(شهادة الجمل!)
قبس من نوادر القاضي العلامة محفوظ ولد لمرابط رحمه الله
كان أحدهم يدعي أنه من أهل الكرامات وذات يوم كان طرفا في نزاع قضائي في إحدى ولايات المنتبذ القصي، وتم الحكم لصالح خصمه.
حاول الرجل التأثير على الحكم من خلال ادعائه أن لدى اسرته جملا بإمكانه استنطاقه أمام القاضي الذي أبدى استعداده للاستماع لشهادة الجمل لأنه كان يعتقد صلاح الرجل فأجل المحاكمة.
وكان القاضي محفوظ ولد لمرابط رحمه الله في النيابة العامة، فحاول أن يثني القاضي عن ذلك فاستعصى عليه، وطال النقاش.
عندها قال محفوظ للقاضي: أنا لا أنكر أن جمل "آل فلان" يمكن أن ينطق، ويمكن أن يفيد المحكمة لكن لدي إشكالان مردهما إلى أن مركز الجمل سيكون مركز الشاهد، وقد قال الله تعالى:ِ "وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ"
فأين الجمل من ذلك ؟!
وإذا تجاوزنا هذا الإشكال وشهد الجمل، وطلب الخصم تعديله، فمن سيعدله: الرجال أو الجمال؟
وهل ستنطق جمال لغير آل فلان؟
فبهت القاضي، وثاب إلى رشده، وعدل عن سماع الجمل.
كامل الود