليب متنوعة،ألقت بظلالها القاتمة،على حياة هذا الشعب بمختلف أبعادها،وتوالت دقات ناقوس الخطر!

نسال الله السلامة والعافية.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122