لقد حزنت اليوم حزنا عظيما على زميل لي وأخ لي لم تلده أمي ف "إنا لله وإنا إليه راجعون"
ودون أن أزكي على الله أحدا، أود أن أتذكر هذا الإنسان العظيم في نقاط موجزة لأن المقام لا يسمح بالاسترسال في مناقبه الكثيرة :
1. لقد عرفت الفقيد من المرحلة الجامعية حتى وفاته (كان آ خر لقاء بيننا قبل أقل من شهرين).
2. لقد ظل المرحوم يتمتع بنفس الأخلاق العالية التي عصمته من أي طيش يقع فيه الشباب فلقد كان ابن العشرين هو نفسه ابن الستين.
3. عرفت فيه كل صفات المسلم التي وردت في القرآن الكريم.
4. عرفت فيه الأخلاق الواردة في الحديث الشريف، مثل :
- إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون
-مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.
- المسلمُ من سَلِمَ المسلمونُ من لسانهِ ويَدِهِ، والمهاجرُ من هَجَرَ ما نهى اللهُ عنهُ.
- من نفَّس عن أخيه كربة من كُرَب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
5. لقد تمتع بخصلة الزهد في الدنيا
6. لقد عصمه الله من فتنة المال العام فلم يتول مناصب تسييرة طيلة حياته المهنية التي زادت على 30 سنة وأعتقد أنه لم يسع إليها.
7. لقد حمل الهم الوطني العام في قلبه طوال مسيرته وأينما حل طبيبا في قسم الأطفال بالمستشفى الوطني، وعندما تولى إنشاء قسم الكلى والغسيل الكلوي بعد تخصصه في هذا المجال، وعندما تولى رئاسة السلك الوطني للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، وعندما تولى الدفاع عن المصالح الوطنية نائبا في البرلمان، وأخيرا عندما عاد إلى قسم الكلى واضعا خبرته تحت تصرف هذا القسم موظفا عاديا غير مهتم بالمناصب والألقاب.
أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق.
اللهم إن عبدك أحمد ولد السيد حل ضيفا ببابك وأنت الكريم. اللهم أجره من عذاب القبر. اللهم نور له قبره ووسعه له. اللهم تقبله في الفردوس الأعلى من الجنة بجوار حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.
اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان واخلفه فيهم ياكريم.
اللهم بارك في عقبه وافتح لهم جميع أبواب الخير، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه : الفقير إلى رحمة ربه
الدكتور أحمد محمد بداهي تاب الله عليه